انطلق
المؤتمر السابع لحركة بمقر الرئاسة
الفلسطينية في مدينة رام الله، بمشاركة 1400 عضو من الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات، إلى جانب عدد من القوى والأحزاب الفلسطينية، أبرزها حركة حماس والجهاد الإسلامي، بحسب الهيئة التنظيمية للمؤتمر.
لكن اللافت في هذا الصدد؛ ما كشفته الساعات الأخيرة عن مشاركة ياسر وطارق، ابني الرئيس الفلسطيني وزعيم الحركة
محمود عباس، في المؤتمر، رغم أنه ليست لهما أي صفة قيادية أو تمثيلية في الحركة، مما طرح العديد من التساؤلات حول السيناريو المحتمل لتوريث الرئيس عباس السلطة لأبنائه.
ويشار إلى أن المشاركين في المؤتمر هم من الهيئة القيادية للحركة، ممثلة بأعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري وممثلي الهيئات الإقليمية المنتخبين في المناطق الفلسطينية وخارجها.
من هما طارق وياسر عباس؟
طارق محمود عباس، هو رجل أعمال يبلغ من العمر 50 عاما، وهو من مواليد دولة قطر، وحاصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة شرق واشنطن.
وله باع طويل في العمل التجاري والإداري، حيث بدأ حياته المهنية في العام 1988 بالعمل بشركة الواحة للاستثمارات باليونان. أما حاليا فهو يرأس مجموعة من الشركات التجارية والدعائية يتركز عملها في الأراضي الفلسطينية ودول الخليج والولايات المتحدة، تدر عليه أرباحا بملايين الدولارات.
وقد أثيرت حول طارق عباس؛ العديد من شبهات الفساد، على خلفية امتلاكه شقة فارهة في حي "ميرشنت سكوير" شرق لندن، بمبلغ 1.5 مليون دولار وفق السجلات العقارية البريطانية، والاستحواذ على الشركة العربية للاستثمار بنسبة 18 في المئة، وما فجرته وثائق بنما والتي أشارت إلى امتلاكه شركات وهمية تعمل في مجالات الأغذية والمعدات الطبية، بملايين الدولارات.
أما ياسر محمود عباس، وهو رجل الأعمال الآخر البالغ من العمر 54 عاما، فهو من مواليد دولة قطر، وحاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية، ولديه جواز سفر كندي ويقيم في كندا منذ سنوات.
والفارق بين الأخوين هو غياب الحضور الإعلامي والسياسي على الساحة الفلسطينية لياسر عباس، مقارنة بالحضور الذي يحظى به شقيقه طارق، بفعل إقامة الأخير في الضفة الغربية منذ العام 2000.
سيناريو التوريث
وعن سيناريو تصعيد الرئيس عباس لأبنائه في الحركة، تمهيدا لتوريثهم السلطة، قال عضو المجلس التشريعي عن الحركة المحسوب على تيار محمد دحلان، أشرف جمعة: "ننظر بعين الخطورة إلى هذه الخطوة في حال الإقدام عليها من قبل الرئيس، كونها تجاوزا للقانون التنظيمي والدستوري المعمول به في الحركة".
وأضاف لـ"
عربي21": "هذا المؤتمر هو مؤتمر إقصائي حذرنا منه في البداية ومن خطورة نتائجه، ولن نتعرف بأي قرارات أو توصيات تصدر عنه"، وفق قوله.
وفي تعليق حول سيناريو التوريث المحتمل للسلطة، قال أمين مقبول، نائب رئيس المجلس الثوري للحركة، والمرشح للحصول على عضوية اللجنة المركزية فيها، إنه "من المبكر الحديث حول هذا الموضوع في هذا الوقت، وما سيصدر من قرارات بعد انتهاء المؤتمر سيتم الالتزام بها؛ نظرا لاكتمال النصاب القانوني للمؤتمر"، على حد وصفه.
وتابع لـ"
عربي21": "هذا المؤتمر ضرورة للمضي قدما في مسيرة الحركة، وتجديد للولاء والمبادئ التي انطلقت بها الحركة قبل 65 عاما".
واللافت أن مقبول لم ينف أو يؤكد المعلومات بشأن مشاركة ابني عباس في المؤتمر، ما يفتح الباب واسعا للتكهنات بشأن مسألة "التوريث"، وهو ما قد يهدد بمزيد من الانقسام داخل الحركة، وفق مراقبين.
من جانبه، رأى الإعلامي ومدير قناة القدس الفضائية في الضفة الغربية، علاء الريماوي، أن "هذا المؤتمر سيلفت الأنظار لنجلي الرئيس بشكل كبير، تمهيدا لتصعيد واحد منهما على الأقل للمجلس الثوري للحركة، حتى يتسنى له الوصول للجنة المركزية في المؤتمر القادم".
وأردف في حديث مع "
عربي21"؛ أن "شعور الرئيس بالخطر بفقدان هيبته السياسية بعد تجاوزه لسن الثمانين، وممارسة الدول العربية ومنها مصر والأردن والسعودية للضغط عليه لترك منصبه؛ يدفعانه للقيام بتصعيد واحد على الأقل من أبنائه ليشكل به حصانة تنظيمية إذا تعرض لمساءلة في المستقبل"، وفق تقديره.
لكن الكاتب والمحلل السياسي من غزة، فايز أبو شمالة، عبر عن اعتقاده بأن قضية التوريث للسلطة لا تتم بهذا الشكل، لأن عباس "سيتعرض في حال أقدم على الخطوة للكثير من الضغوط من جانب مؤيديه، الذين يكبرون طارق وياسر سنا ورتبة تنظيمية".
وتابع لـ"
عربي21": "السيناريوهات ما زالت مطروحة لا يستطيع أحد أن يبث فيها أو يحللها؛ إلا بعد رؤية توصيات ونتائج المؤتمر".