فشلت مبادرات المجالس المحلية، وبعض القطاعات الثورية العسكرية في عدد من المدن والقرى السورية، إضافة إلى المظاهرات الشعبية؛ في دمج فصائل الثورة، ودفعها إلى التوحد.
وصدرت عدة مبادرات وبيانات من مجالس محلية، وقادة قطاعات عسكرية في فصائل المعارضة؛ تهدد باستقلالية مناطقهم عن عمل الفصائل؛ إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم بالتوحد، لكنها سرعان ما تبخرت بعد خروج أهالي
حلب ومقاتلي الفصائل منها، حيث خفت صوت المتظاهرين في الساحات، وغابت تلك البيانات والمبادرات في خضم خلافات فصائل الثورة الأيديولوجية والسياسية.
وكان وجهاء مدينة
دارة عزة، إضافة إلى قيادات فصائل حركة
أحرار الشام، وجبهة فتح الشام، وفيلق الشام، وحركة نورالدين الزنكي، وفجر الشام، وثوار الشام؛ طالبوا الفصائل الكبرى في 11 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بالاندماج خلال 15 يوما، إلا أن المهلة انتهت ولم يتغير شيء على أرض الواقع.
ولم تستجب الفصائل لمطالب الأهالي في قرية "
دير حسان" بريف إدلب بالاندماج في كيان عسكري واحد، بالرغم من طرد الأهالي للفصائل المتواجدة في القرية، والإبقاء على أبناء القرية من المقاتلين فيها، إلا أنهم سرعان ما عادوا إلى مقارهم بعد عدة أيام، وبقي الحال على ما هو عليه.
وفي هذا السياق؛ قال الناشط الإعلامي من مدينة دارة عزة بريف حلب، سعيد أبو صبيح، إن البيان الذي صدر عن الفعاليات المدنية والفصائلية في دارة عزة "لم يكن سوى محاولة لامتصاص الاحتقان الشعبي بعد سقوط مدينة حلب بيد قوات النظام السوري ومليشياته"، مبديا عدم تفاؤله بأي خطوة على هذا الصعيد من قبل الفصائل.
وأضاف سعيد لـ"
عربي21" أن الحراك المدني في دارة عزة ومثيلاتها في عموم البلاد "لا يملك سوى التظاهر من أجل الضغط على الفصائل، وحثها على التوحد".
أما رئيس المجلس المحلي في قرية دير حسان، أحمد منصور؛ فأكد لـ"
عربي21" على ضرورة الاستجابة لمطالب الأهالي بتوحد الفصائل، مشيرا إلى أن "عودة الإداريين في الفصائل إلى القرية كانت مشروطة بعدم رفع رايات لها على المقرات، وكذلك الحواجز المنتشرة في القرية".
إلى ذلك؛ أعلن المجلس المحلي في مدينة الأتارب الواقعة في الريف الغربي من حلب، عن خلو المدينة من الفصائل، وتسليم إدارة المدينة للمجلس المحلي، فيما لم يلحظ الأهالي أي تغير يُذكر على مستوى المدينة قبل الإعلان وبعده، بحسب مصادر أهلية في المدينة.
من جهته؛ قال الناشط الميداني معاذ العباس، إن "فشل الاندماجات الكبرى على الساحة السورية؛ أفشل المبادرات الصغرى في توحيد الفصائل الموجودة في القرى والبلدات الصغيرة".
وأضاف العباس لـ"
عربي21" أن "المظاهرات في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة؛ كانت نقطة ضغط على الفصائل من أجل التوحد، لكنها بكل تأكيد لا تملك القوة الكافية لإجبارها على ذلك".
وبحسب مراقبين؛ فإنها لا تبدو المبادرات المناطقية، والمظاهرات الشعبية الهادفة إلى توحيد فصائل المعارضة السورية؛ قادرة على لم شمل تلك الفصائل لعدة أسباب، أبرزها "الاختلاف الأيديولوجي، وتنوع مصادر الدعم، وعدم وجود مشروع وطني جامع".