في أول تصريح إعلامي له منذ اختياره الأسبوع الماضي رئيسا مشتركا لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في
سوريا (PYD) خلفا للسياسي صالح مسلم، رحب شاهوز حسن بتصريحات وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم؛ عن استعداد النظام للتفاوض مع
الأكراد الذين يريدون
الإدارة الذاتية، واصفا إياها بالتصريحات "الإيجابية".
وتم اختيار حسن مع عائشة حسو كرئيسين مشتركين للحزب، خلفا لصالح وآسيا عبد الله خلال مؤتمر للحزب عقد في مدينة رميلان، بمحافظة الحسكة، في 28 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وكان وزير خارجية النظام قد قال لقناة روسية تلفزيوينة قبل أيام؛ إن "السوريين الأكراد يريدون شكلا من أشكال الإدارة الذاتية ضمن حدود الجمهورية العربية السورية، وعندما ننتهي من القضاء على داعش يمكن أن نجلس ونتفاهم على صيغة للمستقبل"، على حد قوله.
وشاهوز حسن المتحدر من محافظة الحسكة، هو قيادي عسكري في حزب
العمال الكردستاني التركي (بي كا كا)، وقاتل في صفوفه في تركيا وإيران، وعاد مع اندلاع الثورة السورية ليقود إعلام حركة المجتمع الديمقراطي الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي.
ويرى مراقبون أن تعيين شاهوز حسن ذي الخلفية العسكرية الطويلة، بدلا عن مسلم ذي الخلفية السياسية المدنية، يأتي في إطار استعداد حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يقود قوات سوريا الديمقراطية؛ لمرحلة جني المكاسب، مع قرب الإعلان عن القضاء على تنظيم الدولة في سوريا، واحتمالات حل سياسي قريب. بينما يرى آخرون، أن السبب الرئيسي في اختيار حسن لرئاسة الحزب في هذه المرحلة بما تمثله هذه الخطوة من تحول؛ هو التأهب من الاتحاد الديمقراطي للدخول في مواجهات عسكرية مع أعداء جدد، بمن فيهم النظام السوري، وذلك بعد مضي الحزب في مشروعه الفيدرالي وفرضه بقوة السلاح، وجعله أمرا واقعا من خلال تنظيم انتخابات؛ اعتبرت بمثابة الخطوة الأولى من نوعها للأكراد لتأسيس الفيدرالية في سوريا.
من جانبه، رأى الناشط السياسي فواز المفلح؛ في تعيين شاهوز حسن على رأس حزب الاتحاد الديمقراطي، إعلانا من الحزب عن وضع المشروع الفيدرالي الموازي الخاص به على مائدة التنفيذ، بعد أن أخذ الحزب الضوء الأخضر الأمريكي عليه.
وعن الأهداف الجديدة للرئيس الجديد للحزب، قال المفلح لـ"
عربي21": "باهوز شخص غير عادي لمرحلة غير عادية"، لافتا إلى أن الخطوة السياسية هذه مرتبطة بزيادة تدفق كميات السلاح من الولايات المتحدة للاتحاد الديمقراطي.
وأوضح المفلح؛ أن الكميات الكبيرة من السلاح التي تصل تباعا لقاعدة "خراب عشق" العسكرية القريبة من مدينة عين العرب (كوباني)، "كميات ضخمة، وتتعدى حجة محاربة تنظيم الدولة"، كما قال.
وزاد في هذا الصدد: "ما بعد استعادة مدينة الرقة ليس كما قبله، والأيام القادمة ستثبت صحة هذه الفرضية".
بدوره، أشار مصدر كردي، على معرفة بشخصية شاهوز حسن، إلى أن الأخير يعتبر من الوجوه القيادية البارزة في جبال قنديل (معقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق)، مشيرا إلى "تعصبه القومي الزائد للقضية الكردية".
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"
عربي21": "الشعور العام في حزب الاتحاد الديمقراطي هو شعور بالنصر، ولذلك يلجأ الحزب إلى ترتيب بيته الداخلي لأمرين، الأول لتأمين نخب وقيادات ورموز مختلفة تماما عن القيادات السابقة، والثاني لخلق وجوه قادرة على قيادة عمليات التفاوض التي ستجري سواء مع النظام أو مع قيادة إقليم كردستان العراق".
واستطرد المصدر قائلا: "أي انتقال في الهيكلة الحالية، إنما يعبر عن مرحلة جديدة باستحقاقات جديدة؛ لأن البئية الدولية لن تعطي الفدرالية بهذه السهولة، وإنما ستتركها وسيلة للابتزاز أكثر فأكثر، كما فعلت أمريكا مع كردستان العراق، فأمريكا كانت قادرة على منح الإقليم الاستقلال منذ العام 2003، لكنها فضلت أن تتعامل مع قيادة الإقليم على النحو الذي نشاهده للآن".
من جانب آخر، رفض المصدر الحديث عن تخلي الحزب عن خدمات صالح مسلم، وقال في هذا الصدد: "قيادة الحزب تسعى إلى تحويل صالح مسلم لمرجعية كردية سورية تقارب سياسيا لا فكريا؛ عبد الله أوجلان"، على حد قوله.