اختار حزب
العدالة والتنمية الانشغال بترتيبات المؤتمر القادم، بعد أزمة عمرت شهورا بين قياداته بسبب ظروف تشكيل حكومة العثماني، خلافا للتوقعات التي كانت تقول بأن الحزب سيذهب لحل مشاكله الداخلية قبل الحسم في مؤتمره.
وبعد أشهر من الصمت تجاه مطالب عقد المجلس الوطني للحزب (برلمان) لمناقشة ظروف تشكيل
الحكومة، قررت الأمانة العامة (الهيئة التنفيذية العليا) دعوة المجلس الوطني لمناقشة أوراق المؤتمر القادم.
الخلوة التنظيمية
وكشف قيادي في حزب العدالة والتنمية، أن اجتماع الخميس، "عرف تناول الوضعية السياسية العامة للبلاد والحزب أيضا، كما أن دعوة المجلس الوطني للانعقاد بشأن المؤتمر لا تلغي النقاش السياسي حول مسار الإصلاح في البلد".
اقرأ أيضا: ابن كيران: لا خيار للمغرب إلا الإصلاح ولا قداسة لمستشار الملك
وتابع مصدر "
عربي21" الذي طلب عدم الكشف عنه هويته: "لقد كان هناك رأي يقول بأن يتم نقاش جميع أوراق المؤتمر في لقاء واحد للمجلس الوطني، من ضمنها الورقة السياسية، لكن هذا المقترح تم تجاوزه لصالح دورة خاصة بعضوية المؤتمر على أن يتواصل النقاش بخصوص باقي الملفات".
وأضاف أن "نقاش وضعية الحزب ستخصص لها الأمانة العامة (خلوة تنظيمية) في القريب العاجل من أجل الحديث الصريح والهادئ بعيدا عن الضغط، بغية إزالة كثير من رواسب المرحلة الماضية التي أثرت بشكل سلبي على صورة الحزب".
واستطرد أن "المجلس الوطني المقبل سيناقش ورقة وحيدة هي عضوية المؤتمر، وأن هناك مجلسا وطنيا واحدا ـ على الأقل ـ سينعقد قبل المؤتمر ليحسم في باقي الأوراق، وهذا يعني أن النقاش مستمر في وضعية الحزب ومسار الإصلاح".
أزمة هوية حزب
من جهته اعتبر المهدي الإدريسي، الباحث في العلوم السياسية، أن "من الواضح أن حزب العدالة و التنمية اليوم في أزمة لم يسبق أن عاشها منذ تأسيسة حيث إن الأزمات السابقة كانت أزمات في مواجهة الخارج ولم تكن أزمات في البيت الداخلي".
وتابع الإدريسي في تصريح لـ"
عربي21": "أفترض أننا اليوم إزاء أزمة تعيد طرح هوية الحزب، هل هو حزب مواءمات وتوافق مع الدولة، ولعل هذ التصور هو ما يجسده تيار الشيوخ والوزراء داخل الحزب، وهناك تصور آخر ينادي بمقولة مغايرة هو أن هوية الحزب هي هوية للإصلاح ومحاربة الفساد وأن الحزب اليوم أضحى ملكا للمغاربة كلهم الذين صوتوا عليه".
وتساءل الباحث: "ما هي الفكرة التي ستنتصر؟ أعتقد أنه في خروج ابن كيران الأخير بعض خيوط الإجابة، حيث نجد أنه قد بصم على أن ابن كيران لا زال يمسك بمفاصل الحزب وأنه سيكون الرقم الصعب في المؤتمر الذي سيحدد وجهة الحزب في المرحلة القادمة" .
المجلس الوطني
وقال بلاغ لحزب العدالة والتنمية، إن الأمانة العامة للحزب قررت "دعوة المجلس الوطني للحزب للانعقاد في دورة استثنائية يوم السبت 15 تموز/ يوليوز الجاري تخصص للمصادقة على المشاريع الخاصة بالمؤتمر، وفي هذا الإطار كلفت الأمانة العامة اللجنة التحضيرية بإعداد مشروع مسطرة العضوية في المؤتمر يرفع إليها في اجتماعها الأسبوع المقبل قصد المصادقة عليه".
وشدد على أن موضوع المؤتمر الوطني الثامن للحزب استأثر بحيز وافر من أشغال الاجتماع، اعتبارا لقرار المؤتمر الوطني الاستثنائي للحزب المنعقد يوم 28 أيار/ مايو 2016 القاضي بعقد المؤتمر الوطني العادي قبل نهاية السنة الجارية.
وحمل البلاغ توقيع الأمين العام عبد الإله بن كيران الذي ترأس الاجتماع العادي للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية.
وتحدث في الاجتماع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الذي قدم عرضا بشأن مستجدات العمل الحكومي، ليعقبه تدخل أعضاء الأمانة العامة لمناقشة مستجدات الشأن الوطني وقضايا الحزب.