قام رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان؛ بزيارة للكويت وقطر، بعد زيارته لروسيا لإجراء مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي حول العلاقات الثنائية بين البلدين والأزمة السورية. وتم استقبال الرئيس التركي في العاصمتين الخليجيتين بحفاوة.
كانت علاقات تركيا مع كل من الكويت وقطر متينة، إلا أن الأزمة الأخيرة التي فجّرتها الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، المعروفة إعلاميا بــ"دول الحصار"، أدَّت إلى تقارب غير مسبوق بين أنقرة والدوحة، كما دفعت الكويت إلى تعزيز علاقاتها مع تركيا في جميع المجالات.
الأزمة الأخيرة التي فجّرتها الدول الأربع أدت إلى تقارب غير مسبوق بين أنقرة والدوحة، كما دفعت الكويت إلى تعزيز علاقاتها مع تركيا في جميع المجالات
وقفت أنقرة منذ بداية الأزمة إلى جانب قطر، ودعمتها لتتجاوز آثار هذه الأزمة المفتعلة، وأعلنت تأييدها للوساطة التي يقوم بها أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لحل الأزمة. وهناك دولة أخرى في الساحل الغربي للخليج؛ اتخذت موقفا من الأزمة مشابها للموقف التركي، ويمكن أن تؤدي الظروف الراهنة إلى تعزيز تركيا علاقاتها معها، وهي سلطنة عمان.
وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو زار في أواخر الشهر الماضي، العاصمة العمانية مسقط، ليلتقي نائب رئيس الوزراء العماني لشؤون مجلس الوزراء، فهد بن محمود آل سعيد، ونظيره العماني يوسف بن علوي بن عبد الله. وبحث الجانبان التركي والعماني في تلك اللقاءات سبل تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين في شتى المجالات، وتبادلا وجهات النظر حول مختلف القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية. وأكد الوزير التركي في تصريحاته للصحفيين في العاصمة العمانية؛ أن البلدين يعملان معا لحل مشاكل المنطقة، مشيرا إلى أن مواقفهما متطابقة من ملفات المنطقة.
خلال تلك الزيارة، أعلن تشاووش أوغلو أن سلطان عمان، قابوس بن سعيد، وجَّه دعوة إلى رئيس الجمهورية التركي لزيارة مسقط. ولم يتأكد حتى الآن موعد هذه الزيارة، إلا أن المتوقع والمأمول أن تفتح زيارة أردوغان للعاصمة العمانية صفحة جديدة في العلاقات التركية العمانية.
اتخذت سلطنة عمان في الأزمة الخليجية الأخيرة موقف الحياد الإيجابي، ولم تشارك في الحصار الذي تسعى الدول الأربع إلى فرضه على قطر. كما أن مسقط لها مواقف تختلف عن مواقف دول الخليج الأخرى، والسعودية على وجه الخصوص، في الملفات العديدة كملف اليمن.
وقفت تركيا إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن، ورفضت الانقلاب على الرئيس المنتخب، وأعلنت تأييدها لمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة، إلا أن موقف أنقرة هذا لم يعد صالحا، وبحاجة ماسة إلى مراجعة شاملة في ظل المتغيرات والظروف الراهنة.
لا يمكن الحديث عن موقف خليجي موحَّد من الأزمة اليمنية، فهذا يعني أن المبادرة الخليجية لحل الأزمة انتهت، ولا داعي أن تلتزم بها تركيا وتدعمها
لا بد من موقف جديد ومبادرة يمكن أن تطلقها تركيا بالتعاون والتنسيق مع سلطنة عمان وقطر والكويت
بين قطر ولبنان: السياسة السعودية إلى أين؟
النهاية الأليمة لمجلس التعاون الخليجي