قالت
صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية إن النفود الذي أصبح يتمتع به الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين خارج وداخل سوريا بات واضحا وأنه يمسك بخيوط اللعبة في كل
من إيران وإسرائيل علاوة على الوضع في سوريا.
وقال
الكاتب، كريستيان بومه، في مقال ترجمته "عربي21"، إن سوريا أصبحت
مسرحا لصراع القوى العظمى، بعد مرور سبع سنوات من الثورة الشعبية ضد النظام
السوري. وبمرور السنوات، تحولت الانتفاضة السلمية، التي تطالب بمزيد الحريات
والحقوق، إلى حرب متعددة الأقطاب.
وأكد
الكاتب أن النظام السوري يواجه قوات المعارضة بمساندة من روسيا وإيران، بهدف
استعادة السيطرة على المناطق غير الخاضعة لسيطرته. في الوقت نفسه، يسعى الجيش
التركي إلى طرد وحدات حماية الشعب الكردية من شمال سوريا للحيلولة دون تمكن
الأكراد من تأسيس دولة مستقلة.
وفي ظل هذه المواجهات متعددة الأقطاب، باتت
الولايات المتحدة الأمريكية قلقة من تأثيرات ذلك على عملياتها العسكرية التي تركز
على التصدي لتنظيم الدولة.
وأشار
إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الأكراد في الحرب السورية، وهو ما ينذر
بتصاعد التوتر بين مختلف الأطراف المشاركة في الحرب. ولعل أخطر السيناريوهات
المتوقعة هو اندلاع مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران. ولعل الأمر المثير للقلق هو
أن هذه المواجهة قد تكون لها عواقب كارثية على كامل المنطقة.
وأوضح
الكاتب أن إيران لعبت دورا هاما في صمود النظام السوري في وجه أعدائه بفضل ما
تقدمه من دعم مالي للقوات النظامية، علاوة على مشاركة الحرس الثوري الإيراني
والميليشيات الشيعية في المعارك ضد تنظيم الدولة.
وقد كانت كلفة الحرب السورية
باهظة جدا بالنسبة لإيران، التي تسعى بالأساس إلى بسط نفوذها على المنطقة الممتدة
من العراق إلى البحر الأبيض المتوسط واحتواء النفوذ الإسرائيلي.
وأضاف
أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى الحد من النفوذ الإيراني في الأراضي السورية.
ولتحقيق هذه الغاية، أقدمت إسرائيل على شن غارات جوية تستهدف مواقع إيرانية وأخرى
تابعة لحزب الله، التي تعد بمثابة رسالة تحذيرية لطهران. وفي الأسبوع الماضي،
اخترقت طائرة دون طيار الأجواء الإسرائيلية، فردت تل أبيب الفعل على هذه الحادثة
عن طريق شن سلسلة من عمليات القصف.
وأوضح
بومه أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يعتبر الطرف الوحيد القادر على الحيلولة
دون احتدام المواجهات بين الجانبين الإسرائيلي والإيراني، خاصة وأنه يستطيع
التأثير على إيران. ولكن المهمة الروسية لن تكون سهلة لأن الرئيس الروسي واقع في
مأزق الاختيار بين الطرفين، فمن جهة تعتبر إيران حليفا استراتيجيا لموسكو في الحرب
السورية؛ ومن جهة أخرى، لا يرغب بوتين في توتير علاقته مع تل أبيب.
وأفاد
بأن إسرائيل تعد قوة عسكرية ذات ثقل في المنطقة. لهذا السبب، يرتبط السلام في
سوريا ومنطقة الشرق الأوسط بالمصالح الأمنية الإسرائيلية. ومن جهته، يعتبر بوتين
إسرائيل بمثابة دولة ضامنة للتوازن الإقليمي في الشرق الأوسط. ولعل الدور الذي
تضطلع به روسيا في الحرب السورية هو ما يفسر عمل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين
ناتنياهو، بمشورة الرئيس الروسي فيما يتعلق بالشأن السوري.
وفي
حين فقدت الولايات المتحدة الأمريكية كل نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، أصبحت
روسيا سيدة القرار في سوريا. ومن هذا المنطلق، أعطت موسكو الضوء الأخضر لإسرائيل
لشن غارات على مواقع تابعة لحزب الله. كما وعد الرئيس الروسي صديقه نتنياهو بمنع
تمركز الميليشيات الإيرانية في مرتفعات الجولان.
وذكر
الكاتب أن طهران لا تثق في الوعود الروسية، ما يعني أن بوتين سيقع في مأزق في حال
قررت إسرائيل الحد من النفوذ الإيراني؛ لأنه في هذه الحالة سيكون مطالبا بالوقوف
في صف طرف على حساب آخر. وعموما، من المتوقع أن يكون خيار روسيا حيال الحليف الذي
ستدعم صفوفه قائما بالأساس على حجم النفوذ الذي يتمتع به على الأراضي السورية.
وأشار
إلى أن بوتين يخضع في الوقت الراهن لاختبار حقيقي، حيث سيكون مطالبا بأن يراعي
مصالح مختلف الأطراف المتنازعة في سوريا بطريقة دبلوماسية. وفي كل الأحوال، يجب
على الرئيس الروسي أن يحاول التخفيف من حدة التوتر بين حليفيه إيران وإسرائيل،
ليبقى مصير الحرب السورية رهين نجاح بوتين في منع حدوث أي مناوشات أو مواجهات
عسكرية بين الطرفين.
موقع إيراني يكشف عن دوافع إسقاط المقاتلة الإسرائيلية
هذا ما قاله نتنياهو في أول تعليق له على إسقاط الطائرة
أول تعليق أمريكي على إسقاط الطائرة الحربية الإسرائيلية