أقيم في
الكويت مؤخرا، مؤتمر بعنوان "المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة وأثره في الوقاية من الغلو والتطرف"، اعتبره مراقبون ردا على مؤتمر "أهل السنة والجماعة" الذي أقيم قبل أسابيع في
غروزني بالشيشان وهاجم السلفية.
وأكّد المشاركون في المؤتمر، من 25 دولة، في بيانهم الختامي على "الذب عن منهج أهل السنة والجماعة وتبرئته من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين"، في إشارة إلى المشاركين في مؤتمر غروزني.
واعتبر المؤتمرون أن "أهل السنة والجماعة هم المتبعون للكتاب والسنة، المنتمون إليهما، والمسلّمون لما فيهما، والمقدمون لهما على كل ما خالفهما، وهم المجتمعون على هذا الأصل القويم، ومن هنا سُموا أهل السنة والجماعة، ومن ألقابهم: أهل الحديث، وأهل الأثر، والفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، والأمة الوسط، وأهل الحق، والسلفيون".
وبعد إقرار العديد من المسائل العقدية، والفقهية، دعا المؤتمر إلى توسعة الحوار مع وجهات النظر للعلماء المسلمين، إلا أنه هاجم الأحزاب والتنظيمات معتبرا اياها سببا للتفرقة.
وأبدى دعاة ومفكرون إسلاميون امتعاضهم من المؤتمر، قائلين إنه "اشترك مع مؤتمر غروزني بقاسم مشترك وهو تجاهل المجازر التي يتعرض لها المدنيون في العراق، وسوريا".
وكان البيان الختامي للمؤتمر ندّد باستهداف الحوثيين لمكة المكرمة، ولم يتطرق لانتهاكات الحشد الشعبي للنازحين من الموصل، أو القصف الذي يتعرض له المدنيون في حلب، وغيرها.
وقال المفكر الإسلامي محمد المختار الشنقيطي، إن "مؤتمر الكويت انحاز عن المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة للحاكم الظالم ضد الشعب المظلوم حين ردد الفقه السلطاني المحرِّم للثورات والمظاهرات".
وأوضح أن "المؤتمر مؤشر على فراغ بالساحة من علماء السنَّة الثقات، ملأه علماء السلطان، وشباب الغلو والتكفير".
المنظر الجهادي "أبو قتادة الفلسطيني"، قال إن "شعار أهل السنة مزقه مشايخ السلطان في مؤتمر غروزني وموتمر الكويت واتفقوا على حفظ من دفع لهم، واختلفوا على محاربة طواحين الهواء".
وتابع عبد العزيز الحربي: "مؤتمر غروزني ومؤتمر الكويت، مؤتمرات تفرق المسلمين، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل ( العلماء ) منا !!!".
وكان ناشطون سعوديون اتهموا القائمين على المؤتمر الذي عُقد بالكويت، بإقصاء كبار العلماء في السعودية، والاكتفاء ببعض الدعاة وأساتذة الفقه والعقيدة غير المعروفين.