أسدل مسلمو أمريكا الستار على مؤتمرهم السنوي المقام في فترة عصيبة وقلقة لهم، في ظل التوجسات والهواجس التي يعيشونها بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة.
ولكن هذه المرة على عكس سابقتها، سيطر على مؤتمر "ماس" في سنته الخامسة عشر، خطابات قضايا العدالة والاقتصاد والتشارك والشؤون
الوطنية، مع التضامن والتحالف مع الأقليات التي تتعرض إلى اضطهاد مثل الأمريكان من أصول أفريقية أو لاتينية وغيرها، ولم يتم الاكتفاء فقط بقضايا الشخصية.
وقال أمين عام المنظمات الإسلامية أسامة الجمال، إن "المؤتمر يأتي في وقت صعود تيارات اليمين المتطرف وصعود الإسلاموفوبيا"، مشيرا إلى أن "أحد أهم أهدافه هو توعية الجالية المسلمة على حقوقها ونبذ الخوف".
وأضاف في حوار مع "
عربي21" أن "مسلمي أمريكا مصممون على الدفاع عن حقوقهم وقضاياهم وقضايا غيرهم كمواطنين أمريكيين يقدمون كل ما عندهم من أجل هذا البلد".
وكانت الانتخابات الرئاسية الأمريكية شهدت مشاركة واسعة للمسلمين في أمريكا، حيث زاد عدد المسجلين للانتخابات من نصف مليون في الانتخابات السابقة، إلى مليون ونصف في الانتخابات الحالية.
ويرى مراقبون أن التحدي الحقيقي لهم في قدرتهم على الاستمرار في الانخراط السياسي بجميع عمليات الانتخابات المحلية وغيرها وليست الرئاسية فقط التي كانت مرتهنة بصعود ترامب.
ورغم عدم وجود أرقام دقيقة عن أعداد المسلمين في أمريكا إلا أن هناك تقديرات تشير إلى أن نسبتهم تبلغ واحدا في المائة من التعداد السكاني وأنهم نسبتهم ستصل إلى 2.5 في المائة في العام 2050.
كما أن المسلمين في أمريكا هم أكثر أقلية متنوعة عرقيا في البلاد، حيث أنهم متنوعون بين العرب والباكستان والهنود وشعوب شرق آسيا واللاتينن وأتراك، فضلا عن الأمريكان الأصليين.
وأكد أحد المشاركين في المؤتمر، أحمد خالد، في حديثه لـ"
عربي21" أن "المؤتمر يشكل فرصة لتجمع المسلمين بشكل سنوي، ويعمل على حثهم على تنظيم أمورهم وتوحيد كلمتهم، كما أنه فرصة لتبادل الخبرات بين المسلمين".
يشار إلى أن 65 في المئة من المسلمين البالغين في أمريكا ولدوا خارجها، و15 في المئة من المسلمين هم من الجيل الثاني، أي أن أحد أبويه أو كليهما ولد خارج الولايات المتحدة، وذلك وفقا لدراسة أعدها مركز بيو عام 2007. وتظهر الدراسة أن 81 في المئة من مسلمي أمريكا حاصلين على الجنسية الأمريكية.
الحضور التركي
شهد المؤتمر حضورا
تركيا واضحا، وألقت نجلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلمة خلال المؤتمر أثنت فيه على جهود مسلمي أمريكا، كما تطرقت في كلمتها إلى محاولة الانقلاب الفاشلة التي حصلت في تركيا في تموز/ يوليو الماضي.
كما سلمت سمية أردوغان هدية من والدها لمنظمي المؤتمر، نسخة من القرآن الكريم، فيما قال السفير التركي الذي كان حاضرا سردار قليج، إن "تركيا برئيسها رجب طيب أردوغان تلقى اهتماما واسعا من قبل مسلمي الولايات المتحدة".
ولم يكتف المؤتمر بالتطرق إلى القضايا الداخلية الأمريكية، بل استحوذت القضايا الإنسانية في الوطن العربي على جزء منه.
وتم تنظيم تبرعات ومساعدات من قبل المؤسسات الخيرية الراعية للحفل، لكل من دول أفريقيا وحتى بعض الدول العربية التي تعاني من مشاكل من سوريا والعراق.
كما تضمن المؤتمر عددا من المحاضرات التي ناقشت الشأن السوري والمصري والتونسي بحضور متخصصين من الوطن العربي.