نشرت صحيفة "تسايت" الألمانية تقريرا؛ حول نوعية المتطرفين الذين يعتمد عليهم
تنظيم الدولة لتنفيذ الهجمات في
أوروبا مؤخرا.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن هؤلاء المتطرفين الذين ينتمون إلى تنظيم الدولة، يظهرون في البداية كمجرمين عاديين، ثم يُظهرون تطرفهم في وقت متأخر جدا، قبل وقت قصير من تنفيذ هجوم، وهو ما يصعّب مهمة الأجهزة الأمنية لاكتشافهم.
وبينت الصحيفة أن "جندي الخلافة" الذي نفذ الهجوم الأخير في برلين، اتبع تعليمات قيادة تنظيم الدولة التي تأمره بالهجوم على سكان الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، بحسب الرواية التي تداولتها مواقع التنظيم، ووردت أيضا في بيانه الرسمي.
وأشارت الصحيفة إلى أن اسم منفذ الهجوم غير مذكور في البيان، كما لم يتم عرض مقطع فيديو يظهر انتماءه للتنظيم حتى الآن، وهو ما يثير الشك حول ما إذا كان تنظيم الدولة مسؤولا فعلا عن الهجوم أم أن هذه مجرد دعاية. والمؤكد أنه كلما واجه تنظيم الدولة في الشرق الأوسط مأزقا، كلما توجه أكثر إلى نقل عملياته نحو أوروبا.
وأكدت الصحيفة أن تنظيم الدولة يعتمد على ثلاث مجموعات من
المجرمين: عناصر التنظيم الذين نجح في تسريبهم نحو أوروبا، والمسلمون المحبطون الذين لم يسافروا إلى سوريا، واللاجئون الصغار الذين يعيشون في حالة إحباط، ويمكن تحريضهم ثم تجنيدهم.
وقالت الصحيفة إن مدير اليوروبول (الشرطة الأوروبية)، روب وينرايت، حذر مؤخرا من كون قادة تنظيم الدولة قرروا زعزعة القارة الأوروبية بإرسال آلاف المقاتلين.
وأضاف وينرايت قائلا: "عدد كبير من هؤلاء المقاتلين لم يسافروا إلى سوريا، لكن لديهم ميول للتطرف وتنفيذ الهجمات أيضا".
وأضافت الصحيفة بأن هؤلاء الأشخاص يصعب القبض عليهم من طرف الأجهزة الأمنية؛ لأن هذا النوع من الجهاديين يجمعون بين التطرف والجريمة المنظمة أو اللجوء.
والملفت للنظر أن عددا من المتورطين في هجمات باريس وبروكسيل لهم خبرة إجرامية، وقد اكتسبوا خبرتهم الإجرامية في السرقة وتجارة المخدرات وتشكيل العصابات.
ويعتبر الباحث في التطرف في المعهد الملكي بلندن، بيتر نويمان، أن هذا الخليط بين الإجرام والتطرف يمثل "الجانب العملي لتنظيم الدولة".
وأكدت الصحيفة أنه على عكس الوسط المتطرف التقليدي، فإن هؤلاء المجرمين المتحولين إلى تنظيم الدولة لم يتم تطهيرهم بـ"نور الإسلام"، بل ظلوا أوفياء لنهجهم الإجرامي.
وفي المقابل، نقلت الصحيفة عن محمد محمود ولد محمدو، الأستاذ في جامعة هارفارد ونائب رئيس مركز السياسات الأمنية بجنيف، أنه "لم تكن لأسامة بن لادن علاقة بهذا العالم الإجرامي".
وبذلك، فإن هؤلاء المجرمين المتحولين إلى تنظيم الدولة مسجلون لدى الشرطة كمجرمين عاديين، ويعتبرون متطرفين خطرين فقط في حالة ارتكابهم جرائم إرهابية.
وفي هذا الوسط المتقلب بين الإجرام والتطرف، يتحول المجرمون في غضون أسابيع إلى متطرفين قادرين على شن عمليات إرهابية، ثم يقوم تنظيم الدولة بنشر هذه العمليات في كتبه الدعائية.
وقالت الصحيفة إن المجلة الدعائية للتنظيم، التي تصدر باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والروسية والتركية والإيغورية والبتشوية والأندونيسية، أوردت في عددها الصادر في تشرين الثاني/ نوفمبر، توجيهات للقيام بهجمات إرهابية بواسطة الشاحنات، والتي جاء فيها أن "العربات مثل السكاكين التي يسهل الحصول عليها".
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن هذه الهجمات تستهدف التجمعات الكبيرة، والأرصفة التي تشهد حركة مرور كبيرة، والحملات الانتخابية، والأسواق، على غرار سوق عيد الميلاد بساحة برايتشايد بلاتس في برلين.