بدأت أحزاب منتدى
المعارضة الموريتانية؛ التحضير لإفشال الاستفتاء على تعديل
الدستور الموريتاني، الذي أعلن رئيس البلاد محمد
ولد عبد العزيز أنه سينظم بداية العام القادم.
وقد حصلت "
عربي21" على وثيقة تتضمن خطة شاملة لمنتدى المعارضة (يضم 14 حزبا سياسيا ومنظمات نقابية)؛ تتضمن المحاور الأساسية لحراك أحزاب المعارضة خلال الأسابيع القادمة والهادف لإفشال الاستفتاء الدستوري.
وبحسب الوثيقة التي سُربت لـ"
عربي21"، فإن المرحلة الأولى من هذه الحملة يجب أن تبدأ من الآن وخلال الفترة الزمنية التي تسبق إعلان تاريخ الاستفتاء، وخاصة عند بدء الحملة الانتخابية الرسمية، فيما يلي ذلك حملة مكثفة قالت الوثيقة إن توجهاتها ستحدد لاحقا.
وتتكون الخطة الحالية من ثلاثة محاور أساسية: سياسية، وإعلامية، دبلوماسية.
ففي الشق السياسي، أكدت الوثيقة ضرورة العمل من أجل صياغة أحزاب منتدى المعارضة لخطاب جامع ومعبر ومقنع، مؤكدة رفض ما سمته "الحوار الأحادي (مع السلطة) الذي يعمق الشرخ والخلاف السياسي".
وأكدت الوثيقة ضرورة تحصيل حشد جماهيري، والعمل على إشراك جميع أقطاب المنتدى في الأنشطة، وتوحيد الجهود مع القوى المعارضة الأخرى.
وأشارت الوثيقة إلى ضرورة أن يتخذ التعبير عن رفض الاستفتاء أشكالا متعددة (أنشطة جماهيرية، أنشطة إعلامية، حملات ضغط، ارتداء أقمصة تحمل ألوان العلم الوطني).
خطة إشعال المعركة السياسية
وبحسب الوثيقة، فإن رفض تغيير العلم الوطني "هو السمة الغالبة بالنسبة للمواطنين، وبالتالي فإنه يجب أن يحتل مكانة الصدارة في هذه الحملة". كما أن رفض إلغاء مجلس الشيوخ (الغرفة الثاني البرلمان) من أعضاء المجلس أنفسهم؛ "يوفر (فرصة) سانحة من أجل إشعال معركة سياسية يمكن أن تؤدي إلى سد باب المشروعية الدستورية أمام التعديلات الدستورية".
وأشارت الوثيقة إلى أن هذه الحملة ستتركز في الأساس بنواكشوط، مع إرسال بعثات إلى عواصم الولايات الداخلية (المحافظات) لتكثيف التعبئة وتنويعها.
وتحدثت الوثيقة عن خطة الأسابيع الستة الأولى من الحملة، والتي تتضمن تنظيم مؤتمرات صحيفة ومهرجانات تكون حاشدة بالعاصمة الاقتصادية نواذيبو، والعاصمة السياسية نواكشوط،، وتكثيف اللقاءات مع البعثات الدبلوماسية المعتمدة في نواكشوط، ودعم أي حراك معارض بالتنسيق مع الحركات الشبابية المعارضة.
جدل تغيير العلم والنشيد الوطني
وتعيش الساحة السياسية بموريتانيا؛ جدلا حادا منذ أن أعلن الرئيس ولد عبد العزيز عزمه على إجراء استفتاء دستوري، يتم بموجبه تغيير العلم والنشيد الوطنيين.
ووصف الرئيس الدوري لمنتدى المعارضة، الشيخ سيد أحمد ولد باب مين، في تصريحات سابقة، هذه المساعي بأنها "عمل عبثي ولن يقبل به الشعب"، وهو الموقف الذي عبّر عنه أغلب قادة أحزاب المعارضة في تصريحات الإعلامية الأخيرة.
لكن ولد عبد العزيز؛ أكد أن الهدف من تعديل العلم والنشيد الوطنيين، هو "إنصاف المقاومة".
وأطل ولد عبد العزيز، الثلاثاء، من مدينة الرشيد (وسط البلاد) متحدثا عن ضرورة إعادة كتابة تاريخ البلاد المعاصر، "وإنصاف رجال المقاومة".
واعتبر أن تاريخ البلاد الحديث "لم يكتب بطريقة نزيهة"، مضيفا: "تاريخ بلادي الحديث كتبه المستعمر الفرنسي أو بعض المقتنعين بروايته للتاريخ، وبالتالي حجبت حقائق وأحداث خالدة، وظُلم أغلب رجال المقاومة الوطنية".
وأكد ولد عبد العزيز أنه "ماض في جميع الخيارات المتاحة لإنصاف المقاومة الوطنية الموريتانية، بما فيها إعادة كتابة تاريخ البلاد الحديث"، حسب قوله.
وينتظر أن يتصاعد الجدل السياسي في البلاد خلال الأسابيع القادمة، في ظل إصرار السلطات على تعديل الدستور والذهاب لانتخابات برلمانية ومحلية سابقة لأوانها، مقابل استعداد المعارضة لخوض معركة موازية لمنع المساس بالدستور، وفرض العودة لطاولة الحوار مجددا.