وجه القائم بأعمال المرشد العام لجماعة
الإخوان المسلمين،
محمود عزت، رسالة إلى إخوان وثوار
مصر، قائلا إن "كل يوم يمضي يُثبت للعالم أجمع أن دعوتكم دعوة إنسانية، تنشد السلام لكل البشر، وتطلب الحرية لكل الناس، وترفض الظلم مطلقا، مهما كان مبرره من أي أحد على أي أحد في كل حال، وتقاوم الظالم ولو كان من ذوي القربي، وتنصر المظلوم ولو وقف منا موقف العداء".
وقال في بيان له الاثنين إن "صمودكم في وجه الانقلاب هو عين القوة، وحفاظكم على سلمية الثورة المصرية هو عين العقل ورأس الحكمة، وصيانتكم للوطن من الانزلاق إلى أتون الحرب الأهلية التي تأكل الأخضر واليابس هو عين الوطنية، وحرصكم على تماسك النسيج الوطني هو عين الثورية".
وأضاف: "لقد دفعتم ثمن ذلك ضريبة غالية من الدماء والأموال والاعتقالات، ولكنكم حافظتم بذلك على الوطن حتى يأتي اليوم الذي تتمكنون فيه بإذن الله من إعادة بنائه مع المخلصين من أبناء شعبكم على قواعد جديدة، من العدل والمرحمة والحرية والكرامة الإنسانية، حتى تكون خيرات الوطن لكل أبنائه وأجياله، وكلنا ثقة أن هذا اليوم آتٍ لا محالة بإذن الله، وسينعم الجميع بالحرية، ويشارك كل أبناء الوطن في بنائه، وينتفع كل أبناء الوطن بخيراته".
وتابع: "لقد تحملتم في أنفسكم مغارم كبيرة، وضحيتم تضحيات عظيمة لتدرأوا عن وطنكم وشعبكم مغارم أكبر ومخاطر أعظم؛ لقد فضلتم التضحية بالنفس على التضحية بالوطن؛ فلا تظنوا أن هذا الخيار الذي هداكم الله إليه ووفقكم للعمل به وأعانكم على تحمل تبعاته سيذهب هباء، أو أن هذه التضحيات ستذهب أدراج الرياح، والله.. ولكن الله تعالى له سنن غلابة، لا بد أن نتعرف إليها ولا نصادمها، ونستعين ببعضها على بعض".
وأكمل: "اعلموا أن معركتنا مع الانقلاب جزء من الصراع بين المشروع الإسلامي وأعدائه المحليين والإقليميين والدوليين، وأنها معركة الصبر الجميل والنفس الطويل والوعي والتوعية والعمل المتواصل".
وأكد "عزت" أن "أول العمل الثبات على الحق، وكثرة الذكر، ووحدة الصف. فكلّ منا على ثغر فلا تؤتى الأمة من قبَله؛ فإما صامدون وصابرون خلف الأسوار أو مرابطون في أوطاننا صادعون بالحق جامعون لشمل الأمة، لا نخشى في الله لومة لائم، داعون للخير مواسون للمظلومين، نؤثر على أنفسنا ولو كان بنا خصاصة".
واستطرد قائلا: "أما الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق فهم على ثغرة حتى حين، يدعون العالم أجمع إلى دعوة الحق والقوة والحرية، وأجمل ذلك في واجبين أساسيين (التوعية والتربية) وأعني بالتربية تربية الشعوب وتكوين الأمة".
وتابع: "أحيوا الأمل في قلوب من حولكم، فإن الله قادر على أن يكف أيدي الظالمين، وأن يأتيهم من حيث لم يحتسبوا، وأن يجعل تدميرهم في مكرهم، فيوشك الاستكبار الصهيوني والغرور الأمريكي والجشع الروسي والتفكك الأوروبي أن يقوّض أركان النظام العالمي؛ ذلك بيت العنكبوت الذى يحتمي به الظالمون من بني جلدتنا".
وأردف: "فتزودوا لهذا الطريق الطويل، وهذه الرحلة الشاقة بزاد الإيمان والتقوى، والصبر واليقين، والرضا والتوكل على الله تعالى، ولتكن ثقتكم في ما عند الله أكبر من ثقتكم في ما بين أيديكم، واعلموا أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، وأن النصر صبر ساعة".
واختتم "عزت" بقوله: "ثقوا بأن المستقبل للإسلام، وأن يوم الإسلام قادم، وأن الله لا يترك أولياءه لأعدائه، ولا يخذل من وثق به وتوكل عليه ورضي به ولاذ بحماه، وحافظوا على وحدتكم وتعاونكم مع المخلصين من أمتكم؛ فهي سر قوتكم وسبب صمودكم، وأساس نجاحكم".