حرم آلاف الطلاب من فرصة الالتحاق بالمدارس بشكل منتظم جنوب
سوريا، نتيجة تعدد المناهج الدراسية بحسب خارطة السيطرة، واعتماد قوات النظام وداعميه سلاح التهجير القسري واستهداف المنشآت
التعليمية، إلا أن حرص الأهالي على تعليم أبنائهم، وضعهم أمام خيار إرسالهم لمدارس المناطق التي يسكنونها أو الانتقال لمناطق أكثر استقرارا.
وفي إطار البحث حول واقع التعليم هذا العام، قال المدرس حسام الزعبي لـ"
عربي21": "أدى غياب المناهج التعليمية للمعارضة عن محافظة
درعا، وعدم قدرتها على انتزاع الاعتراف الإقليمي والدولي بما تصدره من شهادات؛ للالتزام بالمناهج الدراسية الحكومية، مع تجاوز عدد من المواد التي تمجد النظام وتقدم معلومات مغلوطة عن تاريخه كمادة التربية القومية، إضافة لحذف بعض الدروس المبتذلة التي طرأت على المناهج الدراسية هذا العام".
وبرر الزعبي ذلك قائلا: "ما يمرره النظام من أفكار في مناهجه التعليمية من الممكن تجاوزه وتصحيحه لاحقا، ويبقى أقل ضررا من عدم حصول الطالب على فرصته الكاملة في التعليم، فاستكمال الدراسة الجامعية المعترف بها من جميع الدول هو ضرورة ملحة فشلت المعارضة في توفيرها حتى الآن"، كما قال.
وأردف الزعبي قائلا: "بينما يجبر الطلاب في المناطق التي يسيطر عليها النظام على تلقي كافة المواد الدراسية المفروضة بحسب رؤية النظام، كانت المفاجأة الأكبر هذا العام افتتاح بعض
المدارس بحي درعا المحطة (الخاضع لسيطرة النظام) بمدينة درعا؛ بحضور عدد من الضباط الروس، ورفع الأعلام الروسية إلى جانب أعلام النظام، وتعليق صور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب صور بشار الأسد على مداخلها، في مشهد جسد حالة الخضوع المطلق للاحتلال الروسي".
إلا أن الأمور تزداد سوءا في منطقة حوض اليرموك، الواقعة تحت سيطرة مجموعات موالية لتنظيم الدولة، فقد اتخذت هذه المجموعات قرارا بمنع ذهاب البنات إلى المدارس إلا بعد ارتداء النقاب، كما تم إغلاق كافة المدارس منتصف الشهر الفائت، بحجة أنها تدرس العلم الكفري، وأنه لا بد من استبدالها بمناهج شرعية تتوافق مع منهج ورؤية التنظيم.
من جانبه، أكد مصدر خاص من داخل بلدة تسيل، في محافظة درعا، لـ"
عربي21"، أن عناصر التنظيم وزعوا نشرات دعوا الأهالي من خلالها لإرسال أبنائهم إلى المدارس التي افتتحها التنظيم بداية العام الحالي، والالتحاق بالدورات الشرعية التي تعلم الأطفال منهاجا خاصا مشابها للمنهاج المعتمد في مناطق سيطرته في شمال سوريا والعراق.
وأكد المصدر أن تلك الدعوات قوبلت بالرفض، حيث خرج العشرات من الطلاب والمعلمين من أبناء بلدة تسيل بمظاهرة يوم 25 أيلول /سبتمبر الفائت، ردا على إغلاق المدارس، وطالبوا بإعادة فتح المدارس التي يستخدمها التنظيم كمقرات عسكرية، وإعادة تدريس المنهاج الدراسي القديم الذي تم إلغاؤه واستبداله.
وأضاف المصدر أن دوريات الحسبة التابعة للتنظيم فضت تلك المظاهرة بالقوة، واحتجزت مديري المدارس لفترة وجيزة، وحذرتهم من محاولة فتحها دون إذنها، بحسب المصدر.