لم يكن اهتمام برامج "التوك شو" المصرية بتصريحات الشيخ "ميزو"، ومخرجة أفلام الإثارة،
إيناس الدغيدي، من قبيل المصادفة، أو من خلال أهميتها في تقديم حلولا لمعالجة تدهور الأوضاع المعيشية التي يعاني منها الشعب المصري، ولا حتى من باب حرية الرأي والتعبير التي تلاشت تماما في عهد الانقلاب العسكري، وإنما تأتي في إطار مخطط ممنهج لتخدير الشعب عن قضاياه الرئيسية من خلال التركيز على قضايا الإثارة في الدين والجنس.
وزعم محمد عبد الله نصر، الشهير بـ"
الشيخ ميزو"، أنه الإمام
المهدي المنتظر الذي جاءت به النبوءات، عبر حسابه في "فيسبوك"، فيما جددت إيناس الدغيدي تصريحاتها بشأن العلاقة الجنسية المثيرة والمسيئة للإسلام، والتي أفردت لها وسائل الإعلام المصرية مساحات واسعة.
وبحسب استشاري الصحة النفسية، محمد الحسيني، " الدين والجنس يمثلان لغة مخاطبة ( 75 – 78 ) بالمائة من الشعب المصري، ممن تستهويهم وتجذبهم هذه اللغة.
وقال في تصريحات خاصة لـ"
عربي21" إن استخدام العقل اللاواعي والتواصل مع العقل الباطن، عن طريق لغة الجنس والدين، مخطط مدروس وممنهج، يستهدف بشكل أساسي ضرب قيم وثوابت المجتمع المصري، مشيرا إلى أن
السيسي وأذرعه الإعلامية والثقافية مجرد أدوات في تنفيذ ذلك المخطط، الذي يستهدف لا وعي الجماهير وتوجيههم لأهداف خاصة غير أهدافها المعلنة.
وأضاف أن الخطر الحقيقي لمتلقي تلك الرسائل اللاواعية ، أنه لا يستطيع ردها، ويتأثر بها فعليا، لأنها تصل إلى العقل الباطن دون مقاومة، حتى وإن رفضها عقله الواعي، خاصة عندما يصل إلى العمق اللاواعي بمداخله المختلفة المتمثلة في الصوت والصورة والمؤثرات الموسيقية.
وتابع: " ولذلك لا ألوم كثير من الشعب المصري الذي تم تضليله بأن جاره إرهابي رغم أنه يعيش معه منذ سنوات طويلة ولم ير منه إلا الخير والسلام، لنهم جميعا خضعوا إلى تلك المؤثرات والرسائل اللاواعية".
وأكد الحسيني، أن علاج ومقاومة الرسائل السلبية اللاواعية، تتمثل في استخدام مجموعة من الأدوات المتكاتفة، رفض بوابات وصول الرسائل السلبية إلى العقل اللاواعي، عن طريق إفساد أصل وطبيعة تلك الرسائل، ومقابلتها برسائل مضادة تستهدف أيضا العقل الباطن والمشاعر، وتكرارها بأشكال وألوان مختلفة.
وحول دور الأسرة في حماية الفرد والأسرة من تلك الأفكار الهدامة، قالت خبيرة. العلاقات الأسرية، أشجان يحيى، لـ "
عربي21" أن الحل الأمثل هو مقاومة تلك الأفكار بالمواجهة، وعقد مقارنة بين سلبيات الأفكار الهدامة، وإيجابيات الأفكار الصحيحة، منتقدة بعض الأسر التي تتجه إلى عملية العزل التام لتلك القضايا، خاصة مع الأطفال التي تصطدم بالواقع عندما تكبر وتنفتح على المجتمع.
وشددت على ضرورة تربية الفرد والأسرة على ألا يكون مجرد مستقبل لتلك الرسائل، مؤكدة أن هذا المخطط يستهدف تخريج أجيال ممسوخة ومشوهة فكريا وثقافيا، على المدي البعيد، فضلا عن الإلهاء والإشغال على المدى القصير، مستغلة ثغرات في طريقة التربية التي يجهلها غالبية الأسر المصرية.