تدافع فصائل
المعارضة السورية بشراسة، الجمعة، عن حي
الشيخ سعيد الكبير شرق مدينة
حلب، حيث قامت معارك ضارية ليل الخميس، في مواجهة
النظام السوري الذي سيطر على أجزاء كبيرة من الأحياء الشرقية.
وتمكن مقاتلو المعارضة من صد قوات النظام خلال الليل في حي الشيخ سعيد الواقع في جنوب الأحياء الشرقية، وخاضوا معها معارك ضارية الجمعة، وفق ما أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبدأت القوات النظامية وحلفاؤها في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، هجوما كبيرا بدعم روسي، من أجل طرد فصائل الثوار المقاتلة من الأحياء الشرقية المحاصرة منذ أربعة أشهر، المحرومة من الغذاء والكهرباء والدواء، في سعي للسيطرة على كامل مدينة حلب.
من جهته، قال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، إن ”النظام وحلفاءه الذين يقومون بقصف حي الشيخ سعيد، يريدون استعادة السيطرة على الحي بأي ثمن"، مشيرا إلى أن ذلك يهدد مباشرة سائر الأحياء الشرقية الأخرى.
وأضاف أن خسارة الحي "ستشكل ضربة قاسية للمقاتلين”، خصوصا بعد خسارتهم جزءا واسعا من الأحياء الشرقية للمدينة، خلال الأيام الأخيرة.
وقال إن هؤلاء "يقاومون بشراسة لأنهم يعلمون أنهم سيقعون بين فكي كماشة، إذا سقط الشيخ سعيد”.
ونشر النظام الخميس المئات من عناصر الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري "تمهيدا لحرب شوارع" في المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في شرق حلب.
ومنذ إطلاق الهجوم في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، قتل النظام السوري أكثر من 300 مدني بينهم عشرات الأطفال في الأحياء الشرقية لمدينة حلب.
ويبدو أن النظام السوري الذي بات يسيطر على أكثر من 40 بالمئة من الأحياء الشرقية لحلب، مصمما رغم قيامه بمذابح بحق السكان، على السيطرة على كامل المدينة.
وعبر مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، عن "القلق البالغ" على نحو 250 ألف مدني عالقين في شرق حلب.
وقال إن "هؤلاء الأشخاص محاصرون منذ 150 يوما، ولا يملكون وسائل البقاء لفترة أطول"، محذرا من أن يتحول القسم الشرقي من مدينة حلب "إلى مقبرة ضخمة”.
ويعتبر النظام السوري أن السيطرة على كامل مدينة حلب سيحقق “أهم انتصار له” منذ 2011، كما أن من شأن ذلك أن يسمح له بالشروع في استعادة بقية المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
ومنذ عام 2012، تشهد مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، معارك مستمرة بين قوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية، والفصائل التي تسيطر على الأحياء الشرقية، حيث كان يعيش أكثر من 250 ألف شخص قبل بدء الهجوم.
وأمطرت قوات النظام السوري المدعومة من إيران وروسيا الأحياء الشرقية بوابل من البراميل المتفجرة والصواريخ، منذ أكثر من أسبوعين، ما أدى إلى تدمير كبير في هذه الأحياء، ونزوح أكثر من 50 ألف شخص.