نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها غريع كارلستروم، يقول فيه إن المستوطنين يحلمون بعهد جديد في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، خاصة أن صهره ومستشاره السياسي جاريد
كوشنر وسفيره الجديد في
إسرائيل ديفيد
فريدمان، يعدان من داعمي الاستيطان في الضفة الغربية.
ويقول كارلستروم إنه ليس أدل على هذا الأمر من وجود مستوطنة بيت إيل، التي تطل على مدينة رام الله عاصمة الدولة الفلسطينية المنتظرة ومقر السلطة الوطنية، ويعيش في المستوطنة التي أقامها مستوطنون دينيون في عام 1977 حوالي ستة آلاف، مشيرا إلى أن المستوطنين زعموا أن بيت إيل هي المكان الذي حلم فيه يعقوب بالملائكة وهم يصعدون وينزلون من السماء على سلم.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن المستوطنة تعد اليوم من كبرى
المستوطنات في الضفة الغربية، فلديها حمام سباحة خاص بها، وفيها مصنع خمورها، ويعد سكانها من المحافظين، حيث صوتت نسبة 97% في الانتخابات الأخيرة للأحزاب اليمينية المتشددة، وهو ما حببها لكوشنر وفريدمان اللذين تبرعا لمدارسها، ويعدان أكبر مستشارين مؤثرين على ترامب، ولهذا يعقد سكانها الآمال الكثيرة عليهما.
وتنقل الصحيفة عن صاحب محل في المستوطنة، وهو من المقيمين القدامى فيها، قوله: "عشنا سنوات صعبة في ظل أوباما، ولم يبن أي شيء هنا"، وأضاف: "ترامب قال إنه سيكون عادلا، وهو مقاول، ولهذا نأمل أن يحقق التغير هنا".
ويبين الكاتب أن ترامب لم يخيب أمل المستوطنين، حيث وافقت الحكومة الإسرائيلية على بناء ستة آلاف وحدة سكنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، منها 20 في مستوطنة بيت إيل، لافتا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو أعلن عن خطط لبناء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، وستكون الأولى منذ تسعينيات القرن الماضي.
ويستدرك التقرير بأن الكثير من الإسرائيليين استفاقوا يوم الجمعة على تصريحات المتحدث الإعلامي باسم البيت الأبيض شون سبايسر، التي قال فيها: "في الوقت الذي لا نرى فيه أن المستوطنات القائمة عقبة أمام السلام، إلا أن بناء مستوطنات جديدة، أو توسيع القائم منها، قد لا يكون مساعدا في تحقيق ذلك الهدف".
وتجد الصحيفة أنه مقارنة مع تصريحات إدارة باراك أوباما، التي شجبت بناء المستوطنات، فإن تصريحات سبايسر هادئة، وقال الأخير إن "ترامب لم يحدد موقفه بعد من المستوطنات"، مستدركة بأنه مع ذلك فإن هذه التصريحات كانت كافية لقتل الحماس.
ويلفت كارلستروم إلى أن الكنيست الإسرائيلي كان سيصوت على مشروع قانون يجعل من الكتل الاستيطانية "شرعية" بحسب القانون الإسرائيلي، مشيرا إلى أن نتنياهو طلب تأجيل التصويت، وذلك قبل مغادرته إلى لندن، التي سيلتقي فيها مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي.
وبحسب التقرير، فإن نتنياهو اتهم منافسيه من اليمين المتطرف بوضع "إنذارات" له، وقال إنه يريد التشاور مع البيت الأبيض، حيث سيجتمع مع الرئيس ترامب في 15 شباط/ فبراير، قبل الموافقة على القانون الذي سيواجه شجبا من الأوروبيين وفي الأمم المتحدة.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن المتطرفين في إسرائيل يشعرون بخيبة الأمل من تخلي ترامب عن وعده بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، لافتة إلى أن الدبلوماسيين الغربيين والقوى الأمنية الإسرائيلية يخشون من نقل السفارة، وأنه قد يؤدي إلى موجة جديدة من العنف.