قتل 11 شخصا قبالة السواحل التركية خلال محاولتهم الهجرة صوب
اليونان بواسطة قارب مطاطي.
وقالت صحف تركية إن خفر السواحل التركي تلقى نداء بغرق قارب قرب سواحل منطقة "كوش أداسي" غرب
تركيا وهي منطقة مطلة على السواحل اليونانية.
وأوضحت أن مروحيتين وقوارب إنقاذ لخفر السواحل أنقذت 8 أشخاص وانتشلت جثامين 11 مهاجرا بعد غرقهم في البحر.
ولا زالت طواقم الإنقاذ تبحث عن 3 أشخاص مفقودين بعد تأكيد
المهاجرين أن 22 شخصا كانوا على متن القارب قبل غرقه وفقا لـ"الأناضول".
وتأتي الحادثة في ظل مرور عام على توقيع اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وهو ما أدى إلى انخفاض كبير في عدد المهاجرين إلى أوروبا من تركيا.
ولوّحت أنقرة خلال الأسابيع الأخيرة إلى إلغاء الاتفاق الذي بدأ سريانه بعد وصول أكثر من مليون مهاجر إلى أوروبا في 2015.
وتثير حادثة غرق المهاجرين اليوم تساؤلات حول لجوء تركيا إلى تخفيف المراقبة المشددة التي تفرضها على حدودها مع أوروبا بعد العديد من التصريحات التي أطلقها مسؤولون أتراك بفتح الباب مجددا أمام المهاجرين ردا على عدم التزام الاتحاد الأوروبي بتعهداته لأنقرة.
وكان وزير الداخلية التركي سليمان سويلو قال إن بإمكان بلاده إرسال 15 ألف مهاجر شهريا إلى أوروبا ردا "ممارساتها التي تتجاهل دور تركيا في المنطقة".
وقال سويلو "إذا أردتم بوسعنا أن نفتح الطريق المجال أمام 15 ألف لاجئ لنرسلهم إليهم كل شهر" مضيفا "نذكركم بأنه ليس بإمكانكم ممارسة الألاعيب في المنطقة وأن تتجاهلوا تركيا".
وتأتي الأزمة بين الطرفين في أعقاب منع عدد من الوزراء والمسؤولين الأتراك من لقاء الجاليات التركية في عدد من الدول الأوروبية والتدخل العنيف ضد الجاليات لمنع تجمعات تؤيد الموافقة على التعديلات الدستورية التي المزمع الاستفتاء عليها منتصف الشهر المقبل في تركيا.
ويثير التلويح التركي بإنهاء اتفاق ضبط الحدود ومنع الهجرة مخاوف الأوروبيين الذين شهدوا تدفق أكثر من مليون مهاجر فقط خلال عام 2015.
الباحث والمختص بالشأن التركي معين نعيم قال إن تركيا على ما يبدو بدأت تخفف من قيودها على حركة الهجرة تجاه أوروبا وحادثة القارب الذي غرق اليوم ليست الأولى.
وأوضح نعيم لـ"
عربي21" أن الشهرين الماضيين شهدا أكثر من ألف لاجئ إلى الجزر اليونانية وهذا الرقم رسالة بالطبع إلى أوروبا.
وأشار إلى أن تركيا تريد أن تقول لأوروبا إنها لن تبذل جهودا كبيرة في حماية حدودها طالما تتنصل من التزاماتها والاتفاقيات الموقعة بخصوص ضبط الهجرة.
وقال نعيم إن تعهدات رئيسية تخلت عنها أوروبا مع تركيا خاصة في مسألة اللاجئين والهجرة علاوة على الدعم المالي بقيمة 5 مليارات وشرط رفع الفيزا عن المواطنين الأتراك الراغبين بالسفر للاتحاد الأوروبي وتسريع المفاوضات للانضمام للاتحاد.
وعبّر عن اعتقاده أن تركيا خلال الفترة المقبلة قد لا تتردد في غض الطرف بشكل أكبر عن تدفق المهاجرين لأوروبا وإذا كنا نتحدث اليوم عن المئات فغدا ربما نتحدث عن عشرات آلاف المهاجرين الذين يغزون أوروبا خلال أيام.
ورأى نعيم أن الاتحاد الأوروبي ليس بتلك القدرة التي تصمد أمام هذه الأعداد الهائلة من المهاجرين مشيرا إلى أنه قد يلجأ للاستعانة بالناتو ونشر قوات عسكرية على الحدود لمزيد من الضبط لكن هذا بالتأكيد سيعقد الأمور أكثر.
ولفت إلى أن الفترة الحالية تشهد سباقات انتخابية في العديد من الدول وهي مرحلة عض أصابع وتهديدات سياسية بين الجميع.
لكنه أشار إلى أن انتهاء الاستحقاقات الانتخابية في أوروبا وتركيا ربما يدفع جميع الأطراف للبحث عن الهدوء والتراجع التصريحات الحادة.