تشكل
التكنولوجيا وسيلة هامة وسريعة النفاذ إلى العالم عبر
تقنيات متعددة وبسيطة، ما يجعلها اداة مهمة في يد
الفلسطينيين، لتكون شكلا جديدا من أشكال المقاومة.
وفي هذا السياق، يأتي إعلان الاستخبارات
الإسرائيلية عن أن حركة حماس تمكنت من اختراق أجهزة الهاتف الخلوي لضباط إسرائليين والتجسس عليهم.
اقرأ أيضا: إسرائيل: حماس استخدمت حسناوات للتجسس على جنودنا
فهل تمكن الفلسطينيون من استثمار تلك الأداة بالشكل الأمثل؟ أم ما زال الطريق أمامهم طويلا؟
أمامنا الكثير
من جهته، رأى الخبير في مجال التكنولوجيا والمعلومات، إسماعيل حمادة، أن التكنولوجيا "ساهمت بعض الشيء في نشر الوعي بالقضية الفلسطينية العادلة".
لكنه أكد لـ"عربي21"، أنه ما زال أمام الفلسطينيين "الكثير لقيادة عملية التغيير وفضح انتهاكات
الاحتلال المتواصلة؛ عبر الاستخدام الأمثل لكافة الإمكانات والوسائل المتاحة والتي من شأنها تفعيل التكنولوجيا في خدمة القضية الفلسطينية، وليس على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي فحسب"، كما قال.
وأضاف حمادة: "علينا أن نتخذ من الإبداع سبيلا في إيجاد تطبيقات إبداعية هادفة على الموبايل؛ والتي من شأنها أن تخدم قضيتنا على المستوى المحلي ومن ثم العالمي"، مؤكدا أن هناك "حاجة ماسة لتركيز الجهود نحو تأهيل الخريجين وتوجيههم لاستخدام صناعة تطبيقات الموبايل بما يخدم قضيتنا".
وأوضح أن "تطبيقات الموبايل سريعة وواسعة الانتشار في السوق الدولي، ويمكن أن تحقق أهدافنا الوطنية إلى جانب جني أرباح عالية على مستوى الجدوى الاقتصادية؛ عبر تصميم بعض الألعاب الهادفة كمثال".
ولفت الخبير في مجال التكنولوجيا، إلى ضرورة توعية مستخدمي الشبكة العنكبوتية بما توفره من فضاء إلكتروني واسع يمكنها من إيصال الرسالة الفلسطينية إلى العالم بأسرع وقت، عبر استخدام "أدوات التأثير الجادة والموضوعية والصادقة والدقيقة؛ لتكون الرسالة مؤثرة".
تطبيقات مختلفة
ومن المشاريع التي استطاعت اختراق العالم الرقمي لتروي قصة فلسطين المحتلة، "ريمكس فلسطين".
وأشارت صاحبة فكرة هذا المشروع، الإعلامية روان الضامن، إلى أن "استخدام الفلسطينيين للتكنولوجيا بأشكالها المختلفة لا زال بِكْرا، ونحن على المستوى الفلسطيني ما زلنا مقصرين في اختراق العالم التقني بكفاءة ودقة، وخاصة باللغات الأجنبية".
وأوضحت لـ"عربي21"، أن "الفلسطيني أكثر حاجة من غيره لاختراق عالم التكنولوجيا للتعريف بقضيته والانتصار لها عبر استخدام وسائلها المختلفة، سواء بإنتاج القصص الوثائقية القصيرة أو بإبداع تطبيقات مختلفة للهواتف المحمولة تحاكي الواقع، وتنقل المستخدم إلى داخل الأرض والوطن بعيدا عن تزييف أو تحريف للحقائق"، كما قالت
ويضم "ريمكس فلسطين"، الذي يطرح القضية الفلسطينية بصريا أمام الجمهور، آلاف المواد التي "تحتوي على حقائق ومعلومات مدققة باللغتين العربية والإنجليزية"، وفق الضامن.
الكاميرا سلاحي
من ناحيتها، اختارت بسمة معالي، وهي طالبة بكلية الإعلام بجامعة النجاح الوطنية بنابلس، أن تحمل "سلاح" الكاميرا لتعرّف العالم بالقرى الفلسطينية المحتلة؛ التي هُجر منها سكانها عنوة قبل 68 عاما.
وأشارت معالي، في حديث لـ"عربي21"، إلى أن عملها كمصورة ربطها بإحدى شركات السياحية التي تنظم الرحلات إلى الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، حيث وجدت فرصتها لأن تأخذ دورها في خدمة وطنها "المسلوب"؛ عبر التقاط بعض الصور للبلدات الفلسطينية المحتلة، لتنشرها على صفحة "ع ديارك"، على موقع فيسبوك، مؤكدة أن الصور التي تلتقطها بكاميرتها "تخلد المشاهد وتكون مرآة الواقع الذي يقاوم التزييف".
وبيّنت لـ"عربي21" أنها زارت العديد من البلدات العربية في أراضي 1948، مثل شفا عمرو، وعرعرة، وكفر مندا، والناصرة، وقامت بتصوير معظم أحيائها في مشروع توثيقي للأثار الفلسطينية؛ تحاول من خلاله، كما تقول، "حفظ الموروث الثقافي وإبراز عروبتها بعيدا عن حالة المحو والسلب التي ينفذها الاحتلال لكل ما هو نابض بالروح الفلسطينية من الآثار والأماكن، وحتى الملابس".
وعلى الرغم من مبادرتها باستخدام تكنولوجيا التصوير الرقمي، إلا أن الطالبة لفتت إلى وجود حالة من "إخفاق الفلسطينيين في تسخير كل وسائل التكنولوجيا بشكل سليم لخدمة حقوقنا التي تواجه دائما برواية إسرائيلية متقنة التزييف، والتي تجد لها انتشار أوسع لاستخدام أذرع الاحتلال وسائل التكنولوجيا بالشكل الأمثل".