جدد وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو انتقاده لمجمل السياسيين في
هولندا، مساويا بين المحسوبين على الأحزاب الديمقراطية والاشتراكية وبين تلك المؤيدة للأحزاب "الشعبوية".
وفي أول تعليق رسمي له على النتائج الأولية للانتخابات في هولندا والتي جرت أمس، قال أوغلو إن "الفروق بين الديمقراطيين والاشتراكيين متقاربة في عدد الأصوات، لقد حصلوا على أصوات متقاربة حتى مع الفاشي فيلدرز (زعيم حزب الحرية) في عدد الأصوات"، متسائلا: "إلى أين ستصلون، وإلى أين ستحملون أوروبا، بدأتم في تدمير القارة، وتدفعونها إلى حافة الهاوية".
وتفيد نتائج مؤقتة جمعتها وكالة الأنباء الهولندية استنادا إلى فرز 54.8 بالمائة من الأصوات، أن الحزب الشعبي الليبرالي والديمقراطي سيشغل 32 من مقاعد البرلمان بينما لم يتمكن حزب الحرية الذي يقوده اليميني المتطرف فيلدرز من الحصول على أكثر من أربعة مقاعد إضافية وسيمثله 19 نائبا.
وأعاد أوغلو في تصريح صحفي له نقلته الأناضول في ولاية أنطاليا، التذكير بتصرف الشرطة الهولندية حيال المواطنين الأتراك الذين تجمعوا بالقرب من قنصلية بلاده في روتردام بالقول: "لقد هاجموا مواطنينا بالأحصنة والكلاب، ولو وقعت هذه الحادثة في مكان آخر لكانوا أطلقوا الأحكام، وبدأوا في إعطاء دروس عن الإنسانية والديمقراطية والحرية"، مشيرا إلى أن ذلك لم يقع منذ الحقبة النازية والحرب العالمية الثانية.
اقرأ أيضا: تركيا تشكو هولندا للأمم المتحدة بشأن طرد الوزيرة قايا
وأضاف جاويش أوغلو: "هل هذا هو مفهوم الإنسانية والحرية عندكم؟ لن تصمت
تركيا إزاء ما جرى، اتخذنا خطوات وسنتخذ المزيد في الفترة اللاحقة".
وتساءل قائلا: "لماذا أنتم منزعجون من الاستفتاء الشعبي (في تركيا)؟ ألأنه سيعزز الاستقرار في تركيا؟".
والسبت الماضي، سحبت هولندا تصريح هبوط طائرة وزير الخارجية التركي على أراضيها، ورفضت دخول
وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية فاطمة بتول صيان قايا، إلى مقر قنصلية بلادها في روتردام، لعقد لقاءات مع الجالية ودبلوماسيين أتراك، ثم أبعدتها إلى ألمانيا في وقت لاحق.
وبشدة، أدانت أنقرة، سلوك أمستردام بحق مسؤوليها، وطلبت من السفير الهولندي، الذي يقضي إجازة خارجية، ألا يعود إلى مهامه حتى إشعار آخر.
اقرأ أيضا : يلدريم يكشف عن مكالمة مع رئيس وزراء هولندا ليلة الأزمة
ولاقى تصرف هولندا إدانات واسعة من مسؤولين وسياسيين ومفكرين ومثقفين من دول عربية وإسلامية أجمعوا على أنه يعد "انتهاكا للأعراف الدولية" ويمثل "فضيحة دبلوماسية".