يعيش الصحفي
اليمني، عبد الخالق عمران، ظروفا بالغة السوء في أحد معتقلات الحوثيين بالعاصمة اليمنية صنعاء، بعد تدهور وضعه الصحي.
وأفاد شقيقه عبد الكريم أن هناك مخاوف من فقدانه للحركة نتيجة التعذيب الذي تعرض له في سجن الأمن السياسي الخاضع لسيطرة الحوثيين بصنعاء، مشيرا إلى أنهم رفضوا نقله إلى المستشفى.
ظروف اعتقال الصحفي عبد الخالق عمران، تحكي قصص التعذيب التي مورست ضد الصحفيين القابعين في سجون الحوثي، سواء النفسي والجسدي، طيلة عام ونيف من اعتقاله مع عدد آخر من زملائه.
وتحدث شقيق الصحفي عبد الخالق عمران، عن أنواع شتى من أساليب التعذيب التي انتهجها
الحوثيون بحق شقيقه منذ اختطافه في 9 حزيران/ يونيو 2015.
يقول عبد الكريم عمران في تصريح خاص لـ"
عربي21": "تعرض أخي للإخفاء القسري من قبل الحوثيين لمدة أربعة أشهر، ثم تم العثور عليه في سجن"الثورة" الاحتياطي" في منطقة نقم شرقي صنعاء.
وتابع قائلا: "لقد تنقل شقيقي عبد الخالق بين سجون الحوثيين بدءا بسجن قسم شرطة الأحمر والبحث الجنائي ومرورا بسجني الثورة وهبرة، قبل أن ينتهي به المطاف في سجن الأمن السياسي في صنعاء".
وأضاف أن الحوثيين لا يسمحون لهم بزيارته إلا في يوم واحد في الأسبوع، رغم تدهور حالته الصحية، وفي الغالب يرفضون السماح لهم في هذا اليوم المخصص لزيارته.
واستطرد عبد الكريم: "توزعت انتهاكات المتمردين بين التحقيق والاستجواب الممزوج بالعنف والضرب بأعقاب البنادق، ونهب ما كان بحوزته من أشياء خاصة، قبل أن يصل الأمر إلى مرحلة
الإخفاء القسري لعدة أشهر".
وأضاف: "لقد استخدموا مع شقيقي عنفا مفرطا حيث جرى التجويع وتعليقه وكذا صعقه بالكهرباء من قبل مسلحي الحوثي ومن ثم عزله في زنزانة انفرادية، بالإضافة إلى لغة التهديد التي لم يغب عنها التلويح بتصفيته واستخدامه كدرع بشري في مواقع تابعة لهم مهددة بالقصف الجوي من قبل طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية".
ويلفت إلى أن شقيقه عبد الخالق، بات يعاني من الآم في الظهر والعمود الفقري، إثر التعذيب الذي مورس عليه في سجون الحوثيين الذين "يرفضون إرساله إلى المستشفى لتلقي العلاج، رغم وجود أمر طبي يشير إلى ضرورة نقله للعلاج".
وأفاد عبد الكريم عمران، بأن أخاه تم اختطافه في حزيران/ يونيو 2015، "وهو في صحة جيدة، ولا يعاني من أي مرض أو يشتكي من أي آلام".
وعلى الرغم من النداءات المتكررة والإدانات المتواصلة التي أطلقتها نقابة الصحفيين اليمنيين والمنظمات الدولية حيال الانتهاكات الجسيمة التي تمارس بحق الصحفيين القابعين في زنازين الحوثيين، إلا أنها لم تجدِ نفعا، بل تزداد ظروف اعتقالهم تعقيدا.
وفي هذا السياق، نظم صحفيون يمنيون، الاثنين، وقفة احتجاجية في محافظة مأرب (الخاضعة لسيطرة حكومة الرئيس هادي في شمال شرق البلاد) تلبية لدعوة من أسرة الصحفي عبد الخالق عمران، ومنظمة "صدى" للإعلاميين اليمنيين.
وعبر المحتجون في بيان وصل "
عربي21" نسخة منه، عن خيبة أملهم من ضعف الاستجابة من المنظمات الدولية والإنسانية، خاصة التابعة للأمم المتحدة وتجاهلها لملف الصحفيين المختطفين الذين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل المستمر في زنازين الحوثيين.
ودعا البيان إلى الإفراج الفوري عن الصحفي" عمران" ونقله للعلاج. في الوقت الذي انتقد فيه البيان أيضا، المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، لـ"تجاهله" هو الآخر ملف الصحفيين المعتقلين لدى الحوثيين.
كما طالب المحتجون حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتحرك العاجل وبذل قصارى جهودها لإنقاذ الصحافي عمران بشكل طارئ، والسعي للإفراج عنه وعن كافة الزملاء المختطفين منذ أكثر من عام.