تعقد قيادات بارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام بالعاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة حركة "أنصار الله" (الحوثي)، اجتماعها الأول اليوم الأحد، من دون زعيم الحزب علي عبدالله صالح، الذي قتل برصاص مسلحي الحركة مع أمين عام الحزب، عارف الزوكا، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وقال مصدر مقرب من قيادة ما يعرف بـ"مؤتمر الداخل" إن اجتماعا سيعقد للحزب بقيادة "صادق أمين أبو راس"، نائب رئيس الحزب، الذي تخوله اللائحة الداخلية بترؤس الحزب حتى انتخاب قيادة جديدة له، خلفا لزعيمه الراحل صالح.
وأضاف المصدر لـ"عربي21"، طلب عدم الكشف عن هويته، أن هذا الاجتماع هو الأول للمؤتمر من دون صالح، الذي مضى على قتله أكثر من ثلاثين يوما، والذي جاء بعد مشاورات مكثفة جرت بين قيادته بصنعاء والحوثيين؛ لإفساح المجال أمام إعادة نشاطه السياسي والتنظيمي.
وبحسب المصدر، فإن الاجتماع سيكرس الحسابات السياسية للحزب في الفترة المقبلة، وطبيعة الشراكة مع الحوثيين، وموقفه من ما أسماه "العدوان"، والإعلان الذي أصدره صالح قبل مقتله، والذي دعا إلى فتح صفحة جديدة معه، ونظر إليه على أنه "خيانة".
وأكد أنها محاولة من قيادات المؤتمر في الداخل لتجاوز الزلازل السياسي الذي تعرض له الحزب بمقتل زعيمه، والدفع به من جديد للتموضع على المشهد، رغم أن هناك من يشكك بقدرتها، في ظل خطة حوثية تقضي باستغلال فرصة الإبقاء على الشراكة الهشة معهم، بما يضمن دورا هامشيا للحزب.
كما أن هذا الاجتماع لأعضاء من اللجنة العامة لحزب المؤتمر أتى بعد قبول القيادة الحوثية بالمطالب التي وضعتها قيادات في الحزب، كشروط لعودة نشاطه الحزب تحت "سقف مواجهة العدوان، والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية"، حسبما ذكره المصدر.
يأتي ذلك، في ظل تمسك الحوثيين بمبدأ الشراكة بين الطرفين، رغم حالة الإقصاء التي يتعرض لها ممثلو الحزب داخل حكومة "الإنقاذ" غير المعترف بها، والتي طالت ثلاثة وزراء محسوبين على "المؤتمر"، فضلا عن حملة الاعتقالات التي طالت المئات من كوادر وأعضاء الحزب منذ مقتل صالح.
ومن المتوقع، وفقا للمصدر، أن يصدر المجتمعون بيانا في يوم الاجتماع ذاته، يحدد اتجاهات وبوصلة الحزب السياسية، بعد الأحداث الدموية التي شهدتها صنعاء بين قوات موالية لزعيم الحزب، صالح، وبين أخرى تابعة للحوثيين، انتهت بمقتله، وما أعقب ذلك من إجراءات أمنية ضد قيادات وأعضاء "المؤتمر".
وتترقب النخب والقوى السياسية والحكومة الشرعية، ومن خلفهم دولة الإمارات والسعودية قائدة التحالف، مخرجات هذا الاجتماع الذي يشكل أهمية كبيرة بالنسبة لهم، قد تحدد معالم مسار الصراع السياسي القادم على تركة صالح السياسية.
وكانت قيادات مؤتمرية بصنعاء دعت في اليومين الماضيين إلى اجتماع للجنة العامة، وتكفلت بنفقات الاجتماع التي جمعت كتبرعات منها، فيما تمت، السبت، مناقشة مضامين البيان الذي سيخرج عن هذا الاجتماع التاريخي. وفقا للمصدر.
مواجهات مسلحة بين قبيلة موالية لصالح والحوثيين شمال صنعاء
الرئيس اليمني يعلن انتهاء حقبة صالح
اليمن في 2017.. عام الإخفاق السياسي والمستقبل المجهول