أثار نبأ توقيع بروتوكول بين حكومة الانقلاب والجيش لإدارة الأخير منظومة البطاقات الذكية الخاصة بوزارة
التموين استنكارا واسعا بين المواطنين، خاصة مع الإعلان عن حذف 1.5 مليون مواطن من بطاقات التموين كمرحلة أولى.
وكانت حكومة الانقلاب أعلنت أمس أن إدارة منظومة البطاقات الذكية انتقلت من وزارة التخطيط إلى وزارة الإنتاج الحربي.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان: "يأتي ذلك في إطار العمل على تطوير وتقديم الخدمة بالكفاءة والفاعلية المطلوبة في هذه المنظومة، والتي تهدف إلى التيسير على المواطنين، وتقديم أفضل الخدمات الممكنة لهم في مجال تقديم الخدمات التموينية وصرف الخبز".
اختراق البطاقات الذكية
ومنظومة البطاقات الذكية التي جرى تدشينها في 2014 توفر نقاطا يمكن استخدامها في الحصول على الخبز وسلع أخرى، كما تهدف إلى منع المخابز من بيع الدقيق المدعم في السوق السوداء.
لكن تقريرا لوكالة الأنباء رويترز كشف في آذار/ مارس الماضي أن المنظومة يمكن اختراقها بما يسمح لبعض المخابز بتزييف الفواتير وطلب كميات من الدقيق المدعم أكبر بكثير مما باعوه بالفعل، ما جعلها منتفية عن هدفها.
حذف 1.5 مليون مواطن كمرحلة أولى فقط!
ووفقا لجريدة "الشروق" المحلية، فقد صرح مصدر بوزارة التموين والتجارة الداخلية أن "الوزارة تستعد للإعلان عن تنقية البطاقات التموينية، وحذف ما بين 1.5 و2 مليون مواطن من غير مستحقي الدعم كمرحلة أولى، وأن التموين بدأت فحص أكثر من 4 ملايين فرد، وأن التنقية ستشمل غير المستحقين للدعم".
وطبقا لما أوضحه المصدر للجريدة المذكورة، فإن مصطلح "غير المستحقين للدعم" يشمل أشخاصا: "بعضهم يشغل مناصب عليا، وآخرون تتعدى تأميناتهم الاجتماعية 4 آلاف جنيه، وبعضهم يسافرون إلى خارج
مصر".
لكن ذلك لم يمنع من تجمع المئات من المواطنين أمام مكتب الشرابية للتموين (وسط القاهرة)، مستنكرين خفض عدد الأفراد المدرجين على بطاقاتهم التموينية، حيث تفاجأوا بتقليص عدد أفراد أسرتهم من بطاقات التموين دون سبب واضح.
النشطاء: بلد البزرميط خير بقالي الأرض
واستنكر النشطاء نقل المنظومة للجيش، فقالت رضا أحمد: "بلحه هيحذف مليوني مواطن من بطاقات التموين، ولا عزاء للغلابة، هيستغني عن مليوني من الموظفين، مستنين إيه، أم تنام على الرصيف ثوروا تصحوا".
وقال محمد حكيم: "بلد_البزرميط الإنتاج الحربي يتولي مسؤولية بطاقات التموين والخبز!".
ودونت لمياء ماير على "فيسبوك": "ما زال مسلسل إنشاب مخالب الجيش في جسد الدولة مستمرا، مؤخرا بطاقات التموين ومنظومة الكروت الغبية، الجيش يصنع دولة لا تحيا من دونه، بنية تحتية، أدوية، ألبان أطفال، سكر ورز وتموين، وتعليم، وحراسة... على عمق أكبر من مجرد مليارات منهوبة من جيوب المصريين وموارد مصر، يتعمد جنرالات الجيش إمساك مصر من الحشا، حتى لو فكرت يوما أن تطردهم ملعونين تخرج أحشاءها معهم.. أي ثورة يمكن أن توجهها ضد يأجوج ومأجوج، مصر ستقتلك أنت أولا أو ستبقيك جائعا محطما أسوأ من سوريا والعراق".
وغرد محمد كامل: "نقل منظومة بطاقات التموين من وزارة التخطيط للإنتاج الحربي!! ما تسرحوا باقي الوزارات احسن وأهو منه توفير".
وأضافت إيمان عاشور: "دا احتلال رسمي عاشور يابا".
أما محمد رفعت، فقال: "كل مفاصل الدولة جنرالات الجيش، استولوا عليها بكل الحيل خير بقالي الأرض".
وأردف هشام البيلي عبر "فيسبوك": "قل مسؤولية منظومة بطاقات التموين الذكية وبطاقات الخبز إلى وزارة الإنتاج الحربي بدلا من وزارة التخطيط ..!! طيب ما تفضوها سيرة بقى ونلغي الوزارات ونوفر رواتب 30 وزير.. وتبقى وزارة الدفاع ووزارة الإنتاج الحربي هي الحكومة.. مش كده ولا إيه يا ماسريين..؟!".
وغرد نور الدين المصري: "الجيش دخل في صناعة الحديد، الأسعار ولعت، الجيش مسك لبن الأطفال، أسعار زادت، الجيش هيمسك التموين، الأسعار في الطالع... مرتزقة وليس جيش وطني".
وعلق رمضان السقا: "منظومة التموين والخبز اتسلمت للجيش، بعد كده معتش فاضل غير المراحيض العامة".
82 مليون مستفيد من تموين الخبز
ووفق بيانات وزارة المالية بحكومة الانقلاب، يقدر دعم السلع التموينية في مشروع الموازنة للعام المالي الجاري 2016/ 2017، بنحو 41.115 مليار جنيه (2.34 مليار دولار).
وأشارت الوزارة إلى أن عدد المستفيدين من دعم الخبز ودقيق المستودعات يبلغ نحو 82.2 مليون فرد؛ حيث تبلغ كميات الخبر المستحقة للمواطنين نحو 137.1 مليار رغيف سنويا.
بينما كشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر مؤخرا أن 96.1% من أسر ريف الوجه البحري (شمال)، تستفيد من منظومة الدعم الجديدة، مقابل 72.5% في المحافظات الحضرية.
ومؤخرا، أظهرت تقديرات رسمية في مصر أن عدد الفقراء في البلاد وصل إلى نسبة قاربت على 28% من إجمالي عدد السكان خلال عام 2015.
وقالت بيانات الجهاز المركزي إن الفقراء، وهم الذين لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء وغير الغذاء، يشكلون 27.8% من إجمالي عدد السكان.