رأى سياسيون سوريون تحدثت إليهم "
عربي21"، أن تعثر الجولة الخامسة من
مفاوضات جنيف، يعكس حالة "عدم جدية الأطراف الدولية في التوصل إلى حل للقضية السورية"، دون اكتراث لحجم المأساة السورية على الأرض.
ورغم إعلان بعض أعضاء الوفود المشاركة عن توقف العملية التفاوضية، التي انطلقت في جنيف الخميس الماضي، فإن كثيرين يرون أنه "لا بديل عن المفاوضات السياسية".
وعزا عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري، محمد يحيى مكتبي، مرواحة المفاوضات الحالية في مكانها؛ إلى "الظروف الدولية التي لم تتهيأ بعد".
وقال مكتبي لـ"
عربي21"، إن الموقف الأمريكي يركز الآن على محاربة تنظيم الدولة، ما أدى إلى حالة من الفراغ في العملية السياسية. واعتبر أن هذا الفراغ أدى إلى زيادة معاناة المدنيين في
سوريا، مشيرا إلى تصاعد وتيرة عمليات التهجير القسري التي يمارسها النظام.
واستدرك مكتبي قائلا: "لكن في المقابل، فإن المعارك التي شنها الثوار في محيط دمشق، وشمال حماة، كانت رسالة واضحة تؤكد حق المعارضة في الدفاع عن نفسها وعن المدنيين"، وفق قوله.
كما أشار مكتبي إلى تأثير معركة الرقة على ما يجري في جنيف، معتبراً أن ما يجري في الرقة "تمهيد لتقاسم مناطق النفوذ".
وتعليقا على تصريح كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات، محمد صبرا، الثلاثاء، بأن العملية السياسية لتسوية النزاع السوري في جنيف؛ متوقفة، رأى رئيس "حركة الدبلوماسية الشعبية السورية"، بسام البني، أنه "تصريح تفاوضي لا أكثر".
وقال البني لـ"
عربي21"، من الدوحة: "دائما ما نجد في العمليات التفاوضية تصريحات من طرف وتصريحات مضادة من الطرف الآخر، في سبيل كسب بعض النقاط، وخصوصا عندما تستمر المفاوضات لفترات طويلة، بسبب استحالة الحسم العسكري في الحالة السورية".
وبناء على ذلك، استبعد البني توقف العملية التفاوضية، مضيفا: "لقد أثبتت الحرب السورية استحالة الحل العسكري حتى مع وجود روسيا، والمعسكر الغربي".
وبالمقابل، لم يستبعد البني الحديث عن تصعيد عسكري قادم في حال توقف المفاوضات في جولتها الحالية، وقال: "على مدى ست سنوات كانت توقعاتنا كسياسيين بالمجمل بعيدة عن الدقة، وفي حال حدث تصعيد عسكري فهو ضرب من الجنون، وتصرف غير مسؤول"، على حد تعبيره.
وتساءل البني: "أين سيذهب 8 ملايين سوري يسكنون دمشق في حال قررت المعارضة دخولها، وفي حال قرر النظام دخول المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ريف دمشق، إلى أين سيذهب سكانها أيضا؟"، على حد قوله.
من جانبه، قلل السياسي السوري المعارض، محمود الحمزة، من أهمية عملية المفاوضات برمتها، معتبرا أنها بمثابة "ذر رماد في العيون لحين نضج الطبخة السياسية الأمريكية"، على حد وصفه.
وأوضح الحمزة، في حديث لـ"
عربي21" من موسكو، أن الإدارة الأمريكية لم تستعد بعد لحسم المعركة سياسيا، مقابل عجز روسيا عن فرض حل في سوريا بمفردها، كما قال.
وأضاف: "لم تقدم روسيا حلا يكون ملبيا لمطالب الشعب السوري، ولهذا فشلت محادثات أستانا، وكل حلولها تتمحور بفرض رؤية بعض الشخصيات التي تدعي أنها من المعارضة".
وردا على سؤال "
عربي21"، عن البديل عن هذه المفاوضات، قال الحمزة :"لا بديل عن المفاوضات إلا المفاوضات؛ لكن بجدية، أي البدء بتطبيق مقرارات "جنيف1"، والبحث في تشكيل هيئة حكم انتقالي"، وفق قوله.