قرأت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، الأحد، قرار الإفراج عن الرئيس المصري المخلوع حسني
مبارك بعد ست سنوات من الحبس، إضافة إلى وضع الرئيس محمد
مرسي وجماعة الإخوان المسلمين في عهد رئيس النظام بمصر عبد الفتاح
السيسي.
وقالت إنه "حينما تموت الثورة في ميدان التحرير بمصر، فان الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين؛ هم فقط أعداء الدولة المصرية بزعامة عبد الفتاح السيسي؛ الذي يمكن له أن يذهب بهدوء إلى القمة العربية في الأردن؛ في الوقت الذي يعبر المصريون الغاضبون من إطلاق سراح مبارك عبر "توتير" وينشغل نحو 90 مليون مصري بلقمة عيشهم".
محاكمة القرن
وركزت الصحيفة في مقالها الافتتاحي، الأحد، كتبه سمدار بيري؛ على الإفراج عن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك قائلة: "كحملة عسكرية ليلية أخرجوا بسرية تامة، الخميس الماضي، الأمتعة الشخصية، كل ما تجمع في السنوات الثلاثة من الاعتقال في القسم الأكثر حراسة بمستشفى في حي المعادي، في الصباح وصلت السيارات، وادخل حسني مبارك في سيارة إسعاف تجاوزت أزمة السير في الطريق إلى حي هيليوبوليس".
وأضافت: "هو لم يعد بالمخلوع؛ بل الرئيس السابق، الذي يعود إلى منزل منزله؛ الذي يطل على القصر الذي أدار منه مصر لثلاثين عاما، زقاق الشارع الصغير، والذي أعدوا له فيه عتاد الإنعاش وفريق من ثلاثة أطباء، أغلقوه في وجه المشاة، وفي الحاجز لن يسمح إلا بدخول من لديهم تصاريح خاصة؛ ولن يغامر احد".
وتابعت يديعوت؛ "فكروا في هذا؛ عندما يخرج رئيس عربي إلى الحرية بعد ست سنوات اعتقال، بعد أن ادخلوه في قفص من حديد وأداروا ضده "محاكمة القرن"؛ فهذا حدث غير مسبوق، فلم يسبق أن كان حاكم آخر أطيح به، حوكم في محكمة عسكرية، وطالب الادعاء العام له بعقوبة الإعدام، وتراوح قرار الحكم بين الحكم المؤبد وعشرات السنوات في السجن، وثلاثة أنظمة- عسكري، ديني إسلامي وشبه مدني- عالجت القضية".
وأشارت أنه "لم يصدق احد بأن هذا العجوز، الذي سيبلغ من العمر بعد شهرين 89 عاما؛ سيرى نور الشمس في محطات حياته الأخيرة"، لافتا إلى أن "المجلس العسكري الأعلى –عقب خلعه – عرض على مبارك العيش في شرم الشيخ، وعندما صعد الإخوان المسلمون إلى الحكم، أرسل إلى قسم مغلق في سجن طرة، وعندما طير السيسي مرسي، حظي مبارك برفع للمستوى؛ غرفة مع إطلالة على نهر النيل ورعاية طبية ملازمة".
عسل ملكات
ونوهت الصحيفة
الإسرائيلية، إلى أن "محامي مبارك الشخصي فريد الديب (الذي دافع دون نجاح كبير، عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام)؛ أخذ مبارك كمشروع حياته، فقد عقد الصفقات، ولم يتنازل للمدعين وعرف كيف يستخدم الإعلام، وتباهى أمس بتفاصيل وجبة الطعام الأولى على طاولة الزبون الذي عاد إلى بيته؛ فلافل، فول مصري وعسل ملكات".
وأشارت إلى تعمد أجهزة الدولة المصرية "تأخير الإفراج عن مبارك عن قصد رغم أن إعلان أنه غير مسؤول عن قتل المتظاهرين جاء قبل ثلاثة أسابيع؛ وذلك لقياس مستوى غضب الشارع، وضمان ألا يعود المتظاهرون وأبناء عائلات الـ 850 قتيلا في الثورة إلى الميادين".
ومضت في قولها: "عندما يتفجر الغضب، من الصعب الاعتماد على قانون حالة الطوارئ أو على دبابات الجيش المصري التي تحيط بميدان التحرير؛ وفي هذه الأثناء فان هذا يمر بهدوء، ومن يغضب، ينفس عن غضبه في تويتر"، منوهة أن "نحو 90 مليون مصري منشغلون بملاحقة سلة الغذاء اليومية، ويشتكون من ارتفاع أسعار بطاقات القطار السفلي (مترو الأنفاق) الذي ينقلهم إلى أماكن عملهم".
ثورة ميتة
وأكدت "يديعوت"، أنه من "المشوق ملاحظة الفوارق بين التقرير المنضبط في وسائل الإعلام المسيطر عليها في مصر وبين الصحافيين الغربيين الذين يأتون للدفاع عن الديمقراطية؛ فهؤلاء يجدون من الصواب التشديد على أن حظ مبارك لعب في صالحه جدا عندما أصبح تلميذه السيسي هو الرئيس".
وتابعت: "أما أولئك في المقابل فيجدون معنى خفيا في حقيقة أن مبارك هو آخر من أفرج عنهم؛ فكل فلول حكمه - وزراء، موظفون كانت لهم مناصب أساسية ورجال أعمال عرفوا كيف يربطوا بين المال والسلطة - سبق أن عادوا إلى بيوتهم، وبالمقابل، فان آلاف الثوار الذين ملؤوا الميدان، عالقون حتى اليوم في ظروف بائسة في السجون (النظام المصري)".
وبينت الصحيفة الإسرائيلية؛ أن "هذه بالضبط هي الرسالة التي ينطوي عليها الإفراج عن الرئيس مبارك.. فلم تعد توجد ثورة، وليس ثمة من يأخذ المسؤولية عن قتل مئات المتظاهرين".
وأضافت: "بعد قليل سيبدؤون بالحج إليه وهو سيكشف بعناية ما تراكم لديه في بطنه"، مؤكدة أن "ثورة التحرير حينما تكون شبه ميتة، فان مرسي (الرئيس المصري المعزول والمعتقل في سجون عبد الفتاح السيسي) و "الإخوان" هم فقط أعداء الدولة، وهنا يمكن للسيسي أن يسافر بهدوء إلى القمة العربية، ليواصل اللقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويبدأ بالاستعداد للانتخابات للولاية الرئاسية الثانية".