يمثل قضاء
الحويجة الواقع في محافظة كركوك في شمال
العراق، الذي أعلنت القوات العراقية الجمعة بدء المرحلة الثانية من الهجوم لاستعادته، أحد آخر معقلين لتنظيم الدولة في البلاد، إلى جانب مدينة القائم.
الموقع والسكان
تقع الحويجة على بعد حوالي 230 كيلومترا شمال بغداد، وإلى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل، ويسكنها حوالي 70 ألف نسمة يمثلون غالبية مطلقة من العرب السنة الذين ينتمون بصورة رئيسة إلى عشائر العبيد والجبور والنعيم.
ويشكل قضاء الحويجة والمناطق الواقعة في محيطه المصدر الرئيس للمنتجات الزراعية في محافظة كركوك المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان، ويشتهر خصوصا بزراعة الحنطة والشعير والذرة.
والحويجة من المناطق غير المستقرة أمنيا منذ سنوات، بسبب التوترات الطائفية. ففي نيسان/ أبريل 2013، شهدت مقتل أكثر من 50 شخصا خلال حملة نفذتها القوات الأمنية ضد مناهضين للحكومة.
ووقعت في الحويجة أعمال عنف متلاحقة خلال السنوات التي أعقبت سقوط النظام السابق عام 2003، وبلغت ذروتها خلال الأعوام الثلاثة الماضية بعد سيطرة
تنظيم الدولة على ثلث مساحة البلاد عام 2014.
موقع متنازع عليه
ويقع قضاء الحويجة في محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي ويحدها من الجانب الشمالي الشرقي.
وسيطرت قوات البشمركة الكردية التابعة لحكومة إقليم كردستان على مناطق واسعة في محافظة كركوك كانت تحت سيطرة الحكومة المركزية، في خضم الفوضى التي تلت هجمات تنظيم الدولة عام 2014.
وتعارض قوات الحشد الشعبي، الفصائل ذات الغالبية الشيعية المدعومة من إيران التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، أي محاولة لفصل كركوك عن سيطرة الحكومة المركزية.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 21 أيلول/ سبتمبر "انطلاق المرحلة الأولى من عملية تحرير الحويجة".
وجاء ذلك بعد أقل من شهر من إعلان السلطات العراقية استعادة كامل محافظة نينوى في شمال العراق حيث مدينة الموصل وقضاء تلعفر، اللذين كانا أبرز معاقل تنظيم الدولة في العراق.
اقرأ أيضا: العراق يعلن بدء المرحلة الثانية من عملية استعادة "الحويجة"
وتأتي المرحلة الثانية من الهجوم على الحويجة التي أعلنت الجمعة بعد أيام من الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان الذي أثار غضب بغداد، وتسبب بتوتر كبير بينها وبين السلطات الكردية في أربيل.
الأهمية الاستراتيجية
وفي حال استعادة القوات العراقية الحويجة، سيقتصر وجود تنظيم الدولة في البلاد على قضاء القائم على الحدود العراقية السورية، حيث يتعرض التنظيم في الجهة الثانية من الحدود لهجومين عنيفين، الأول تخوضه قوات النظام السوري والثاني قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن.
وتقع الحويجة بين طريقين رئيسين يصلان بغداد بمحافظة نينوى الواقعة في الشمال الغربي للبلاد، وبإقليم كردستان في شمال شرق العراق.
وستمثل استعادة الحويجة نهاية تنظيم الدولة في شمال وشمال شرق العراق.