يفتح قرار الحكومة
الإسرائيلية، الشروع في إجراءات إغلاق مكتب
الجزيرة في القدس، السؤال حول مدى تقاطع أهداف الدول الأربع المحاصرة لقطر مع تل أبيب. بحسب محلل فلسطيني، يمكن تأريخ هذا اليوم بأنه يوم الإعلان عن "التحالف السني الإسرائيلي" ضد
قطر وحركة حماس.
حليف الدول الأربع
وأعلن وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا، الأحد، أن حكومته "تعتزم إلغاء اعتماد صحفيي قناة الجزيرة الفضائية وإغلاق مكتبها في إسرائيل"، مستندا في مسعاه إلى "قيام دول عربية سنية معتدلة بإغلاق مكاتب الجزيرة لديها"، كما قال.
ورأى الخبير
الإعلامي والمحلل السياسي نشأت الأقطش؛ أن "إسرائيل بشروعها في إجراءات إغلاق مكتب الجزيرة، تعلن انضمامها للدول الأربع التي تحاصر دولة قطر وقناة الجزيرة"، مضيفا: "مع علمنا أن إسرائيل هي حليف للدول الأربع (السعودية، البحرين، الإمارات، مصر)، ولغيرها من الدول التي تحاصر الدوحة ولم تعلن عن نفسها بعد".
وقال في حديث خاص لـ"
عربي21": "تستطيع أن تؤرخ أن هذا اليوم هو يوم الكشف والإعلان عن التحالف السني الإسرائيلي ضد قطر وحركة حماس وإيران".
ونوه الأقطش إلى أن "الحرب على قناة الجزيرة القطرية ليست وليدة اليوم، بل بدأت من خلال أربع مراحل، ومنذ اليوم الأول لانطلاقة الجزيرة، حيث بدأ الهجوم عليها"، موضحا أن "الأنظمة العربية استاءت من وجود قناة الجزيرة؛ لأنها عملت على رفع سقف الحريات، وفجرت وعي المواطنين وتحدثت عن قضايا كانت من المحرمات"، كما قال.
وأضاف: "بدأت الحرب الدبلوماسية منذ أول يوم للجزيرة؛ بإغلاق قنصليات وسحب سفراء"، منوها إلى أن "هذا الضغط الدبلوماسي عندما لم يفلح بدأت المرحلة الثانية من الحرب على الجزيرة، وأخذت شكلا مختلفا، حيث عملت على تقليد الجزيرة، فأنشئت عشرات الفضائيات بعشرات المليارات من الدولارات بهدف إبعاد المواطن العربي عن الجزيرة".
تشويه صورة قطر
وأوضح الخبير الإعلامي أن "المواطن استطاع أن يشاهد الفرق، وعليه لم يفلح سلاح التقليد في حربهم على الجزيرة، فشرعت الجهات التي تقود تلك الحرب في المرحلة الثالثة باستخدام التشويه ضد قطر والجزيرة".
وتابع: "انطلقت هذه المرحلة بشكل عنيف؛ من خلال تحالف تلك الأنظمة ووسائل إعلامها وبعض الكتاب والصحفيين والمؤسسات الإعلامية التابعة لها، وأصبح أمير قطر بالنسبة لهم هو من يخلق المشاكل في العالم الثالث، وأصبحت القاعدة الأمريكية في قطر وكأنها الوحيدة، رغم أن القواعد الأمريكية تتوزع في 130 دولة في العالم".
اقرأ أيضا : شخصيات إماراتية وسعودية تحتفي بقرار إسرائيل غلق "الجزيرة"
ولفت الأقطش إلى أن من بين المواضيع التي "ركزت عليه حرب التشويه، هي القاعدة الأمريكية ومكتب التمثيل الإسرائيلي بالدوحة"، مؤكدا أن "هذه الحملة تمكنت من خلق وعي وهمي مزيف لدى الإنسان العادي، مع العلم أن هناك نحو ألف قاعدة أمريكية في العالم، منها، تسع في السعودية وقواعد أخرى في الأردن ومصر والبحرين"، وفق قوله.
وأكد الخبير، أن "جميع المراحل الثلاثة السابقة فشلت، واليوم نشهد المرحلة الرابعة من تلك الحرب على الجزيرة ودولة قطر، والتي تقودها الدول الأربعة ومعها إسرائيل"، مضيفا: "إسرائيل تقود تحالف الحرب على قطر والجزيرة منذ البداية، لكنها أرادت أن تقول أنها ستغلق مكتب الجزيرة كما أغلقتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر".
جدوى قرار الاحتلال
ورأى أن هذا يدل على "بداية تحالف حقيقي وعلني، بين هذه الأنظمة العربية وإسرائيل ضد مشروع الجزيرة الذي فضح الاحتلال الإسرائيلي والأنظمة الديكتاتورية"، متسائلا: "لماذا ينضم لهذه الحرب هذا العدد من الكتاب والصحفيين، وكأنهم جوقة تعزف ذات النوتة الموسيقية؟"، ليجيب: "لأن الأموال السعودية والإمارتية سخرت لهذا الغرض"، وفق تقديره.
ونوه الأقطش إلى أن "إسرائيل كانت بحاجة للاستناد في قرارها بالشروع في إجراءات إغلاق مكتب الجزيرة للدول العربية السنية التي أغلقت مكاتب القناة لديها"، موضحا أن "إسرائيل وإن كانت دولة احتلال وقمع، إلا أنها محكومة بنظام، وبالتالي هي بحاجة لمبررات أمام المؤسسات الإسرائيلية؛ لأن الجزيرة لم تخالف أي قانون، وتعتمد نشر معلومات موثوقة، لكنها مزعجة".
وحول جدوى القرار الإسرائيلي في تطويق عمل قناة الجزيرة، قال الخبير الإعلامي: "من الغباء محاولة محاصرة الجزيرة في هذا العصر المفتوح؛ لأن 86 في المئة من المواطنين يعلمون عن الأخبار التي تبثها الجزيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وليس عبر الشاشة".
ورجح الأقطش، أن تزداد شعبية الجزيرة "وتعود لما كانت عليه في عام 2007، عندما وصلت شعبيتها 80 في المئة لدى الجمهور العربي"، منوها أن "الجماهير التي زيف وعيها، ستعود وتؤمن بالجزيرة من جديد وتقتنع بما تقوله"، وفق تقديره.