يحاول المقاتلون
الحوثيون وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، إدارة معركة الساحل الغربي مع قوات الجيش
اليمني المدعوم من
التحالف العربي الذي تقوده
السعودية، عبر تطوير قدارتهم الحربية باستخدام سلاح جديد، قد يشكل تهديدا ضد السفن المارة قبالة السواحل اليمنية.
وباتت "الزوارق البحرية" المسيرة عن بعد، أو "الزوارق بلا ربان" أخطر الأسلحة البحرية التي يمتلكها الحوثيون المدعومون من إيران، والتي لا يستبعد أن تستخدم في تنفيذ عمليات هجومية ضد القطع الحربية التابعة للتحالف المتواجدة في عرض البحر قبالة سواحل اليمن.
يثير هذا السلاح تساؤلات مهمة عن قدرتهم في استخدامه هجوميا وعدد الزواق التي بحوزتهم.
تحول في المواجهة
وتعليقا على هذا الموضوع، اعتبر الخبير اليمني في شؤون النزاعات المسلحة، علي الذهب تطوير الحوثيين مراكب مسيرة لاستخدامها في شن عمليات هجومية بحرية، يعد "تحولا في المواجهة وسيكون له تداعياته الكثيرة ليس على مجريات الحصار البحري أو استهداف القطع البحرية العاملة في هذه المهمة"، بل تمتد وفقا للخبير اليمني الى "النشاط الملاحي والصيد" في منطقة بحرية شديدة الحساسية أمنيا في الظروف العادية، فضلا عن أن يكون ذلك في ظروف الحرب الدائرة.
وقال الذهب في حديث خاص لـ"
عربي21": عادة ما تثير المراكب الصغيرة في البحر، جدلا واسعا حول خطرها على السفن الحربية والمنصات الثابتة ونحوها، من أن تستخدم في تنفيذ عمليات هجومية.
وأضاف أن المخاوف تزايدت بعد الهجمات التي استهدفت سفنا لدول التحالف العربي خلال الأشهر الخمسة الماضية، سواء كان استخدامها استخدما مباشرا أو غير مباشر في تلك الهجمات.
وفي 30 من كانون الثاني/ يناير الماضي، تعرضت فرقاطة سعودية قبالة ميناء الحديدة غربي اليمن، لهجوم حوثي نفذ عبر زورق بحري، قالت السعودية إنه "انتحاري" اصطدم بمؤخرة الفرقاطة، وأدى إلى مقتل اثنين من طاقمها.
وبالنسبة للألغام البحرية، أوضح الخبير اليمني أنها ليست سلاحا جديدا، ولكن خطرها واقع ومؤكد، لكن ليس بوسع الحوثيين بث هذه الألغام على مساحات واسعة، وإنما في المناطق الأكثر احتمالا لحصول أضرار فيها.
وقلل الذهب في الوقت نفسه من خطورتها، نظرا للقدرات والإمكانيات التي يمتلكها الطرف الآخر، أي التحالف، والتي تمكنه من مواجهة هذه الألغام.
وفي التاسع من الشهر الجاري، انفجر لغم بحري زرعته قوات الحوثي وصالح، بزورق على متنه أفراد من قوات خفر السواحل الموالية للشرعية، في ساحل المخا، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
زوارق مشحونة بالمتفجرات
من جهة ثانية، كشف تقرير أمريكي الخميس 16/3/2017، عن احتمالية شن المتمردين الحوثيين هجمات بحرية باستخدام سلاح جديد، قد يشكل تهديدا على السفن التجارية التي تمر قبالة السواحل اليمنية.
وأفادت صحيفة "واشنطن تايمز" في تقرير لها بأن جماعة الحوثي المدعومة من إيران تمتلك "زوارق بلا ربان" وهو سلاح جديد يثير المخاوف، قد تستخدمه في هجمات بحرية يشنها مقاتلوها على الجيش اليمني والسفن التجارية في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أمريكي، لم تسمه، قوله إن السلاح الجديد الذي بحوزة المقاتلين الحوثيين عبارة عن "زورق صغير مشحون بالمتفجرات يُتحكم فيه عن بعد".
وفي الوقت الذي لم يقدم التقرير تفاصيل عن عدد هذه الزوارق التي أطلقت عليها اسم "زوارق بلا ربان"، لكنه قال إن الاعتقاد السائد أن لدى الحوثيين عددا كافيا منها لتهديد مرور السفن عبر المضايق البحرية الاستراتيجية قبالة السواحل اليمنية.
وذكر التقرير أن لدى البحرية الأمريكية صورا لهذه الزوارق "الفتاكة"، لكن المسؤولين رفضوا طلبا بنشرها. منوهة الى أن إيران تدعم "الحوثي" في إطار استراتيجيتها الرامية إلى تطويق السعودية والسيطرة في نهاية المطاف على شبه الجزيرة العربية. حسبما ذكر التقرير.
اعتراض 3 زوارق
وفي هذا السياق، أعلن التحالف العربي، الجمعة 17/3/2017، اعتراض ثلاثة زوارق تابعة لجماعة الحوثي قبالة ميناء ميدي، كانت تحاول تنفيذ هجوم ضد سفن تابعة له.
وبحسب البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية السعودية "واس"، فإن الزوارق البحرية كانت تحاول تنفيذ هجوم ضد سفن التحالف، التي كانت تنفذ مهامها اليومية.
وأضاف بيان التحالف أنه تم تدمير إحداها وإيقاف الآخر والقبض على من فيه، بينما تمكن ثالث من الفرار.
ويسود الاعتقاد في نطاق واسع باليمن، أن هذه الزوارق المسيرة عن بعد، لم يكن ليحصل عليها الحوثيون، لولا الدعم الإيراني الذي لم تتوقف اتهامات الحكومة اليمنية لطهران في هذا السياق.