صوت مجلس الأمن الدولي، الإثنين، على قرار يقضي بإرسال مراقبين دوليين للإشراف على عمليات
الإجلاء من شرقي مدينة
حلب، فيما تجاوز إجمالي عدد المدنيين الذين جرى إجلاؤهم 14 ألف شخص، منذ بدء عمليات الإجلاء.
ووصلت القافلة التي غادرت بلدتي "الفوعة"، و"كفريا"، اللتين تحاصرهما قوات المعارضة في محافظة إدلب، صباح اليوم، بشكل آمن إلى مناطق يسيطر عليها النظام والتنظيمات الأجنبية الداعمة له، في حلب.
وبالتزامن مع ذلك وصلت القافلة المؤلفة من 46 حافلة أقلت مدنيين من أحياء حلب المحاصرة، إلى مدينة إدلب شمال غربي
سوريا.
وأوضحت مصادر في المعارضة المسلحة التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن قافلة جديدة مؤلفة من 20 حافلة، عبرت نقطة تفتيش للنظام في حي الراشدين (بمحيط غربي حلب)، وتوجهت نحو مناطق تسيطر عليها المعارضة في إدلب.
ووصف أحمد الدبيس رئيس وحدة الأطباء والمتطوعين الذين ينسقون عملية الإجلاء، الحالة المريعة للسكان الذين وصلوا إلى غرب حلب بعدما امضوا ليلتهم في الحافلات.
وقال: "كانوا في وضع سيء جدا بسبب انتظارهم أكثر من 16 ساعة"، مضيفا: "لا طعام ولا شراب. الأطفال أصابتهم لسعة البرد، ولم يتمكنوا حتى من الذهاب إلى المراحيض".
ولفت إلى أن حوالي 3 آلاف شخص كانوا قد وصلوا صباح الاثنين، عبر موكبين يتألف كل منهما من 20 حافلة.
أيقونة حلب
ومن بين الأطفال الذين تم إجلاؤهم أيضا الطفلة بانة العابد (سبع سنوات) التي أصبحت نجمة على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما وثقت بتغريداتها يوميات الحرب في ظل الحصار.
وقالت الطفلة الحلبية "بانا العابد" التي أصبحت تعرف باسم "أيقونة حلب"، في تصريح لها بعد خروجها من المدينة المحاصرة: "كان هناك قصف دائم، لقد خرجنا من تحت الأنقاض لأن منزلنا تعرض للقصف، نشكر كل من يسأل عنا".
وأشارت مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية العاملة في سوريا، إلى أنه "من المرجح نقل بانا إلى مخيم للنازحين في محافظة إدلب (شمال غرب)".
الجحيم القاتل
ووصفت كايزي هاريتي من منظمة "ميرسي كور" غير الحكومية التي تستقبل المدنيين الذين تم إجلاؤهم في مركزين تابعين لها الحالة المريعة التي يعيشونها.
وتقول: "الأشخاص الذين نستقبلهم عاشوا جحيما، ومن المستحيل وصف أو فهم مستوى الصدمة التي اختبروها".
ورغم تحرك الحافلات الأحد لإجلاء المدنيين المحاصرين من حلب بشكل متزامن مع الفوعة وكفريا، إلا أنه تم تعليقها لساعات إثر اعتداء مسلحين على حوالي 20 حافلة كانت تستعد لدخول البلدتين، ما أدى إلى مقتل سائق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأدى هذا الاعتداء إلى إرجاء استئناف عمليات الإجلاء قبل متابعتها، صباح الاثنين، مع تحرك عشر حافلات من الفوعة وكفريا.
ويتضمن اتفاق الإجلاء وفق ما أبلغ قيادي معارض، الأحد، إجلاء 1500 شخص من مدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق من دون أن تتم أي خطوات عملية.
مراقبون دوليون في حلب
وفي السياق ذاته، صوت مجلس الأمن الدولي، الإثنين، على قرار يقضي بإرسال مراقبين دوليين للإشراف على عمليات الإجلاء من شرقي مدينة حلب المحاصرة من قبل قوات النظام السوري والتنظيمات الأجنبية الموالية له.
وصوت المجلس بالإجماع على القرار الذي يطالب الأمم المتحدة والمؤسسات الأخرى، ذات الصلة، بـ"رصد الوضع - على نحو مناسب ومحايد - وأن تضطلع بالمراقبة المباشرة لعمليات الإجلاء من الأحياء الشرقية لحلب، والأحياء الأخرى بالمدينة وأن تبلغ عن ذلك حسب الاقتضاء".
وطلب القرار التوافقي الفرنسي الروسي من أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون تقديم "تقرير إلى مجلس الأمن عن تنفيذ هذا القرار في غضون 5 أيام اعتبارا من اليوم الإثنين".
بريطانيا: سيطرة الأسد ليست انتصارا
وبخصوص المواقف الدولية، اعتبرت بريطانيا أن سيطرة الأسد على حلب لا تعد انتصارا، لأنه في الأعمال العسكرية لا يوجد طرف رابح، والشعب السوري يدفع ثمن هذا النزيف القاسي.
واعتبر المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوين سموال، أن "الضمان الأقوى الذي يعيد الاستقرار إلى سوريا هو عملية سياسية يشارك فيها جميع السوريين".
ونبه سموال في تصريحات صحفية إلى أن "صورة قاسم سليماني أمام قلعة حلب تشير إلى الدور
الإيراني فيما يجري في حلب، كما أن صورته توضح شعور الإيرانيين وسليماني بالثقة ليظهر في حلب، فيما الأسد لا يشعر بالثقة التي تجعله في ساحات وميادين حلب".
وسيطرت قوات النظام في سوريا إثر هجوم بدأته منتصف الشهر الماضي على معظم الأحياء الشرقية في حلب، التي كانت تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ 2012 ومحاصرة بشكل محكم منذ تموز/ يوليو الماضي.