حاول العالم أجمع وبالأخص الدول الصناعية الاتجاه لاستخدام الطاقة البديلة "المتجددة" سواء عبر
الشمس أو الرياح أو المفاعلات النووية، لتفادي الكوارث البيئية، خاصة مع تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري والتلوث الذي أصبح يطال كل الدول.
وبدأ العالم
الغربي في وقت متقدم الاتجاه لاستخدام الطاقة الشمسية والرياح، بالرغم من قلة شروق وسطوع الشمس في هذه الدول، بينما تأخرت دولنا العربية في البدء باستخدام هذه الطاقة مع أن الله حبانا بشمس مشرقة في أغلب أوقات السنة وقوة رياح تناسب توليد الطاقة.
وشرح خبير الطاقة عامر البياتي لـ"
عربي21" أسباب هذا التأخر، قائلا إن "عدم وجود خطط تنموية في هذا المجال سواء على المستوى العام الجمعي مثل الجامعة العربية، أو على المستوى الفردي أي كل دولة على حدة".
وأضاف "لا يوجد إلى الآن إدارات عربية متخصصة في هذا المجال، أي أن الدول العربية لا تشكل لجان أو مجموعات عمل للتخطيط في مجال
الطاقة المتجددة".
ويعزو البعض تأخر اعتماد بعض الدول العربية على الطاقة المتجددة وبالأخص الدول
النفطية لوفرة الطاقة "الأحفوري" أي الوقود المستخرج من باطن الأرض، وأكد البياتي لـ"
عربي21" هذا السبب بالقول: "هي كانت محاولة من الدول النفطية للترويج للنفط على حساب الطاقة المتجددة".
لكن بنفس الوقت هناك دول عربية لم تتجه لهذه الطاقة البديلة نتيجة ارتفاع تكلفة إنتاجها، فعلى سبيل المثال تصل تكلفة إنتاج الكيلو واط/ساعة من الكهرباء من الطاقة الشمسية عن طريق الألواح الشمسية إلى 25 سنتا، أما تكلفة إنتاجه من المحطات التقليدية التي تستعمل الوقود فهي في حدود ستة سنتات.
إلا أن بعض الدول لها مشاريع لتوليد الطاقة الكهربائية باستخدام الماء عن طريق الأنهر ومع هذا ما زالت تعتبر نسبة استخدام الطاقة البديلة في عالمنا العربي قياسا للدول الغربية قليل جدا.
وبحسب بحث علمي نُشر في موقع منظمة المجتمع العلمي العربي عام 2012، حاليا يوجد أكبر برنامج "فوتوفولطي" في المغرب، حيث تم تركيب 160 ألف نظام طاقة شمسية منزلي بنحو 8 بالمائة من البيوت الريفية بقدرة إجمالية تصل إلى 16ميغاواط.
ولدى بلدان الخليج العربي و شمال أفريقيا امتدادات واسعة من المناطق الصحراوية التي يستطع فيها ضوء الشمس، و حتى هذه اللحظة تكاد قدرة الطاقة الشمسية المركبة لا تذكر، إذ أن هناك أقل من ثلاث ميغاواط من الطاقة "الفوتوفولطية" في السعودية و قدرة مركبة تبلغ 10 ميغاواط في الإمارات.
يشار إلى أن الدول النفطية بدأت تفكر جديا بتخفيف استخدام الطاقة المعتمدة على النفط والغاز بمقابل زيادة استخدام الطاقة الشمسي وهناك مشاريع وليدة في السعودية والإمارات العربية.