اعتبر القائد العسكري لـ"حركة تحرير وطن" المقدم علي أيوب، أن تصعيد النظام السوري في ريف
حمص الشمالي إما بهدف استرجاع المنطقة لسيطرته أو قطعا للطريق على أي مبادرة للحل السلمي.
وأوضح في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن النظام يحاول اقتحام المناطق القريبة من طريق السلمية الذي يعتبر بديلا عن طريق حمص- حماة الدولي.
حديث أيوب يأتي على خلفية اشتباكات برية دارت أمس الأحد بين قوات النظام وفصائل المعارضة في الجبهات الشرقية على محاور قبة الكردي والجومقلية والحمرات، استطاعت الأخيرة فيها صد الهجوم، وتكبيد القوات المهاجمة خسائر وصفت بـ"الفادحة".
وبشكل متواز، شنت مقاتلات تابعة للنظام السوري عشرات الغارات على مدن وبلدات ريف حمص الشمالي القريب من ريف السلمية الغربي، حسبما أكد نشطاء لـ"
عربي21".
وتنذر الاشتباكات بمرحلة من التصعيد في هذه المنطقة المحاصرة من قبل قوات النظام في وسط البلاد، بعد هدوء نسبي منذ آب/أغسطس 2017، تاريخ سريان اتفاق "خفض التصعيد" الذي جرى توقيعه برعاية مصرية وروسية في القاهرة.
وعلى الرغم من عدم إعلان النظام عن أهدافه من التصعيد العسكري، حذر الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال، فصائل المعارضة من مخططات النظام الرامية إلى اقتحام المنطقة بشكل كامل كما جرى في
الغوطة الشرقية.
وبعد أن استبعد أن يكون هدف النظام من وراء التصعيد قطع الطريق على المبادرات الهادفة إلى التوصل إلى حل سلمي، أشار في حديث لـ"
عربي21" إلى أن النظام يهدف إلى استعادة المنطقة لسيطرته، بعد حسم ملف الغوطة الشرقية بشكل كامل.
وقال رحال: "حذرنا الفصائل من قبل من خطورة ترك المجال للنظام لأن يستفرد بالجبهات، لكن لم يستمع أحد من الفصائل لتحذيراتنا تلك، وما نراه اليوم هو نتيجة طبيعية لعدم وجود قرار مشترك ما بين فصائل المعارضة".
ومضى قائلا: "نحن أمام مأساة جديدة يبدو أن مسرحها سيكون ريف حمص الشمالي، ومن المؤكد أن النظام سيضع المعارضة في هذا الجيب المحاصر تحت ظروف سيئة تمهيدا لترحيل من يرفض منهم المصالحة إلى الشمال السوري".
وجاء ذلك، بعد أيام قليلة من مبادرة طرحها فراس طلاس نجل وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس، بموجبها يتم اعتبار المنطقة منطقة نفوذ روسية تتبع لقاعدة حميميم العسكرية في الساحل السوري.
وتكمن أهمية المنطقة في محاذاتها للمناطق الموالية للنظام وسط البلاد، إلى جانب وقوعها على الطريق الدولي الذي يربط دمشق بالمنطقة الوسطى (حمص وحماة) وبالشمال (حلب).
وإزاء هذه التطورات، تسود حالة من الذعر أوساط المدنيين في المنطقة المتداخلة بين ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، الذين يقدر عددهم بنحو 270 ألف نسمة.
يذكر أن المسار التفاوضي المتعلق باتفاق "خفض التصعيد" لا زال معطلا، حيث تطالب روسيا الفصائل تحت التهديد بقبول المصالحة مع النظام، بينما تشترط المعارضة في هذه المنطقة المحاصرة منذ العام 2013 إشراف الجانب التركي على هذه المفاوضات.