سخر كاتب
إسرائيلي يساري من سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى
الأمم المتحدة، نيكي هايلي، التي نالت إعجاب اليهود في "أيباك" و"إسرائيل"؛ لمواقفها المتطرفة، مؤكدا أنها تحاول تسويق "الوهم وتمارس التضليل".
الصداقة الوهمية
وقال الكاتب الإسرائيلي،
جدعون ليفي، في مقال له نشر اليوم بصحيفة "هآرتس" العبرية: "أيها اليهود، أدوا التحية لسفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي، أدوا التحية للكذب، أدوا التحية للواقع الوهمي، وافرحوا بالصداقة الوهمية مع إسرائيل، وإدارة الظهر للمجتمع الدولي".
وأضاف: "أدوا التحية للأكاذيب والأقوال المغطاة بابتسامة معجون الأسنان، أدوا التحية لهايلي ولأيباك، كم أنتم تلائمون بعضكم البعض، أنتم ملائمون لها، وهي ملائمة لكم، والقول والتفكير معا بأن هذه هي الحقيقة"، واصفا السفيرة هايلي بـ"نجمة الروك الخاصة باليهود، فأنتم تريدون رؤية إسرائيل والعالم هكذا، لكن العالم ليس هكذا، وإسرائيل بالتأكيد ليست هكذا، فتصفيقكم وهتافاتكم لها هو تصفيق وهتاف للكذب".
وأكد ليفي أن "ظهور هايلي في أيباك الأسبوع الماضي كان محرجا وعبثيا، وحتى في بلاد جميع الخيارات أيضا، فرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لم يكن ليتجرأ على الحديث هكذا، كما أن الوزير نفتالي بينيت كان سيضبط نفسه أكثر من ذلك، ويئير لبيد كان سيبدو أقل تصميما".
وتابع مستهزئا بالسفيرة الأمريكية هايلي: "سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دنون، ووداني ديان (رئيس المجلس الاستيطاني في الضفة الغربية)، لا حاجة إليهما، فلدينا الآن هايلي، سفيرة حكومة إسرائيل، الجناح المتطرف في الأمم المتحدة، فهناك أيضا السفير الأمريكي لدى إسرائيل دافيد فريدمان، يمكنه أن يبقى في الولايات المتحدة، وبكعب هايلي العالي يمكن ضرب كل من ينتقدون إسرائيل، مثلما وعدت".
تأييد الاحتلال
وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى الجهود التي بذلتها هايلي و"تفاخرت" بها من أجل إبعاد الفلسطيني سلام فياض (كان مرشحا ليكون مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا بدلا من مارتن كوبلر)، مؤكدا أن "هايلي اعترفت بأن إبعاد فياض تم فقط لأنه فلسطيني، ووقفت أيباك على قدميها، فمقاطعة الفلسطينيين هذا أمر مشروع حسب رأيها ورأيهم. وكحاكمة لجنوب كارولينا، كانت أول من سنت القوانين ضد الـ"بي.دي.أس"، وهذا أمر مخجل التفاخر به".
وتساءل ليفي: "لماذا تقوم هايلي بنشر كل هذا العمل الجيد من فوق رؤوسنا؟ وهي التي لم يسبق لها أن زارت إسرائيل، وبالتأكيد لم تقم بزيارة غزة، وسمعت عن الضفة الغربية فقط من قناة فوكس نيوز"، موضحا أنه كان يتوقع من ابنة "السيخ المهاجرين المزيد من الحساسية تجاه حقوق الإنسان، وليس ثقافة تأييد الاحتلال والكولونيالية".
وقال: "يبدو أن هايلي جاهلة، وتم غسل دماغها في كل ما يتعلق بما يحدث هنا وما حدث في السنوات المئة الماضية، وهي لا تعرف أي شيء عن الوضع الحالي في المنطقة، كما أنها من جعلت رئيسة لجنة الأمم المتحدة "إسكوا" (ريما خلف) تستقيل، بعد أن جاء في تقريرها الأخير أن هناك ابرتهايد (فصلا عنصريا) في إسرائيل"، متسائلا مجددا: "هل تعرف هايلي ما هو الأبرتهايد؟ وهل تعرف ما هي إسرائيل؟".
تقوم بالتضليل
"يوجد شريف جديد في المنطقة"، هكذا قالت هايلي، فصفق اليهود لها، وكأن الأمم المتحدة "حي إجرامي يجب تطهيره. ولكن هايلي أمريكية، ومن المسموح للأمريكيين أن يقولوا أي شيء"، بحسب ليفي الذي أكد أن "هايلي تقوم أيضا بالتضليل عندما تصور إسرائيل كضحية، وهي الدولة التي تم إنشاؤها بفضل الأمم المتحدة، وإسرائيل لا تحترم قرارات القانون الدولي أكثر من أي دولة أخرى، باستثناء كوريا الشمالية وروسيا"، وفق قوله.
وخاطب الكاتب الإسرائيلي السفيرة هايلي بقوله: "هل حقيقة أن هنالك حربا أهلية فظيعة في سوريا تسمح للسفيرة بأن تبرر الاحتلال الفظ منذ خمسين سنة؟ هل الحرب في اليمن تقلل من حقوق اللاجئ في غزة، وهل تقلل من حقه في العيش بحرية؟ هل حقيقة أن العراق يقصف من قبل دولتك التي تسمح بجرائم الحرب الأقل خطرا؟".
وأضاف: "لقد قامت هايلي بتشبيه قرار 2334 بالكارثة تقريبا، عندما تعهدت بأن الأمر لن يتكرر أبدا، ما الذي لن يتكرر؟ هل الولايات المتحدة لن تمتنع أبدا عن التصويت على القرار الذي يتحدث عن ما هو مفروغ منه، أي أن المستوطنات غير قانونية؟ هل قمت بقراءة القانون الدولي أيتها الحاكمة؟ وماذا ستقولين للفلسطينيين الذين تقرر مصيرهم إلى الأبد بسبب أشخاص مثلك؟".
"لقد أدى يهود أيباك التحية لكل ذلك، كما أنهم في إسرائيل أيدوا ذلك، ولكن هذا الهذيان هو الواقع الآن، يوجد الآن شريف جديد في المدينة، وعلينا تنفس الصعداء".
هكذا ختم الكاتب الإسرائيلي مقاله ساخرا من "أيباك" و"إسرائيل"؛ لتصفيقهما للسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة.