دار قتال شرس الثلاثاء، بين قوات الجيش
اليمني المسنود بالمقاومة الشعبية من جهة والمتمردين
الحوثيين وكتائب الرئيس المخلوع علي عبد الله
صالح من جهة أخرى في جبهة عسيلان بمحافظة
شبوة أسفرت عن سقوط نحو 20 بين قتيل وجريح بينهم قائدان ميدانيان.
وأفاد مصدر في المقاومة بأن الجيش والمقاومة صدا هجوما شنه الحوثيون وقوات صالح على مواقع في جبهة عسيلان شمال غربي شبوة النفطية.
وأضاف المصدر مفضلا عدم ذكر اسمه لـ"
عربي21" أن الهجوم باء بالفشل، وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن 20 من المسلحين الحوثيين وقوات الجيش الموالية لهم، بينهم قياديان ميدانيان الأول يدعى "أبو شريف الشريف" والثاني "أبو رعد الحيمي". مشيرا إلى أن قوات الشرعية تحتفظ بجثة القيادي "أبو شريف" وهو من أبناء بيحان، وكان مسؤولا عن تجنيد مقاتلين من أبناء هذه البلدة، وإلحاقهم بجبهات المتمردين الحوثيين.
استماتة في بيحان
من جانب آخر، أبدى المسلحون الحوثيون وقوات صالح مقاومة شرسة، في جبهات القتال بمديرية بيحان شمال غربي مدينة شبوة، على الرغم من حجم الخسائر المادية والبشرية التي تلقوها خلال الأسابيع الماضية على أيدي قوات الجيش الوطني المسنود بالمقاومة والطيران الحربي للتحالف العربي.
وبيحان أهم معاقل الحوثيين، وتقع على بعد 200 كيلومترا عن مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة.
ويسجل مؤيدو جماعة الحوثي وصالح حضورا كبيرا في بيحان، سواء من الأسر الهاشمية أو من القيادات البارزة في حزب المؤتمر - جناح صالح- أبرزهم "أحمد علي الأحول" محافظ المحويت السابق، وغازي الأحول، وزير الزراعة المعين بحكومة "الإنقاذ" المشكلة من تحالف الحوثي وصالح.
وتؤكد مصادر متابعة لسير العمليات في شبوة أن مديرية بيحان، تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لقوات الحوثي وصالح، فهي "منطقة ذات طبيعة جغرافية معقدة تجمع بين الصحراء والجبال والأودية".
غير أن الأهم من ذلك، استخدامها ممرا لتهريب الأسلحة والمحروقات، في أعقاب وصولها من الشريط الساحلي الواقع جنوب شرق شبوة، والغير خاضع للرقابة من القوات الحكومية أو من قوات التحالف العربي.
فضلا عن ذلك، ما تزال بيحان رغم المعارك التي تدور فيها بين الفينة والأخرى، مخزنا كبيرا للأسلحة التي نهبها الحوثيون من معسكرات الجيش قبيل انسحابهم من مدينة عتق نهاية العام 2015. وفقا لمصادر.
وتشير المصادر إلى أن الحوثيين استخدموا بعض صحاري بيحان للقيام بتهريب قيادات موالية لها من صنعاء، باتجاه محافظة حضرموت وصولا إلى سلطنة عمان نظرا لسهولة هذه المهمة.
صمود أمام التعزيزات
ولفتت المصادر التي تحدثت لـ"
عربي21" إلى أن الجيش الوطني الذي أطلق حملة عسكرية خلال الأسابيع الماضية، لتحرير مديرية بيحان في المحور الشمالي الغربي من شبوة الغنية بالنفط، واجه صمودا قويا لقوات الحوثي وصالح، على الرغم من حجم التعزيزات العسكرية التي دفع بها إلى مسرح العمليات.
وبحسب المصادر فإن الجيش يقاتل بقوة عسكرية مؤلفة من "ثلاثة ألوية" تساندها مجاميع كبيرة من المقاومة الشعبية، إلا أن هذا الحشد العسكري اصطدم بمقاومة قوية من قبل مسلحي الحوثي وقوات صالح، وتحقيقه تقدما محدودا.
وأرجعت المصادر ذلك إلى استعدادات الحوثي وصالح لهذا المعركة، والإمكانات التي رتبوها لخوضها خصوصا "العتاد الحربي وانتشار المقاتلين" الذين اختاروا تحصينات تتحكم في مصير المواقع الاستراتيجية في هذا الجبهة.
وأضافت: "القناصون الحوثيون على مستوى عال من الحرفية والتدريب، إلى جانب مزارع الألغام التي اختيرت بعناية في الطرقات المقرر أن تسلكها فرق الجيش الوطني القتالية، الأمر الذي أعاق تقدمها".
خسائر كبيرة
من زاوية أخرى، تحدثت المصادر عن خسائر كبيرة تكبدها المتمردون وكتائب صالح، على مدى عام من المعارك المتقطعة مع القوات الحكومية، حيث تشير إلى أن "قتلاهم بالمئات بينهم قيادات عسكرية بارزة".
وتقول إن "قيادات عسكرية بارزة في كتائب الانقلابيين، لقيت مصرعها في هذا المحور، إما في المواجهات الدائرة مع وحدات الجيش الوطني أو في ضربة جوية لطيران التحالف العربي، أهمها القيادي الحوثي المكنى بـ"أبي سهم" والذي قضى في منطقة "الحمى" بغارة جوية في المعارك الأخيرة مع عدد من مرافقيه، وهو مشرف الجماعة على مديرية بيحان.
وكان الجيش الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، بدأ نهاية العام الماضي، معركة عسكرية واسعة بغطاء جوي لمقاتلات التحالف العربي بهدف استعادة مديريتي "بيحان وعسيلان" من قبضة الحوثيين وقوات المخلوع صالح.