أعادت حادثة وفاة رضيعة في الغوطة الشرقية بسبب سوء التغذية؛ التذكير بنتائج الحصار المفروض على المنطقة، والذي يؤثر بشكل خاص على الأطفال دون ستة أشهر، رغم أن المنطقة مشمولة باتفاق "خفض التصعيد".
وأظهر مسح طبي في الغوطة الشرقية أن قسما كبيرا من الأطفال الرضع يعانون من نقص وزن شديد، وهم بحاجة إلى حليب صناعي، وفق معايير تعتمدها منظمة الصحة العالمية.
وبحسب نتيجة المسح الذي اطلعت "عربي21" على نتائجه، مئات الرضع بحاجة إلى حليب صناعي يمنع النظام السوري إدخاله.
وكانت مصادر طبية قد كشفت عن وفاة الرضيعة، سحر ضفدع، البالغة من العمر 33 يوما، الأحد في مدينة كفربطنا بالغوطة الشرقية، بسبب حالة سوء التغذية التي لازمتها منذ لحظة ولادتها.
وأشارت المصادر إلى حالة العجز الشديدة الذي يعاني منها القطاع الصحي في الغوطة الشرقية جراء الحصار المطبق الذي يفرضه النظام على المنطقة، وإغلاق الأخير لمعبر مخيم الوافدين منذ أكثر من شهرين بعد سيطرته على مناطق شرقي العاصمة، من بينها القابون وحي برزة.
اقرأ أيضا: صور صادمة لرضيعة سورية تجتاح مواقع التواصل (شاهد)
وبيّن الطبيب إسماعيل، المسؤول في مركز الحكيم للرعاية الصحية في الفوطة الشرقية، أن معالجة سوء التغذية تعتمد بشكل أساسي على الحليب والزبدة العلاجية والتكميلية والوقائية، "لكن هذه المواد غير موجودة بسبب الحصار".
وقال لـ"عربي21": "حاجة الغوطة الشرقية الشهرية لعلاج سوء التغذية تقدر بحوالي 600 طرد من هذه المواد (الحليب، الزبدة)، بينما لم يسمح النظام بدخول سوى 10 في المئة من هذه الكمية، علما أنه خلال الشهرين الماضيين لم يدخل شيء منها".
وفي محاولة من المركز للاستعاضة عن هذه المواد، يقوم وغيره من المراكز الصحية؛ بتركيب بعض الأغذية البديلة التي تتوفر مكوناتها في السوق المحلية، سواء عن طريق الإنتاج المحلي أو التهريب من مناطق النظام عبر الأنفاق.
وفي السياق ذاته، أكد الطبيب المتواجد في الغوطة الشرقية أن حالات سوء التغذية في الغوطة الشرقية في زيادة، محذرا من زيادة الوفيات فيما بين الأطفال.
وإلى جانب ذلك، يعاني سكان الغوطة الشرقية المقدر عددهم بنحو 400 ألف نسمة؛ من ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية، والتي من أهمها الخبز، وسط اتهامات محلية للتجار باحكتار المواد ورفع أسعارها بشكل "جنوني".
وفي هذا الصدد، وصف المسؤول الإعلامي في مكتب جوبر الإعلامي، محمد أبو اليمان، الأوضاع الإنسانية في الغوطة الشرقية وفي المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة المعارضة في دمشق بـ"السيئة والمتردية".
واتهم أبو اليمان، في حديث لـ"عربي21"، بعض التجار باحتكار المواد الغذائية القليلة أصلا، مؤكدا أن الفصائل تبذل ما بوسعها للتخفيف من وطأة الغلاء، كما قال.
"لكن الأهالي لم يعودوا يطيقون الصبر"، كما يقول أبو اليمان؛ الذي أشار إلى حادثة مهاجمة الأهالي لمستودعات الإغاثة التابعة لفيلق الرحمن في الغوطة الشرقية، قبل أيام قليلة، نتيجة الجوع.
وقال أبو اليمان: "لولا تدخل بعض الأهالي الغيوريين على الفقراء لما بقي مواد إغاثية في المستودعات".
كما تتعرض الغوطة الشرقية لقصف متقطع من قبل قوات النظام، بالصواريخ من طراز "فيل" وبقذائف الهاون، رغم شمولها باتفاق "خفض التصعيد". وفي هذا الإطار، تهكم أبو اليمان بقوله: "ليس هناك من اتفاق، وكل ما يحكى هو محض دعايات إعلامية تروجها روسيا"، على حد وصفه.
الأسد يحاصر الغوطة
في غضون ذلك، أطلق ناشطون وسم #الأسد_يحاصر_الغوطة على وسائل التواصل الاجتماعي، نشروا من خلاله صورا لأطفال يعانون من سوء التغذية في الغوطة الشرقية.
منظمة حقوقية: سويسرا تحتجز أطفالا لاجئين بشكل دوري
معتقلو سجن حمص يضربون عن الطعام.. وفصائل تهدد بالرد
هيئة بريطانية تدعو لتحرك دولي لمنع مذبحة بسجن حمص السوري