هكذا وظّف إعلاميو السيسي قراءة شيخ بعزاء مسيحي (فيديو)
القاهرة- عربي21- زكي توفيق18-Dec-1601:27 PM
0
شارك
الإعلامي المصري المؤيد للانقلاب تامر أمين ـ أرشيفية
حاول إعلاميون موالون لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، توظيف قراءة شيخ للقرآن الكريم في عزاء جاره المسيحي، للقول إنه يأتي ردا على حادث تفجير الكنيسة البطرسية الأحد الماضي، وهو ما نفاه الشيخ وأسرة المتوفى، الذين قالوا: "لا علاقة لما حصل بالحادث".
وقدّم الإعلامي تامر أمين، في برنامجه "الحياة اليوم"، عبر فضائية "الحياة"، أحد أقارب المتوفى المسيحي، فايز عدلي، باعتباره شقيق أحد "الشهداء" في حادثة تفجير الكنيسة، لكنه نفى ذلك، مؤكدا أن المتوفى "منير كامل"، هو صديق للشيخ نزيه، وقد توفي وفاة طبيعية، لا علاقة لها بالحادث.
الأمر ذاته، تبناه جابر القرموطي في برنامج "مانشيت"، عبر فضائية "العاصمة"، مستقبلا مداخلة هاتفية من المواطنة المسيحية، سماح كامل، التي قالت إن استقبال الشيخ نزيه في سرادق العزاء الخاص بقريبها أمر طبيعي، وعادي جدا، في مناسبات المسيحيين.
واستغربت المواطنة أن "الناس مصدومة"، مضيفة أن "ده هو الطبيعي بتاعنا". وأوضحت أن الشيخ نزيه له علاقة ممتدة بوالدها، وأنها ليست المرة الأولى لقراءة القرآن بمناسبة مسيحية.
لكن القرموطي حاول الزج بحادث الكنيسة في الحديث، فسألها عن العلاقة بين المسلمين والمسحيين بعد الحادث، وما إن كان هناك ترد في العلاقات، فأجابت: "لم يحدث ترد في العلاقة.. علاقتنا قوية جدا".
فعلق القرموطي: "والله العظيم.. إنتو على رأسنا وجوانا وفي قلوبنا.. والخلافات اللي يتحصل والعلاج البغيض لها من قبل البعض.. والله دي غير موجودة"، مشيرا إلى أن "دي حالة شبرا ومصر"، وفق قوله.
وعرض معتز الدمرداش، خلال تقديمه برنامج "90 دقيقة"، لقطات مما زعم أنه "عزاء أحد ضحايا التفجير الإرهابي بالكنيسة البطرسية، في منطقة شبرا"، قائلا إن "صاحب العزاء قبطي، إلا أنه طلب من أحد الشيوخ ترتيل القرآن داخل العزاء، في لفتة واضحة على الوحدة المصرية"، على حد قوله.
وفي السياق ذاته، استضافت شريهان أبو الحسن، في برنامجها "ست الحسن"، عبر فضائية "ON TV"، الشيخ نزيه متولي، معلقة بالقول: "المشهد مطمئن إلى مستقبل المصريين، ويخوف اللي عاوز يضرب "مفك" في علاقتنا".
وعلق محمد عبد اللطيف، في جريدة "البوابة" على العزاء، في مقال، الأحد، مشيرا إلى أن "رسالة قراءة الشيخ نزيه ضربت في مقتل تدابير الحكومات المتعاقبة في الحرب ضد الإرهاب"، متهما الحكومة بأنها "لم تتخذ خطوات جادة في الحرب على الإرهاب، باعتباره فكرا متطرفا"، وفق تعبيره. أقارب الميت "يكذّبون" إعلاميي السيسي
من جهتهم، كشف أقارب الميت أن ما رواه إعلاميو السيسي "غير حقيقي"، وأن وفاة والدهم ليس لها أي علاقة بحادث الكنيسة.
وروى فايز عدلي، قريب المتوفى، أنه توفي، ولم يكن من ضحايا تفجير الكنيسة، موضحا أنه هو الذي اتصل بالشيخ نزيه، وطلب منه أن يأتي العزاء مرتديا ملابسه الأزهرية، تنفيذا لوصية عمه أنه "لو جاء الشيخ (نزيه) العزاء، فليقرأ سورة مريم"، مشيرا إلى أنه كان رجلا محبا للناس كلها.
وأورد: "قلت له (للشيخ): تيجي لنا جاهز (يقصد مرتديا الجبة والقفطان والعمامة)"، مضيفا أنه أدخل الشيخ مكان الواعظ المسيحي. وتابع: "كنا سعداء ومسرورين أنه قرأ لنا سورة مريم".
وأكد أنها ليست المرة الأولى التي يُقرأ فيها القرآن بمناسبة مسيحية.
الشيخ نزيه يروي حقيقة ما حدث
من جهته، جاء دور مقرئ مسجد "نور الإسلام" في شبرا، الشيخ نزيه متولي، ليوضح أنه يقطن في ميدان فيكتوريا في منطقة شبرا، مضيفا أن "هناك علاقة طيبة وإحساس جميل بين مسلميه ومسيحييه".
وأضاف أن الإسلام دين رحمة ويسر، متابعا: "كنت قد قررت التوجه لعزاء شقيق صديقي بيشوي، وفي السرادق طلب مني قراءة سورة مريم فتصورت أنه يمازحني"، فقال: "أنا حابب أعمل كده كي أوصل رسالة للعالم أننا في مصر يد واحدة".
وأشار إلى أنه كان مرعوبا في البداية من الموقف، لكنه "رأى الحب بعيون الناس في خاتمتها، سائلا الله أن يجعل أهل مصر في أمانه".
تعليقات النشطاء
أبدى عدد من النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، المسلمين والمسيحيين، اندهاشهم من توظيف إعلاميي السيسي للحادث سياسيا، مؤكدين أن الواقعة عادية جدا، وكثيرا ما تحدث في مصر، وليست الدليل الوحيد على متانة نسيجها الاجتماعي.
وقال أحمد عرفة: "إحنا من شبرا، وعايشين فيها.. ده طبيعي"، بينما قال صالح: "الشخص المتوفى نتيجة مرض، وليس بسبب العملية الإرهابية".
وقال ميمو علي اليمني: "ما أتيت بجديد.. كلام الله لكل خلقه.. من أصدقائي المسيحيين من يسمع الشيخ النقشبندي أو يحفظ بعض آيات القرآن أو الأحاديث النبوية".