فجأة أعلن مستشفى الثورة التعليمي في مدينة
البيضاء شرق
ليبيا، عن وصول ثلاث حالات انتحار، بينها امرأة تتجاوز الخمسين عاما، وشابان في العشرينيات من العمر، وإنقاذ أربع حالات حاول أصحابها
الانتحار.
وكانت محاولات الانتحار من الحالات السابقة إما بقطع الأوردة والشرايين، أو بالشنق، أو بتناول أدوية بكميات تحولها إلى سموم.
وحذرت وزارة الداخلية التابعة للحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني في مدينة البيضاء، السكان المحليين من لعبة ظهرت أخيرا وعرفت بين الشباب حديثي السن اسمها "
تشارلي"، واصفة الأمر بأنه يعرض الأمن القومي الليبي للخطر، بحجة أن شيطانا من المكسيك مستحضرا داخل هذه اللعبة يدفع من يقترب منها إلى الانتحار.
وشرحت داخلية الحكومة المؤقتة قواعد اللعبة، بأن ممارسيها مطلوب منهم وضع قلمين فوق بعضهما على شكل صليب في ورقة يُدون عليها من جهتين متقابلتين كلمتا (Yes وNo) ويستمر اللاعبون في مناداة "تشارلي" حتى يتحرك القلم بعد التلفظ ببعض الطلاسم والألفاظ الغريبة.
وأوضحت الداخلية في بيانها، أن الشباب صغار السن، تظهر عليهم أعراض قريبة من الأمراض النفسية، وذلك بعد التعود على لعب "تشارلي" بشكل يومي، مطالبة عموم الناس بالابتعاد عن كل ما حرمه الدين الإسلامي من ظواهر شاذة.
الخبرة القضائية تنفي
من جانبه استغرب مدير مركز الخبرة القضائية والبحوث، في مدينة البيضاء شرق ليبيا، عمر الحجازي، من ربط وزارة داخلية الحكومة المؤقتة، بين حالات الانتحار التي وصلت للمستشفى، وبين لعبة "تشارلي".
ونفى الحجازي علاقة اللعبة، بإقدام شباب صغار السن على اللعبة، واعدا بإجراء تحقيقات وإعلان النتائج في غضون أيام، ومعربا عن ثقته بانتهاء هذه الخزعبلات قريبا.
البرلمان يتدخل
ما أثير من ضجة حول لعبة "تشارلي"، دعا لجنة الأمن القومي والدفاع في مجلس النواب إلى مطالبة حكومة عبد الله الثني، بإجراء تحقيق عاجل وإعلان النتائج، وطمأنة الناس في شرق ليبيا.
وقال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان طلال الميهوب، في كتاب وجهه إلى حكومة الثني: "إن حالات الانتحار التي وصلت إلى ست، ونجاة أربعة آخرين حاولوا ذلك، هي بمثابة نوع جديد من الإرهاب، يجب كشفه وتوضيحه".
الحكومة تشكل
ومع تزايد هذه الضغوط، شكلت الحكومة المؤقتة لجنة مؤلفة من وزارات العمل والصحة والتعليم، والهيئة العامة للأوقاف، وهيئة الشؤون الاجتماعية، وهيئة الإعلام والثقافة، برئاسة مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، للتحقيق في هذه الظاهرة، للكشف عن أسبابها، وإعلان النتائج، في مدة لا تتجاوز الخمسة عشر يوما.
مواقع التواصل تسخر
رواد مواقع التواصل الاجتماعي الليبيين خاصة على "فيسبوك"، سخروا من إعلان حكومة البيضاء شرق ليبيا، أن لعبة على الإنترنت تهدد الأمن القومي في ليبيا، مستغربين من كل هذه الضجة.
وقال المدونون والنشطاء، إنها ليست المرة الأولى التي ترتفع فيها فجأة أعداد المنتحرين من فئات الشباب، فقد حدث ذلك في ليبيا في الفترة الواقعة بين سنة 1998 وسنة 2003، قبل ثورة شباط/ فبراير، أيام حكم العقيد الراحل معمر
القذافي للبلاد، بسبب الفقر واليأس والضغط الأمني والمجتمعي.
وطرحوا تساؤلا عن السبب الذي يدفع لعبة "تشارلي" وشيطانها المكسيكي إلى التركيز على مدينة البيضاء وحدها، أو الشرق الليبي، وترك غرب البلاد وجنوبها، دون اجتياح، ودفع الشباب فيهما للإقدام على قتل أنفسهم.