نشرت مجلة "بوليتكو" تقريرا، تتحدث فيه عن مستشار الأمن القومي الجديد الجنرال أتش آر
ماكمستر، الذي اختاره الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الجنرال ماكمستر أكد أهمية اتخاذ موقف متشدد من
روسيا، وشدد على أهمية ألا تتحول الحرب على الإرهاب إلى حرب مع الإسلام، لافتا إلى أنه يمثل الباحث المحارب، حيث جاء اختياره في محاولة لإعادة النظام إلى مجلس الأمن القومي.
وتقول المجلة إن المستشار الجديد، الذي حل محل الجنرال مايكل فلين، الذي عزل بسبب اتصالاته مع الروس، يعد من أكبر المثقفين في الجيش، حيث نشر كتابا عندما كان في رتبة ملازم، أصبح من أكثر الكتب مبيعا، حول القيادة الفاشلة أثناء حرب فيتنام، ومضى لاحقا لوضع معالم الحرب ضد التمرد في العراق، مشيرة إلى أنه يعد أول جنرال في الخدمة يتولى هذا المنصب منذ الجنرال كولن باول في عهد رونالد ريغان، ويحظى المستشار الجديد بمكانة مرموقة لدى الجيش؛ لأنه كان دائما مع الموقف المنطقي والحكمة.
ويلفت التقرير إلى أن "ماكمستر سيتعرض لامتحان في منصبه الأول بصفته مديرا للأمن القومي في البيت الأبيض، حيث يعمل الآن مديرا لمركز دمج القدرات، ويركز عمله على تشكيل رؤية حول ما يجب أن يكون عليه الجيش في عام 2025 وما بعد ذلك، وركز الجنرال كثيرا على الخطط لمواجهة الأسلحة الروسية وروسيا، التي يعتقد أنها تهديد صاعد ضد الاستقرار العالمي، واستخدمت أسلحتها في التوغل داخل أوكرانيا".
وتجد المجلة أن التركيز على روسيا قد يضع ماكمستر في مواجهة مع ترامب، الذي قدم تصريحات عبرت عن إعجاب بدول أوروبا الشرقية.
وتعتقد المجلة أن تعيين ماكمستر قد يساعد على بناء جسور مع الكونغرس، الذي يعد نوابه الجمهوريون من أشد نقاده، حيث اعتبر رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس السيناتور جون ماكين تعيين ماكمستر خطوة إيجابية، وقال: "أضاف هذا القرار للرئيس ترامب رصيدا كبيرا، بالإضافة إلى اختياراته في مجال الأمن القومي"، وأضاف ماكين: "كان لي الشرف بمعرفة ماكمستر لسنوات طويلة، وهو رجل مثقف وذو شخصية مميزة ويملك قدرة لمعرفة كيف ينجح"، وتابع ماكين قائلا: "لا أستطيع تخيل فريق أمن قومي أفضل من الموجود الآن".
وينوه التقرير إلى أن ترامب أعلن عن القرار في منتجعه في مار- أ- لاغو في فلوريدا، وكان محاطا بماكمتسر والجنرال المتقاعد كيث كيلوغ، الذي كان رئيس طاقم فلين، وسيظل في عمله تحت إدارة المستشار الجديد للأمن القومي، وقال ترامب: "إنه رجل بذكاء خارق وخبرة عظيمة".
وتعلق المجلة قائلة إن "ماكمستر يواجه تحديات كبيرة لإصلاح الوضع وإدارة الأمور بعد البداية الصعبة مع فلين، الذي عزل من عمله بعدما كشف أنه ضلل نائب الرئيس مايك بينس فيما يتعلق بحديثه مع السفير الروسي في واشنطن، حيث جاء اختيار ترامب لماكمستر بعدما رفض الأدميرال بوب هاوراد الوظيفة؛ لأنه لم يحصل على تأكيدات بأنه سيكون حرا في اختيار فريقه، وأن يكون مستقلا عن الطبقة القريبة من ترامب، خاصة مستشاره ستيف بانون، الذي منحه منصبا دائما في المجلس، بالإضافة إلى صهره جاريد كوشنر".
وينقل التقرير عن المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكبي ساندرز، قولها إن ترامب منح مستشاره الجديد السلطة الكاملة لاختيار من يراه مناسبا، مستدركا بأن فيليب كارتر، من مركز الأمن الأمريكي الجديد، قال إن ماكمستر سيواجه مهمة صعبة من أجل فرض النظام والانضباط على بنية الأمن القومي في البيت الأبيض، التي افتقدت الأمرين منذ تولي ترامب السلطة، حيث يعتقد كارتر أن التحدي سيكون صعبا في ضوء الرياح العاصفة داخل البيت الأبيض، وحقيقة وصول ماكمستر إليه كونه رجلا من خارج الحلقة، وبصفته مبتدئا في السياسة بشكل نسبي.
وتورد المجلة نقلا عن الجنرال المتقاعد ديف بارنو، الذي يعرف ماكمستر منذ سنوات، قوله إن مستشار الأمن القومي الجديد مشحون بالطاقة، ويملك شخصية لها حضورها، وتستطيع مواجهة التحديات السياسية، بالإضافة إلى قضايا الأمن القومي.
ويفيد التقرير بأن المستشار الجديد حظي بمديح من صقور الحزب الجمهوري، حيث قال السيناتور الجمهوري عن أركنساس، توم كوتون، إن ماكمستر من أفضل الجنود والعقول الاستراتيجية، ويضيف أنه "محارب وباحث حقيقي، وأنا متأكد من أنه سيخدم الرئيس والبلد جيدا"، ووصفه المحلل الدفاعي في معهد بروكينغز مايكل أوهلان، بأنه "أكثر الجنرالات من فئة الثلاث نجوم ذكاء في الجيش الأمريكي اليوم"، وقال إنه حقق إنجازات في عدد من المجالات وفي حروب التمرد، خاصة في أفغانستان.
وتذكر المجلة أن ماكمستر كتب كتابه "إهمال الواجب: ليندون جونسون وروبرت ماكنمارا والأكاذيب التي قادت إلى فيتنام"، وهو دراسة في دور الجيش في حرب فيتنام، وكان جزءا من أطروحة الدكتوراة التي قدمها لجامعة نورث كارولينا، وشارك في حرب الخليج الأولى وفي العراق وأفغانستان، وعمل مع الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس؛ لإعادة كتابة الدليل العسكري لحروب التمرد، وكان وراء استراتيجية "نظف وحافظ وابن"، التي كانت تقوم على ملاحقة المتمردين، ومن ثم الحفاظ على المناطق وبناء الثقة مع السكان.
وقال بترايوس في حديث لـ"بوليتكو" إن ماكمستر يعد "مفكرا استراتيجيا حقيقيا ورجلا عظيما في قيادة فريقه، ولديه مهارات تنظيمية عظيمة"، وأضاف: "تشرفت بأن يعمل معي في أثناء زيادة الجنود في العراق، وإنشاء لجنة مهام خاصة لمكافحة الفساد في أفغانستان، وهو رجل مؤهل بشكل كبير ليكون مستشارا للأمن القومي"، وأشار إليه جورج بوش في خطاب له عام 2006، عندما تحدث عن وحشية تنظيم القاعدة.
ويستدرك التقرير بأنه رغم إنجاز ماكمستر العسكري، إلا أنه واجه مرؤوسيه أكثر من مرة، وتم تجاوزه مرة في الترفيع من رتبة عقيد إلى جنرال، قبل أن يصر بترايوس على ضرورة الاعتراف بسجله في العراق.
وتكشف المجلة عن أن ماكمستر قاد دراسة عسكرية سرية حول الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2014، التي كانت تهدف للبحث عن طرق لمواجهة الجيش الروسي والتكيف مع تقدمه، وقال للجنة في الكونغرس: "من الواضح أنه في الوقت الذي كان فيه جيشنا يشارك في أفغانستان والعراق، درست روسيا قدراتنا ومظاهر ضعفنا، ومضت في عملية تحديث طموحة وناجحة للجيش".
وتختم "بوليتيكو" تقريرها بالإشارة إلى أنه في تحول آخر عن فلين، فإن ماكمستر حاول التفريق بين انحراف الإرهاب المنسوب للإسلام والدين ذاته، فقال في خطاب له أمام معهد فرجينيا العسكري: "سنهزم أعداءنا اليوم، بمن فيهم المنظمات الإرهابية، مثل (الدولة الإسلامية)، التي تستخدم تفسيرا منحرفا عن الدين؛ لإثارة الكراهية، وتبرير الوحشية الفظيعة ضد المدنيين".