تغزّل المحلل السياسي الأمريكي،
فريد زكريا، بالضربة الأخيرة التي استهدفت مطار الشعيرات العسكري في حمص.
زكريا ورغم معارضته السابقة لدونالد
ترامب، إلا أنه أثنى على خطوته الأخيرة، مضيفا أن "المستشارين العسكريين قدموا له خطة تكتيكية رائعة".
وأضاف في حديث لـ"سي أن أن" أن "استهداف قاعدة جوية صغيرة، وتدميرها سيؤدي إلى تداعيات مادية ودبلوماسية صغيرة، ولكن الضربة لم تغير من وضع الأسد أو من وضع الفصائل المعارضة، وإن كانت الضربة قد أثرت على شيء فهو تشجيع فصائل كانت ستستسلم للأسد بمواصلة القتال، ولكن هذا يعني استمرار سفك الدماء".
واعتبر زكريا أن "هذه الضربة عاقبت نظاما اقترف جرائم حرب ضد شعبه وحافظت على الأعراف الدولية ضد السلاح الكيماوي وأنهت التقارب الغريب بين ترامب وفلاديمير بوتين".
وتابع: "الأهم من ذلك على ما يبدو هو أنها عكست حقائق بأن الرئيس الأمريكي لا يمكن أن يضع أمريكا أولا وحسب وأن عليه التحرك في سبيل مصالح وحسابات أوسع".
وتوقع فريد زكريا أن تكون الضربة الأخيرة "غيّرت استراتيجية ترامب تجاه
سوريا كليا".
زكريا قال إن الضربة أثارت تساؤلات مهمة، أبرزها "هل الولايات المتحدة الأمريكية منخرطة الآن بالحرب الأهلية السورية؟ وهل ستستخدم القوة العسكرية للإطاحة بالأسد؟ وهل ذلك سيساعد داعش والقاعدة اللذين يقاتلا بشار الأسد أيضا؟".
وكان فريد زكريا اعتبر الأحد، أن دونالد ترامب أصبح رئيسا للولايات المتحدة بعد الضربة التي وجهها لنظام الأسد.
وتابع بأن "ترامب عندما كان مرشحا قال إنه لن يتدخل أبدا في الحرب الأهلية السورية، بل وانتقد الرئيس أوباما حينها حول الحصول على تفويض من الكونغرس، وبدا أنه غير مهتم بما يجري في العالم".
فريد زكريا قال إن ترامب "استوعب الآن أن على رئيس الولايات المتحدة الأمريكية التدخل لفرض المعايير العالمية بالعالم، ولأول مرة بالفعل كرئيس تكلم عن المعايير والقوانين الدولية ودور أمريكا في فرض العدالة بالعالم".
ثناء فريد زكريا على ترامب يأتي بعد شهور طويلة من الهجوم عليه، وصفه خلالها بـ"البغيض والمبتذل"، واعتبر أنه "سرطان الديمقراطية الأمريكية".