كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن الإمارات العربية المتحدة رتبت اجتماعا سريا في كانون الثاني/ يناير الماضي، بين مؤسس بلاك ووتر إيريك برنس وبين مسؤول روسي مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، في إطار جهودها لإقامة خط اتصال خلفي بين موسكو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتنقل الصحفية، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، عن مسؤولين عرب وأوروبيين قولهم إن الاجتماع عقد في الفترة 9 - 11 من كانون الثاني/ يناير في جزر سيشل في المحيط الهندي، أي قبل نحو تسعة أيام من تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وكشفت الصحيفة أنه بالرغم من أن جدول الأعمال ليس واضحا بشكل كبير، إلا أن الإمارات وافقت على التوسط في الاجتماع؛ لاستكشاف مدى قابلية روسيا للتخلي عن تحالفها مع إيران، خصوصا فيما يخص الشأن السوري وتدخلها هناك، وهو هدف إدارة ترامب، الذي من المرجح أن تطلب موسكو مقابله التنازل عن عقوبات.
وتوضح الصحيفة أنه على الرغم من أن برنس لم يكن له دور رسمي في حملة ترامب أو الفريق الانتقالي، إلا أنه قدم نفسه مبعوثا غير رسمي لترامب إلى الوفد الإماراتي رفيع المستوى الذي حضر الاجتماع المذكور.
وتكشف الصحيفة أن برنس كان أحد أهم مؤيدي ترامب. وقالت الصحيفة إنه وفقا للسجلات، فإن برنس ساهم بعد مؤتمر الحزب الجمهوري الكبير لترشيح أحد أعضائه لمنصب الرئاسة بمبلغ 250 ألف دولار لكل من حملة ترامب والحزب الجمهوري والمؤتمر الشعبي للحزب.
كما أشارت الصحيفة إلى أن لديه علاقات مع أشخاص في الدائرة المقربة لترامب، بما في ذلك ستيفن ك. بانون، الذي يشغل الآن منصب مساعد الرئيس دونالد ترامب وكبير الاستراتيجيين، كما أن شقيقة برينس، بيتسي ديفوس، تشغل منصب وزيرة التعليم في إدارة ترامب، فضلا عن مشاهدته في مكتب ترامب بنيويورك في كانون أول/ ديسمبر الماضي.
وقال مسؤولون أمريكيون إن مكتب التحقيقات الفدرالي يبحث في اجتماع سيشيل كجزء من تحقيق واسع بخصوص التدخل الروسي في انتخابات الولايات المتحدة عام 2016، والاتصالات المزعومة بين زميلي بوتين وترامب.
ورفض مكتب التحقيقات الفدرالي التعليق.
وأضافت الصحيفة أن لقاء سيشيل -الذي امتد ليومين- هو امتداد لشبكة واسعة من الاتصالات بين روسيا والأمريكيين الذين لديهم علاقات مع ترامب، وهي الاتصالات التي كان البيت الأبيض مترددا في الاعتراف بها أو الحديث عنها عندما واجهه الإعلام بذلك.
وقال شون سبيسر، السكرتير الصحفي للبيت الأبيض: "لسنا على علم بأي اجتماعات، وبرنس لم يكن له دور في المرحلة الانتقالية".
وعلق متحدث باسم برنس في بيان: "إيريك لم يكن له أي دور في الفريق الانتقالي لترامب. هذا تلفيق كامل".
وأضاف: "لم يكن للاجتماع أي علاقة بالرئيس ترامب"، متسائلا في الوقت ذاته: "لماذا تقوم المخابرات بمراقبة المواطنين الأمريكيين عندما يتعين عليهم ملاحقة الإرهابيين؟".
وتوضح الصحيفة أن اجتماع سيشيل جاء بعد مباحثات خاصة ومنفصلة في نيويورك، شارك فيها ممثلون رفيعو المستوى عن ترامب مع كل من موسكو والإمارات.
وكان البيت الأبيض اعترف سابقا بأن مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، بالإضافة إلى مستشاره وصهره جاريد كوشنر، كانا قد التقيا السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، سيرجي كيسلياك، في أواخر تشرين ثان/ نوفمبر، أو أوائل كانون أول/ ديسمبر في نيويورك.
وكشفت الصحيفة أن فلين وكوشنر شاركا بانون باجتماع منفصل مع ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي قام بزيارة -لم يكشف عنها- إلى نيويورك في أواخر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وقالت الصحيفة إنه "في اختراق للبروتوكول، لم تخطر أبوظبي إدارة أوباما قبل الزيارة، بالرغم من أن المسؤولين اكتشفوا أن اسم زايد ظهر في بيان الرحلة".
وقال المسؤولون إن "محمد بن زايد وشقيقه مستشار الأمن القومي في
الإمارات (طحنون بن زايد آل نهيان) نسقا اجتماع سيشيل مع الروس؛ لإقامة قناة اتصال غير رسمية بين
ترامب وبوتين.
وأوضحوا: "محمد بن زايد سعى لأن يكون مفيدا لكلا الزعيمين، اللذين تحدثا عن العمل معا بشكل وثيق".
وكشفت الصحيفة عن محاولة الإمارات "لزرع إسفين بين موسكو وطهران".