تقدمت قوات النظام السوري والمليشيات المقاتلة إلى جانبها باتجاه الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، رغم خطة وقف إطلاق النار التي ترعاها روسيا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام تقدمت في منطقة حوش الضواهرة على الطرف الشرقي من معقل المعارضة المحاصر، مضيفا أن أكثر من 600 مدني بينهم 147 طفلا قتلوا في الهجوم المستمر.
بدوره قال جهاز الدفاع المدني السوري التابع للمعارضة السورية إن حصيلة الضحايا لقصف النظام الأربعاء على الغوطة ارتفع إلى 13 قتيلا تركز على مناطق سكنية في نقطة دوما.
وتقضي الهدنة الروسية بوقف إطلاق النار يوميا في الغوطة الشرقية لمدة خمس ساعات من التاسعة صباحا حتى الثانية عصرا بالتوقيت المحلي، ولكن بعد هدوء قصير انهار الاتفاق وتجدد القصف، الثلاثاء، في اليوم الأول من سريانه.
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أنها "عاجزة" عن إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين داخل الغوطة الشرقية من قوات نظام الأسد.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "ستيفان دوغريك": "نحن عاجزون عن تحريك قوافلنا المنقذة للحياة وإجلاء المصابين من الغوطة في ظل تصاعد القتال".
هجمات بغاز الكلور
أما رئيس الشؤون الإنسانية الاممي مارك لوكوك، مارك كوكوك، فاتهم بدوره النظام السوري يرفض منح "الموافقة لإيصال المساعدات للمناطق التي تسيطر عليها عن الحالة الإنسانية في سوريا".
وفي جلسة بمجلس الأمن الأربعاء خصصت للاستماع إلى إحاطة من لوكوك، عن الحالة الإنسانية في سوريا، قال المسؤول الأممي إن ما لا يقل عن 550 شخصا قتلوا في الغوطة الشرقية خلال الحملة الأخيرة.
وفي ذات الجلسة، قال جيفري فيلتمان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية إن "حجم عمليات النظام السوري في الغوطة الشرقية لا يمكن تبريره بمحاربة الإرهاب"، داعيا "جميع الأطراف احترام القانون الدولي الإنساني".
وأشار المسؤول الأممي في كملته إلى أن الغارات على الغوطة الشرقية مستمرة "وهناك أنباء عن هجوم بغاز الكلور".
إجلاء مدنيين
في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن بلاده "تمكنت من إجلاء مجموعة كبيرة"من المدنيين من منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة السورية.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار النمساوي زيباستيان كورتس في موسكو، قال بوتين إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ساعد في التوصل لعملية الإجلاء، دون أن يذكر متى تمكن المدنيون من المغادرة.
إلى ذلك دعت فرنسا روسيا لـ"ممارسة ضغوط قصوى على النظام السوري لاحترام الهدنة" في الغوطة الشرقية بعدما حملت موسكو مقاتلي المعارضة مسؤولية الخروقات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية انييس فون دير مول الأربعاء: "تعهدت المجموعات المسلحة الموجودة في الغوطة الشرقية أمام مجلس الأمن الدولي باحترام القرار 2401 وقبول الهدنة. لكن نظام بشار الأسد لم يتعهد بذلك".
وأضافت:"نطلب بالتالي من الجهات الداعمة للنظام السوري ممارسة ضغوط قصوى عليه ليحترم واجباته" في إشارة إلى روسيا.
ومنذ أكثر من 10 أيام، تشن قوات نظام الأسد بدعم روسي قصفاً هو الأشرس على الأحياء السكنية في الغوطة الشرقية، آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، وإحدى مناطق "خفض التصعيد"، التي تمّ الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازاخية أستانا عام 2017.
غارات وقصف على الغوطة الشرقية باليوم الأول من الهدنة الروسية
روسيا تنفي استخدام نظام الأسد الكلور لقصف الغوطة
المعارضة: ظهور أعراض لغاز الكلور بعد انفجار قرب دمشق