نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للكاتبة في شؤون المرأة والمعلقة في الصحيفة جيسيكا فالينتي، تتحدث فيه عن نتائج
الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي أسفرت عن فوز المرشح الجمهوري دونالد
ترامب.
وتقول فالينتي في مقالها، الذي ترجمته "
عربي21"، إنها كانت تجلس "ليلة الانتخابات الأمريكية مع أمي البالغة من العمر 68 عاما، وابنتي البالغة من العمر 6 سنوات، وكنت أتوقع أن أشهد انتخاب أول رئيسة للولايات المتحدة، واشترينا الكعك والشامبانيا، ووعدت ليلى بأن بإمكانها السهر لأي وقت تريد؛ لأنها رغبت بالمشاهدة، لكن ابنتي نامت على الأريكة، في الوقت الذي كانت لا تزال تلبس فيه قميصا يحمل شعار (نسوية)، وعليه ملصق كتب عليه (أدليت بصوتي)".
وتضيف الكاتبة: "كان علي هذا الصباح أن أخبر ليلى أن
هيلاري كلينتون خسرت الانتخابات، وأنه لن تكون هناك رئيسة لأمريكا، والأكثر صعوبة من ذلك أن أخبرها أن دونالد ترامب فاز في الانتخابات، الرجل الذي تعرف أنه بلطجي، والذي يقول أشياء سيئة عن النساء والمعوقين والمهاجرين، الرجل الذي يتبجح بإيذاء الناس وتفريق العائلات سيقود هذه الأمة. أمس تحطم قلبي لأجل بلدي، واليوم يتحطم لأجل ابنتي".
وتتابع فالينتي قائلة: "أفاقت ابنتي في أمريكا تغيرت اليوم، أمريكا سيقودها كاذب وعنصري وكاره للأجانب ومتحرش بالنساء، استيقظت في مكان يرفض التقدم تماما، في بلد يعترف فيه رجل بأنه اعتدى على نساء، ثم يكسب ملايين الأصوات بسبب ذلك، وليس بالرغم منه".
وتواصل الكاتبة قائلة: "كنت دائما قلقة حول الأشياء التي سأنقلها لابنتي؛ الأعباء التي ستنتقل إليها بمجرد أن تعيش في عالم فيه تمييز جنسي، وهو ما يخيفني بشكل أكبر، وكيف سأشرح لها عن النساء الكثر اللواتي أوذين بشكل كبير؛ بسبب التمييز الجنسي المحيط بهن؟ كيف سأمنعها من الخوف من أن يكون تعرضها للمعاناة ذاتها أمرا حتميا؟".
وتقول فالينتي: "تزوجت أمي في سن 17 عاما، ونشأت في وقت كان فيه تحديد النسل غير قانوني، وكان عليها أن تكون في العشرينيات من العمر قبل أن تستطيع التقدم لطلب دين دون أن يوقع طلبها رجل، وأنا ولدت عام 1978، بعد أن أصبح الإجهاض قانونيا بخمس سنوات، ووصلت إلى المدرسة الثانوية حتى أصبح اغتصاب الزوجة غير قانوني".
وتعلق الكاتبة قائلة: "كنت أعزي نفسي بأن الأمور ستتحسن، وأنها ستكون أفضل في زمن ابنتي، لم يعد ذلك الأمل يراودني.. ليس اليوم على أي حال".
وتمضي فالينتي إلى القول: "ليلة أمس سمحنا لليلى بأن تنام معنا في الفراش؛ لراحتنا نحن وليس لراحتها، على ما أظن، وقبل أن أغلق عيني همست في أذنها أنني آسفة، آسفة جدا؛ لأنني لم أقدر حجم التمييز الجنسي والعنصري في هذا البلد، سمحت للحظة قوة نسوية في السنوات الأخيرة أن تخدعني للاعتقاد بأن الأمور تغيرت، كانت كذبة مغرية، لكنها كاذبة جدا".
وتشير الكاتبة إلى أن "الحقيقة هي أن نتيجة هذه الانتخابات المخزية كانت ردة فعل -ردة فعل لتنامي حقوق المرأة، والتقدم في العلاقات
العنصرية، وتحول ثقافي أصبح لا يركز على الرجل الأبيض، لقد كانت أصواتا مبنية على الخوف والتعصب الأعمى والقبح".
وتبين فالينتي أنه "لا يمكن تغطية هذا الواقع بما يجمله، ولا حتى لابنتي الصغيرة ذات الست سنوات، سأجد الكلمات المناسبة لأنقل لابنتي حجم ما حصل دون أن أخيفها، أنا واثقة من ذلك، سأقول لها أنا وأبوها بأن الناس أحيانا يخطئون في قراراتهم، ويختارون الشخص غير المناسب للقيادة، وسنذكرها بدروس تعلمتها في المدرسة حول المرات التي أخطأنا فيها في تاريخ بلدها، وسنذكرها بأن الناس الطيبين تجمعوا ونظموا أنفسهم وحاربوا وأحبوا بعضهم واعتقدوا بأن التغيير ممكن".
وتقول الكاتبة: "سنقول لها إن علينا أن نكون الناس الطيبين الذين يحاربون الآن، وقريبا بعد أن نكون أخذنا فرصة للحزن ونتجمع، سنذكر ابنتنا بأن أحد أسباب انتخاب هذا الرجل هو حجم قوتنا، وأن قوتنا أخافته، وأخافت آخرين غير مستعدين للتغيير والنمو".
وتخلص فالينتي إلى القول: "إننا مدينون لأنفسنا ولبلدنا بألا نسمح للخوف بأن يوقفنا الآن، ولا في أي وقت".