كشف نبيل
شعث، مستشار رئيس السلطة
الفلسطينية للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، الوضع الصحي لمحمود عباس، وأسباب رفضه مغادرة الضفة لإجراء فحوصات طبية.
وقال شعث، إن عباس لن يغادر رام الله في الوقت الحالي، بسبب تجميده كافة الاتصالات مع
إسرائيل، إثر إجراءاتها الأخيرة بحق المسجد الأقصى.
جاء ذلك في حوار أجراه معه مراسل وكالة "الأناضول"، في مكتبه بمقر الرئاسة الفلسطينية (المقاطعة) بمدينة رام الله، وسط
الضفة الغربية.
وقال شعث: "الرئيس قال: تجميد كافة أشكال الاتصالات وعلى رأسها التنسيق الأمني، إلى أجل غير مسمى".
وأضاف: "ندرس كل الأمور، هم فتحوا الأبواب في المسجد الأقصى، لكنهم كل يوم يغلقونها ويعيدون فتحها كيفما يريدون، نحن لن نسارع في اتخاذ قرار بوقف التجميد".
وأوضح شعث أن "السفر خارج الضفة الغربية يحتاج إلى أذونات من الجانب الإسرائيلي، الرئيس (عباس) فضل إجراء فحوصات طبية في رام الله".
إقرأ أيضا: سيناريوهات إسرائيلية لما بعد رحيل عباس.. ما هي؟
والسبت الماضي، أجرى عباس، فحوصات طبية "دورية"، في المستشفى الاستشاري العربي (خاص)، قرب رام الله.
وأضاف شعث:" خروج الرئيس لأي بلد يحتاج إلى تنسيق مع إسرائيل، وهو لا يريد ذلك".
واستطرد قائلا: "لن يكون هناك أي جولة للرئيس خارج الضفة الغربية لذات السبب".
وبيّن المسؤول الفلسطيني، أن عباس يتمتع بصحة جيدة، ويمارس عمله كالمعتاد من مكتبه.
وأعلن الرئيس الفلسطيني، الخميس الماضي، عن استمرار قرار تجميد الاتصالات مع إسرائيل، والذي اتخذته السلطة الفلسطينية، ردا على القيود الإسرائيلية بمحيط المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة.
وفي 16 تموز/ يوليو الجاري، اتخذت إسرائيل إجراءات أمنية لفحص المصلين في محيط المسجد الأقصى، اعتبرها الفلسطينيون محاولة لفرض سيادة إسرائيلية على المسجد، وأعلنت السلطة الفلسطينية، الأحد قبل الماضي، تجميد كافة اتصالاتها، بما فيها التنسيق الأمني، مع الجانب الإسرائيلي.
ووصف شعث، أحداث مدينة القدس الأخيرة، بأنها "معركة باسلة خاضها الشعب الفلسطيني مدعوما من قيادته".
وأردف: "كانت معركة فيها مميزات عددية، أولها وحدة للشعب الفلسطيني بالكامل، مسيحيين ومسلمين، رجالا ونساء، بأفكار سياسية مختلفة، الكل وحدة واحدة تماسكوا واستعدوا للتضحية والمواجهة".
وتابع شعث بأنه "كان هناك استخدام لسلاح مهم ومناسب، وهو الاعتصام والصلاة على الرصيف، كل ذلك وضع الإسرائيلي في مأزق".
ورأى أن موقف القيادة الفلسطينية "الجريء"، بتجميد الاتصالات كافة مع إسرائيل، وتحركها على كافة المستويات، كان له أثر كبير في "تحقيق الانتصار بالقدس"، حيث إنه "زاد من عزيمة المناضلين".
ولفت إلى أن ما حدث في القدس كان انتصارا في جولة واحدة، مضيفا أن "المعركة مستمرة مع الاحتلال".
إقرأ أيضا: عباس يخضع لفحوص "بالقلب" ويغادر المستشفى
وعبّر "شعث" عن أمله في أن يكون ما جرى في مدينة القدس، بمثابة "جرس إنذار للعالم العربي والإسلامي لحماية الأقصى من المخاطر التي تتهدده".
وعن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الأمريكية، لإحياء عملية السلام، أشار إلى أنها لم تقدم حتى الآن أي مبادرة مهمة.
وواصل شعث حديثه: "حتى الآن لا أرى أي شيء مهم، أو حتى بنصف الأهمية، الجانب الأمريكي ما زال يدرس ولم يقدم شيئا، بينما تسعى الحكومة الإسرائيلية لفرض حقائق على الأرض".
وبين أن "ممارسات رئيس الحكومة الإسرائيلية (بنيامين نتنياهو) تؤكد أنه لا يريد السلام، وما يقوم به نابع من ثلاثة عوامل: أولها الضعف العربي، وانشغال الإدارة الأمريكية بدراسة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والوضع الداخلي في إسرائيل والقضايا التي تلاحق رئيس الحكومة، محاولا الهروب منها لصناعة بطولة على حساب المسجد الأقصى".
وعبّر شعث عن استيائه من الموقف الأمريكي، تجاه ما يجري في المسجد الأقصى، قائلا:" لم نسمع من الولايات المتحدة موقفا تجاه ما جرى في القدس".
وأضاف:" الموقف الأمريكي كان سيئا للغاية، طالبوا بوقف العنف، هم يقصدون نحن الضحية ولم يقصدوا العنف الإسرائيلي".
وتسعى الإدارة الأمريكية لإعادة إحياء عملية السلام المتوقفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ نيسان/ أبريل 2014، حيث يزور مبعوث الرئيس الأمريكي جيسون غرينبلات القدس ورام الله بين الفينة والأخرى، محاولا تقريب وجهات النظر.
وبشأن المصالحة الفلسطينية الداخلية، دعا مستشار الرئيس الفلسطيني، حركة "حماس" إلى "التراجع عن الانقسام لتحقيق الوحدة الفلسطينية".
وقال: "يجب تحقيق الوحدة انتصارا للأقصى، وعلى حماس التخلي عن حكم قطاع غزة وأن تسمح لحكومة الوفاق بممارسة عملها والذهاب إلى انتخابات والبدء بإعادة الاعمار".
وأضاف شعث: "ما زلنا ننتظر الخطوة من حركة حماس بفارغ الصبر، يجب أن نرتقي من الانقسام للوحدة".
وتابع:" نقول لحركة حماس افتحوا الباب يأتي الجواب، عليكم السماح لحكومة الوفاق بممارسة عملها، لا يوجد أي خلافات، كل الأمور تم التوافق عليها، حماس مطلوب منها أن تقوم بالخطوة الأولى".
وعن العلاقة بين "حماس" والقيادي المفصول في حركة فتح "محمد دحلان" قال:" مشكلتنا مع حركة حماس، وهي تستطيع غدا الاستجابة لدعوة الرئيس وتنهي الانقسام، لا أريد تفاصيل أخرى، هي المسؤولة عن غزة فقط".
وبشأن مشاركة "دحلان" في جلسة للمجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) في غزة قال شعث:" كل ذلك يضيّع الوقت ويشتت الجهود، يجب أن نرتقي نصرة للقدس والأقصى، وبعد ذلك من اجتمع ومع من، لا يهم، ما يهم أن هناك عنصرين مهمين: حكومة في الضفة الغربية تتبع الرئيس عباس، وحكومة الأمر الواقع في غزة وتتبع حركة حماس وبيدهم المفتاح، ونحن جاهزون".
وشدد شعث في نهاية الحوار، على "عمق العلاقة الفلسطينية المصرية"، رغم ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام من تقارير تفيد بوجود توتر كبير بين الجانبين.
وقال: "نحن مع أي خطوة من شأنها تسهيل حياة الناس في قطاع غزة، لا يهم من يفتح معبر رفح، المهم من يفتحه أن يفتح بابا لرام الله لإنهاء الانقسام، ولا يجب استخدام فتحه لتعميق الانقسام".