فسر
سياسيون ومحللون
مصريون تصريح قائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، حول عدم قدرته على
حماية حدود الدولة، على أنها دعوة صريحة منه للتدخل الأجنبي بمصر، بحجة حمايتها من
الإرهاب.
وكان السيسي
قد قال الاثنين، في حوار مع قناة "فرانس 24"، خلال زيارته إلى باريس، إن الإرهاب هو الخطر الذي
يهدد العالم كله ويجب التكاثف لمواجهته، مضيفا: "محدش يقدر يأمن حدود ممتدة
لـ1200 كيلو بنسبة 100 في المئة". ودعا لتدخل دولي لمساعدته بقوله:
"عشان كدا محتاجين نتكاتف ونمنع وصول المقتلين أو الأسلحة".
وعلق الأكاديمي
المصري المعارض، يحيى القزاز، بأن تصريحات السيسي خلال وجوده في
فرنسا؛ تعد
اعترافا بعدم قدرته على تأمين حدود مصر وحده، ورأى أنها "دعوة صريحة للتدخل
الأجنبي واحتلال مصر"، متسائلا: "أليست هذه خيانة تستوجب عزله؟".
ووجه القزاز
نداءه للشعب المصري، عبر صفحته في "فيسبوك"، قائلا: "هل نتركه يستدعي دولا
تحتلنا وتحمي حدودنا، أم نزيحه ونأتي بوطني يحمي حدودنا وأرضنا؟". وقال: "احذروا
السيسي فكل كلمة يقولها رسالة موجهة لها معنى، وأخشى إرسال قوات أجنبية لحماية
الحدود المصرية من الإرهاب"، وفق قوله.
"يخوف الغرب ليرتزق"
من جانبه،
فسر مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير عبد الله الأشعل تصريحات السيسي بأنها
"دعوة لاستجداء الغرب بذريعة مقاومة الإرهاب"، معتبرا أن السيسي
"تحت هذا العنوان يرتزق"، على حد وصفه.
وأكد الأشعل
في حديث لـ"
عربي21"، أن "خطة السيسي من هذا التحشيد هي سحق
الإسلاميين"، مشيرا إلى أن "سحقهم من مصلحة فرنسا والغرب.. ولهذا قال
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يتفهم أسباب اختفاء حقوق الإنسان في مصر".
وحول
إمكانية أن تقع مصر فريسة للتدخل الأجنبي، كما حدث لسوريا والعراق وليبيا، أكد الأشعل
أنه لا علاقة لمصر بما يحدث في هذه الدول، مرجحا أن يكون مقصد السيسي هو
"تخويف الغرب والداخل المصري، ويريد أن يسكتهما عن المطالبة بحقوق
الإنسان".
وأوضح
الأشعل أن "السيسي يهدد الغرب دائما بأن خراب مصر سيدفع المصريين (94 مليون
بالداخل) للهجرة، حتى أنه وبيده تركهم للموت خلال هجرتهم عبر البحر المتوسط، كما
حدث بغرق من 300 إلى 600 مهاجر بمركب رشيد في أيلول/ سبتمبر 2016؛ لحماية أوروبا
منهم"، كما قال.
وتحدث
الأشعل عن "التحالف الآثم بين الغرب والمستبد العربي"، مطالبا المهتمين
بحقوق الإنسان بإبلاغ الشعوب الأوروبية بهذا "الحلف الآثم"، بحسب
تعبيره.
واعتبر
الأشعل أن المعضلة الحقيقية في مصر؛ هي "عدم وجود جبهة وطنية محترمة تخاطب
العالم بما تصنع تلك العصابة المنتفعة بهذا البلد والمستعبدة للناس، وبما تفعله من
نفي للمعارضين للاستيلاء على مصر".
وأكد أنه
"ولكي لا نحرث في البحر، فإن الإرهاب لا يواجه بأعمال الانتقام والمزيد من
انتهاكات حقوق الإنسان والطوارئ والمزيد من التشريعات، وإنما يواجه بالعدل
والشفافية والجدية وخطة شاملة؛ لأن استمرار الفشل في المواجهة وقصره على المنهج
الأمني وحده يربك المؤسسات الأمنية ويؤدي إلى توحش الإرهاب والإضرار بالوطن"،
كما قال.
لم تكتمل
مهمته بعد
وفي
تفسيره لتصريحات السيسي، أكد أستاذ القانون الدولي، السيد أبو الخير، أن السيسي
"يطالب الخارج بدعمه عسكريا، ويؤكد لهم أن مهمته لم تنته بعد، لذلك يجب
الوقوف معه ضد الإرهاب، وأنه يجب أن يستمر في الحكم مدة أخرى، خاصة وأن الانتخابات
الرئاسية على الأبواب".
وفي حديث
لـ"
عربي21"، أضاف أبو الخير: "السيسي على استعداد لتقبل وجود قوات
أجنبية بأي مكان بالدولة، طالما سوف يظل رئيسا".
ورأى أن
"كلماته (السيسي) تعني إعلان حاجته لدعم خارجي من أي نوع، كما أنه يهدف من
وراء ذلك لتشديد الحراسة على حدود غزة وفتحها من ناحية ليبيا لمد خليفة حفتر ومن
يخلفه بالأسلحة"، وفق تقديره.
وقال
الأكاديمي المصري: "رغم أن مصر بها أكثر من
قاعدة عسكرية أمريكية، فالسيسي ليس لديه مانع من وجود قوات أجنبية على الحدود
أيضا". وتابع متهكما: "ما المانع من وجود قوات تراقب الحدود؟ إذا أصبح
أمن المطارات بيد قوات أجنبية"، في إشارة لوجود رقابة روسية وغربية على
المطارات المصرية.