أظهرت النتائج الأولية لانتخابات اللجنة المركزية لحركة
فتح تعزيز رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس لنفوذه داخل الحركة خاصة بعد إقصاء الشخصيات المقربة من القيادي المفصول من الحركة محمد
دحلان.
ويرى مراقبون أن المؤتمر السابع والانتخابات التي جرت فيه أظهرت عباس زعيما أوحدا لحركة فتح وكرست نفوذه في مفاصلها وفي المقابل ظهر ضعف حضور دحلان في صفوفها وعدم قدرته على منافسة عباس والتيار التقليدي في الحركة.
وعززت كذلك نفوذ عباس في قطاع غزة والذي يعد معقلا لدحلان من خلال فوز القيادي أحمد حلس وهو ما يؤهله لإعادة ترتيب الوضع الداخلي لفتح في غزة لصالح عباس لكونه شخصية على تناقض مع محمد دحلان.
وكان أبو مازن استبق عقد المؤتمر بحملة واسعة لتصفية وجود المقربين من دحلان داخل المجلس الثوري وأعضاء المجلس التشريعي وصلت في بعض الأحيان إلى اشتباكات مسلحة داخل مناطق في الضفة الغربية كما حصل في مخيم بلاطة في مدينة نابلس.
ويطرح متابعون تساؤلات حول مدى قدرة دحلان على مواجهة نفوذ عباس بعد النتائج التي ظهرت في المؤتمر السابع؟.
المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور مخيمر أبو سعدة رأى أن محمد دحلان فقد الكثير من الخيارات لمواجهة نفوذ عباس داخل حركة فتح خاصة بعد شنه حملة شعواء عبر وسائل إعلام عربية ودولية واستعانته بالرباعية العربية للضغط على عباس باتجاه عودته للمشهد الفتحاوي.
وقال أبو سعدة لـ"
عربي21" إن دحلان "ربما لم يتبق أمامه سوى الانشقاق مع تياره وتشكيل تنظيم جديد" لكنه أوضح أن هذا الطريق "ليس مطروحا بقوة لأن حركة الانشقاق التاريخية داخل حركة فتح لم تنجح وذابت مع الوقت مثل جماعات فتح في العراق وسوريا".
ولفت إلى أن دحلان بعد المؤتمر السابع والانتخابات التي ظهرت نتائجها الأولية "لم يعد بإمكانه العودة لمنظمة التحرير ولا حركة فتح وعليه الانتظار لواحد من أمرين الأول إما للمؤتمر الثامن لحركة فتح وإما لخروج عباس واختفائه من المشهد السياسي وتغلغل أنصاره في فتح مرة أخرى".
وأشار أبو سعدة إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد حالة من التحريض المتبادل وستطرح قضية اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وربما توجه اتهامات صريحة لدحلان باغتياله ويقدمه عباس للمحاكمة ويحكم عليه غيابيا لتعطيل أي محاولة لحضوره مرة أخرى للمشهد.
وعلى صعيد تحركات دحلان لمواجهة عباس في غزة كونها معقله قال أبو سعدة إن أحد الخيارات تحريك الوضع في غزة عبر بوابة الدعم المصري بصفتها إحدى دول الرباعية العربية التي ضغطت على عباس لكن هذا لن يتم إلا بالمرور عبر بوابة حركة حماس التي تحكم القطاع منذ 10 سنوات.
وأضاف: "لكن دحلان حريص على عدم إفساح المجال لعباس بالتضييق على كوادره من خلال قطع الرواتب والمساعدات وبالتالي خسارتهم".
اعتبر أبو سعدة أن عباس "كسب هذه الجولة" في
الصراع مع دحلان لكنه في الوقت ذاته قال إن هذا "الصراع مفتوح والظروف ربما تتغير لتأتي في صالح دحلان في لحظة ما".
ولفت أبو سعدة إلى أن عباس سيكون في مواجهة الرباعية العربية التي أظهرت ميولا لوجود دحلان في المشهد مشددا على أن عباس مطالب بتوفيق أوضاعه السياسية مع هذه الدول لأن من الواضح أن الأخيرة لم تكن مرتاحة لعقد المؤتمر في هذه الظروف.