أفادت مصادر محلية باستقدام النظام لتعزيزات وصفت بـ"الكبيرة" من قواته إلى خطوط التماس مع المعارضة في ريف اللاذقية في الساحل السوري، بالتزامن مع اشتداد القصف الجوي على بلدات خاضعة لسيطرة المعارضة في المنطقة.
وأكد المسؤول الإعلامي في "الفرقة الساحلية الأولى" رستم وليد لـ"عربي21" أن المعارضة رصدت خلال الأيام القليلة الماضية تحركات وتعزيزات عسكرية للنظام على محاور ريف اللاذقية.
ولفت وليد من جانب آخر إلى قيام الطائرات الحربية السورية والروسية بتكثيف طلعاتها الجوية على المناطق القريبة من الجبهات، واستهدافها لبلدات بداما والناجية والزعينية والغسانية بريف جسر الشغور الغربي.
وفي الشأن نفسه، اعتبر وليد أن الغاية من التصعيد العسكري في الساحل السوري هو "الضغط على الفصائل التي لم توافق على الذهاب إلى مؤتمر سوتشي"، مشددا على جاهزية المعارضة لصد الهجمات في المنطقة.
اقرأ أيضا: "التحالف": تنظيم الدولة يتحرك بمناطق النظام دون ملاحقة
لكن القيادي العسكري السابق المقرب من "هيئة تحرير الشام" الأسيف عبد الرحمن رجح بالمقابل أن يعمد النظام إلى فتح معركة في الساحل السوري لأهداف عدة، أبرزها تشتيت المعارضة التي تصد هجماته في ريف حماة الشمالي وريف حلب الجنوبي.
وأوضح في حديث مع "عربي21"، أن قوات النظام تتعرض لاستنزاف شديد في ريف حماة الشمالي، الأمر الذي يحتم عليهم البحث عن جبهات جديدة لتشتيت المعارضة.
وأضاف عبد الرحمن، أن هدف قوات النظام الوصول إلى مدينة جسر الشغور ذات الموقع الاستراتيجي الذي يصل بين ثلاث محافظات سورية (إدلب، اللاذقية، حلب).
من جانبه ذكر الخبير العسكري العميد أحمد رحال أن تحركات النظام امتدت من جبل زاهية في جبل التركمان، إلى منطقتي سلمى وقمة النبي يونس في جبل الأكراد.
وأضاف رحال في حديثه لـ"عربي21" أنه "من غير المعروف بعد هدف النظام المقبل من وراء هذه التعزيزات"، وقال: "لكن يبدو أن مدينة جسر الشغور التي لا تبعد سوى 15 كليومترا عن الجبهات، هي الهدف المرحلي الحالي لمعارك الساحل في حال تم إعلانها".
وأشار إلى سعي النظام لفتح الطريق الدولي الواصل بين محافظة اللاذقية وحلب، لافتا بالمقابل إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخيرة، التي قال فيها: "يجب أن تتعرض المعارضة لهزة قوية حتى تنصاع إلى سوتشي".
وعلق رحال على ذلك قائلا: "بالبناء على تصريحات لافروف، فإن سوتشي هو الهدف الأساسي لهذه المعارك".
اقرأ أيضا: قوات نظام الأسد تتقدم في منطقة حدودية مع فلسطين المحتلة
وفي نيسان/ أبريل 2015، أعلنت المعارضة على مدينة جسر الشغور بريف إدلب التي تعتبر بوابة على الساحل السوري الموالي للنظام، وذلك بعد معارك ضاربة خاضتها ضد قوات النظام.
هذا وتشهد مناطق في ريف حماة الشمالي وريف حلب الجنوبي منذ بداية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي معارك عسكرية تشنها قوات النظام على معاقل المعارضة للسيطرة على مطار "أبو الظهور" العسكري.
ما دلالات وقف الدعم عن وسائل إعلام المعارضة السورية؟
تشاؤم من مؤتمر "سوتشي".. لماذا قلل نشطاء من فرصه؟
عقود اقتصادية روسية لتعويض خسائر التدخل العسكري بسوريا