قرر
المغرب فتح بحث من طرف السلطات المختصة، تحت إشراف النيابة العامة، لتحديد هويات الأشخاص الذين أشادوا بعملية اغتيال
السفير الروسي أندريه كارلوف بأنقرة، من خلال منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرا ذلك "تصرفات متطرفة تتناقض مع التعاليم الإسلامية السمحة".
وأوضح بلاغ مشترك لوزارة الداخلية ووزارة العدل والحريات، الخميس، حصلت "عربي21" على نسخة منه، أن مجموعة من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، قاموا بالتعبير صراحة عن تمجيدهم وإشادتهم باغتيال السفير الروسي بتركيا.
واعتبر البلاغ أن "
الإشادة بالأفعال الإرهابية تعد جريمة يعاقب عليها القانون، طبقا للفصل 2-218 من القانون الجنائي".
وأكد أنه "تم فتح بحث من طرف السلطات المختصة، تحت إشراف النيابة العامة، لتحديد هويات الأشخاص المتورطين وترتيب الجزاءات القانونية في حقهم".
وشدد بلاغ الوزارتين على أن "هذه التصرفات المتطرفة وغير المقبولة تتناقض والتعاليم الإسلامية السمحة المبنية على نبذ الغلو والتشدد، وتتعارض وثوابت المجتمع المغربي المؤسسة على الوسطية والاعتدال وترسيخ قيم التسامح والتعايش".
وحصل اغتيال السفير الروسي من قبل شاب في سلك الشرطة التركية على إشادة العديد من
نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي بالمغرب، واعتبروا ذلك عملا بطوليا وانتقاما للقصف الروسي على سكان مدينة حلب السورية، حيث قال أحد النشطاء على حسابه بـ"فيسبوك" إن ما فعله الشاب التركي هو "ما يستحقه كل روسي اليوم نظير ما يفعله رئيسهم المجرم في سوريا".
بالمقابل ندد عدد من النشطاء بالعملية، واعتبروا ذلك مخالفا لتعاليم الإسلام الذي حرم قتل السفراء، وقالوا إن الخاسر الأول والأخير فيها هو الشعب السوري.
الناشط عبد العزيز شاطر قال في تدوينة له معلقا على الحدث، إن "الثمن سيدفعه من نادى القاتل باسمه، برعاية عربية أممية وبدعم الدولة الإسلامية في العراق والشام والمستفيد الأكبر هو #بشار الأسد ومن والاه...".
في حين قال ناشط آخر إن " قتل السفراء مقبح في الجاهلية وليس من هدي الإسلام"، مستدلا بحديث نبوي شريف.
يذكر أن "
عربي21" لا تستطيع التأكد من صحة المعلومات والتعليقات الواردة في مواقع التواصل الاجتماعي من مصدر مستقل.
جدير بالذكر أنّ السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف تعرض لهجوم مسلح، الاثنين، أثناء إلقائه كلمة في معرض للصور تمّ تنظيمه بالتعاون بين السفارة الروسية وبلدية جنقايا في أنقرة، ما أدى لمصرعه.
وكان قاتل السفير الروسي ويدعى "مولود ألتنتاش"، ردد هتافات مناصرة لسوريا وحلب ومناهضة للروس، حيث كان يهتف بعد تنفيذه لعملية الاغتيال: "نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد، لا تنسوا حلب وسوريا، كل من له يد في هذا سيدفع الحساب".
وأضاف: "ارجعوا إلى الوراء لن أخرج إلا ميتا، ما لم تكن بلادنا في أمان فإنكم أيضا لن تذوقوه". واستطاعت السلطات التركية قتل "ألتنتاش" بعد عملية تبادل لإطلاق النار.