بدأت، الخميس، المرحلة الأخيرة من إجلاء عناصر المعارضة السورية والمدنيين من
حلب، حيث شوهدت سيارات المعارضين المسلحين تغادر عبر معبر الراموسة جنوبي المدينة، فيما أكدت الأمم المتحدة إشراف مراقبيها على عملية الإجلاء.
إجلاء آخر الدفعات
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم، إنه تم إجلاء أكثر من 4000 مقاتل ليلا من شرق حلب إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في إطار اتفاق بين الأطراف المتحاربة تشرف عليه اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري.
وأوضحت أن مقاتلي المعارضة خرجوا "في سيارات خاصة، وحافلات صغيرة وشاحنات صغيرة من شرق حلب إلى ريف حلب الغربي خلال ليل الأربعاء الخميس في واحدة من آخر مراحل الإجلاء".
وشوهد صباح الخميس في منطقة الراموسة جنوب حلب، والتي تمر منها قوافل المغادرين، عشرات السيارات الخاصة وسيارات الأجرة والشاحنات (بيك آب) والباصات الصغيرة تخرج من شرق حلب، وأقلت الشاحنات مقاتلين يحملون سلاحهم الفردي.
وقالت متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن العدد الإجمالي للأشخاص الذين تم إجلاؤهم من المنطقة زاد بهذا إلى 34 ألفا في عملية استغرقت أسبوعا عرقلتها الثلوج الكثيفة والرياح.
وأضافت أنه من المتوقع أن يستمر الإجلاء طوال ليل الخميس والجمعة، موضحة أنه من المنتظر أن يغادر المنطقة آلاف آخرون.
وتابعت المتحدثة: "ستستمر عملية الإجلاء طوال اليوم وعلى الأغلب حتى يوم غد (الجمعة) أيضا".
وفي وقت لاحق، خرجت عشر حافلات بيضاء اللون تتقدمها سيارة تابعة للصليب الأحمر الدولي من شرق حلب لتصل بعد وقت قصير إلى منطقة الراشدين، نقطة استقبال المغادرين، التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة غرب المدينة.
وأفاد مراسل "فرانس برس" في الراشدين أن غالبية المغادرين الذين وصلوا سواء في السيارات الخاصة أو الحافلات هم من المقاتلين، مشيرا إلى أن حافلتين تقلان مدنيين من الفوعة وكفريا غادرتا المنطقة باتجاه حلب ولا تزال اثنتان تنتظران الضوء الأخضر.
وينص اتفاق الإجلاء في أول مرحلتين منه على خروج كل المحاصرين من شرق حلب مقابل خروج المئات من بلدتي الفوعة وكفريا.
وبحسب المتحدثة، تم حتى الآن إخراج "ألف شخص" من الفوعة وكفريا، ولا يزال المئات ينتظرون إجلاءهم.
نشر مراقبين
وأعلن ينس لاركي المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة الخميس نشر مراقبين للإشراف على المراحل الأخيرة لعملية الإجلاء تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي الصادر في الـ19 من الشهر الحالي.
وقال لاركي إن "31 مراقبا دوليا ومحليا موجودون عند مدخل الراموسة".
وأوضح لاركي أن من بين المراقبين الأمميين الـ31 الذين تنحصر مهمتهم بالإشراف، بدأ 20 بالوصول من دمشق مساء الثلاثاء، مضيفا أن نحو مئة من الموظفين في وكالات الأمم المتحدة، معظمهم سوريون، موجودون أصلا في حلب ولكن ليس بصفة مراقبين.
وقال: "حتى الآن، كلف (المراقبون الـ31) الانتشار عند معبر الراموسة (...) بالتناوب ليكونوا موجودين في شكل دائم".
وتعبر قوافل المدنيين ومقاتلي المعارضة التي تغادر شرق حلب معبر الراموسة لتتوجه بعدها إلى ريف حلب الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة.
وتأمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تشارك في عمليات الإجلاء منذ أيام عدة في أن تنتهي العملية الجمعة.
وأكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، أن نحو 130 من موظفي الأمم المتحدة في مدينة حلب السورية الآن لمراقبة ورصد عمليات إجلاء المدنيين من شرقي المدينة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده فرحان حق، بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، وقال حق: "تبقى حماية المدنيين المغادرين لهذه المناطق أكثر ما يثير قلق الأمم المتحدة، ونحن نطالب الجميع بالسماح للمدنيين المتبقين بالمغادرة بأمان إذا ما أرادوا القيام بذلك".
وردا على أسئلة الصحفيين بشأن ما إذا كان أي من موظفي الأمم المتحدة قد تمكنوا من الدخول إلى شرقي حلب، قال فرحان حق: "الأمم المتحدة تسعى لوصول أفضل إلى شرقي حلب ومن غير الواضح معرفة ما إذا كان هؤلاء العاملين الأمميين متواجدين داخل شرقي حلب أم لا".
وأوضح: "حافظت فرق الأمم المتحدة على وجودها في نقطة تفتيش الراموسة الحكومية في حلب لمراقبة عمليات الإجلاء من شرقي المدينة منذ 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري".
وصوت مجلس الأمن الدولي، أمس الأول الإثنين، على قرار يقضي بإرسال مراقبين دوليين للإشراف على عمليات الإجلاء من شرقي مدينة حلب المحاصرة من قبل قوات
النظام السوري والمليشيات الأجنبية الموالية له.