رصد محللون
مصريون عدة مؤشرات قالوا إنها تسبق ما أسموه بـ"
الانقلاب المحتمل" ضد قائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، مؤكدين أن هناك جبهات داخل النظام غاضبة من أداء السيسي ومن حالة التردي السياسي والاقتصادي والأمني، وتسعى لحماية دولة العسكر ومكاسبهم الشخصية.
وذكر المحللون تسعة مؤشرات على التغيير الحاصل ضد السيسي داخل الجبهات الأهم في البلاد، والتي شاركت قبل 4 سنوات بطريقة أو أخرى في الانقلاب على الرئيس مرسي، وقدمت الدعم للسيسي، وهي كالتالي:
"الجهات السيادية"
ويري المحللون أن هناك دلائل على وجود جبهة داخل الجهات السيادية "المخابرات والأمن الوطني" ضد السيسي، مشيرين إلى وقائع تسريب المكالمات الصوتية لمدير مكتب السيسي عباس كامل.
"القضاء"
وعلل المحللون التغير داخل جبهة القضاة بالحرب الدائرة داخل أروقة القضاء حول مصرية جزيرتي "تيران وصنافير"، وإصرار الحكومة والبرلمان على تمرير قانون "السلطة القضائية" وتحديد سن معاش القضاة بستين عاما.
"الإعلام"
وظهر تذبذب في علاقة النظام والإعلام ابتداء من أزمة نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية العام الماضي، وحبس نقيب الصحفيين السابق يحيى قلاش، ثم إرسال موقع "الوطن" الموالي للسيسي رسالة عبر خدمة الرسائل الإخبارية عن وقوع انقلاب ضد السيسي، ثم مصادرة السلطات صحيفة "البوابة نيوز" المؤيدة للنظام والممولة من الإمارات، على مدار الاثنين والثلاثاء بعد مطالبتها بإقالة وزير الداخلية إثر تفجير كنيستي
طنطا والإسكندرية، الأحد.
"الأزهر"
وبدا الخلاف بين السيسي والأزهر وشيخه أحمد الطيب عبر سلسلة من المواقف والأحداث؛ أهمها موضوع "الطلاق الشفهي"، الذي طرحه السيسي ورفضه الأزهر، وآخر تلك المواقف إعلان السيسي عن تشكيل مجلس أعلى لمكافحة التطرف والإرهاب الأحد، في غياب شيخ الأزهر.
"الجيش"
ويتحدث بعض المحللين عن حديث داخل الجيش عن إعداد "البديل العسكري" للسيسي، وهو ما تأكد بعودة الفريق أحمد شفيق للظهور وقراره بالترشح للرئاسة المؤكد ترشح السيسي لها في 2018.
"الأقباط"
تكررت مواقف الغضب القبطي من السيسي مع استمرار التفجيرات ضد الكنيسة في عهده وما حدث لأقباط سيناء من عمليات تهجير قسري، وهو ما دفع الشباب القبطي للتظاهر والمطالبة برحيل السيسي.
"رجال الأعمال"
وعلى رأس تلك الجبهة القوية رجال أعمال مبارك، والملياردير نجيب ساويرس، الذي أعلن انتقاده للنظام وللسيسي أكثر من مرة، وذلك إلى جانب ضجر عدد غير قليل من رجال الأعمال بسبب سياسات السيسي.
"أنصار السيسي"
وعلى مدار الشهور الماضية بدأت جبهة أنصار السيسي أو ما يسمى بتكتل "30 يونيو"، في التقلص بخروج عدد من الأنصار وإعلانهم رفض سياسات السيسي علنا.
"قانون الطوارئ"
وإثر فرض السيسي قانون الطوارئ سيئ السمعة في مصر على خلفية تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية؛ اعتبره محللون خطوة من السيسي لحماية ظهره شخصيا ونظام حكمه ثانيا، مؤكدين أن الأحداث الأمنية لم تكن تستدعي انتشار الجيش أو إعلان الطوارئ.
نار تحت الرماد
وتحت عنوان "إشارات ما قبل انقلاب 2017"، قال الأكاديمي والمعارض المصري المقيم في أمريكا، عماد الوكيل، عبر صفحته بـ"فيسوك" الثلاثاء: "أرى من فترة إشارات وأحداثا ربما كانت لنار تحت الرماد لانقلاب جديد، وربما سُميت ثورة عند من يرتبها الآن".
وتابع الاستشاري والأستاذ بجامعة بوردو: "الانقلاب سيحدث كي يحمي دولة العسكر من الزوال"، مضيفا: "وللحفاظ على ما تبقى من ثروة ودولة داخل الدولة!".
وتوقع الوكيل أن "يبدأ الهجوم على السيسي في الأيام القليلة القادمة"، مؤكدا: "وسترى شخصيات كان من المستحيل أن تقترب من السيسي تهاجمه، وبعدها تتوالى الأحداث حتى الانقلاب أو ما قد يسموه ثورة".
وارد بشدة
وأكد الأكاديمي بجامعة سكاريا التركية، خيري عمر، أن احتمالات الانقلاب ضد السيسي واردة بشدة، معللا ذلك بوجود جبهات داخل نظام الانقلاب أغضبها أداء السيسي وأوصل البلاد لحالة التردي السياسي والاقتصادي والأمني، وأن تلك الجبهات تسعى من جانبها لحماية مكتسبات دولة العسكر ومكتسباتهم الشخصية من الزوال.
وفي حديثه لـ"
عربي21"، انتقد أستاذ العلوم السياسية، إعلان السيسي حالة الطوارئ في مصر إثر تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية الأحد، معتبرا أن قرار السيسي هو خطأ سياسي بالأساس، وقد يكون لحمايته هو شخصيا.
التحرك قبلهم
ويرى المحلل السياسي، عمرو خليفة، أن هناك من المحللين من يتحدث عن تدبير انقلاب في الكواليس ضد السيسي، وقال: "بالفعل هناك من يعتقد أن هناك تحركات خلف الكواليس". معتبرا "أنها إن وجدت؛ فهي تحركات رجعية هدفها حماية أصحاب السلطة الحقيقيين"، في إشارة إلى أركان النظام العسكري الذي يحكم البلاد.
وقال خليفة لـ"
عربي21"، إن "مصلحة الشعب المصري هي التحرك في الوقت السليم، وبوضوح رؤية"، مضيفا: "وبالتالي فإن ما يفعله هذا الفريق أو ذاك الفريق لا يعنينا إلا في شيء واحد: أن نكون في الشارع قبلهم".
كلام عبثي
وعلى جانب آخر، اختلف الباحث السياسي، ماهر فرغلي، مع تلك الرؤية، وقال: "لا أعتقد بوجود انقلاب يدبر في الكواليس"، مشيرا للصورة التي جمعت رئيس البرلمان علي عبد العال، ورئيس الأركان محمود حجازي، ووزير الدفاع صدقي صبحي؛ وهم يقفون خلف السيسي بعد ساعات من تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية.
وأضاف فرغلي لـ"
عربي21"، "أن تلك الصورة تعني الكثير، وكل من يراها لابد أن يعرف أن النظام موحد خلف السيسي"، وأوضح فرغلي أنه "عندما قرر قادة الجيش إزاحة مبارك من السلطة اجتمعوا بدونه".
وأقر فرغلي بوجود حالة غضب بين الأقباط بسبب تفجير الكنائس، وتبرم القضاة من قانون السلطة القضائية وتحديد سن القضاة، وظهور الفريق أحمد شفيق كمرشح رئاسي قد يكون بديلا للسيسي، إلا أنه عاد وأكد صعوبة احتمال الانقلاب ضد السيسي، وقال: "الأمور تسير بشكل طبيعي، بل تسير ناحية التأمين بشكل أكبر من العمليات الإرهابية".
وحول ما يثار من حديث حول رغبة جهات سيادية في تغيير رأس النظام للحفاظ على مكاسبها المالية والمادية وإخراج السيسي من المشهد؛ أكد فرغلي "أن كل هذا الكلام عبث"، معتبرا أنه "تحليل غير مبني على معلومات دقيقة".
لن يحدث
من جانبه أكد مدير مركز الدراسات الأمنية والسياسية، اللواء علاء بايزيد، أن "مصر لا زالت مستهدفة وبجانب حرب الإرهاب التي فرضت علينا؛ تمارس علينا حروب الجيل الخامس التي تعتمد على القوة الناعمة ممن يدعون بمثقفين ومحللين وحرب المعلومات بافتعال الأكاذيب وبث الشائعات وتأليب الشعب على مؤسساته وقيادته".
وقال بايزيد لـ"
عربي21"، إن "مصر تواجه الحصار الاقتصادي والسياحي والاستثماري والإرهابي، وتحاول دول إقليمية وعالمية الضغط من خلال الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الشعب لخلق حالة ثورية".
وأضاف أن "ذلك لن يحدث لأن مصر قوية، ولها رجال شرفاء من القوات المسلحة والشرطة بقيادة سياسية واعية".