تطرقت صحيفة روسية إلى ما وصفتها بالمحاولات الشيعية لمقاومة النفوذ الإيراني في العراق، لا سيما بعد نتائج الانتخابات التي أظهرت تفوقا للتيار الصدري.
وركزت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، في تقريرها على "الاتصال بين واشنطن وكتلة (سائرون) بقيادة مقتدى الصدر لمناقشة مصير إيران".
وأوضحت الصحيفة في التقرير الذي نشرته "روسيا اليوم" أنه من غير المستبعد، استخدام واشنطن للصدر في لعبتها ضد إيران، "ويبدو أن واشنطن لا تهتم بالحرب التي شنها ضد الوجود الأمريكي في العراق".
وذكرت الصحيفة أن ضياء الأسدي، كبير مساعدي الصدر، كشف عن فتح قناة الاتصال مع الجانب الأمريكي.
وبحسب الأسدي، فإن واشنطن سألت عن ما إذا كان بمقدور الصدر تكرار انتفاضة جديدة، على غرار تشكيله جيش المهدي لمحاربة الوجود الأمريكي بالعراق سنة 2003، لكنها هذه المرة ستكون لمحاربة إيران.
وعلقت الصحيفة: "لا يمكن توجيه اللوم إلى الصدر بسبب تصريحاته المتناقضة. فقبل أيام كتب في تويتر تغريدة تقول إنه لا يمكن السماح بأي تدخل خارجي في الشأن العراقي. وقبل يوم من نشر هذه التغريدة، زار العراق الجنرال الإيراني قاسم سليماني والتقى في المنطقة الخضراء ببغداد مع زعماء القوى السياسية الموالية لطهران، بما فيها نوري المالكي وهادي العامري. وبحسب معلومات وسائل الإعلام العراقية كان هدف اللقاء تشكيل حكومة ائتلافية تكون موالية لطهران".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الحديث عن موقف الصدر المناهض لإيران يجري منذ زمن، وقد ازداد هذا بعد زيارته إلى المملكة السعودية في أغسطس عام 2017، حيث التقى خلالها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وناقش معه مسألة إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب. حتى إن بعض أنصاره أطلقوا عليه بعد هذه الزيارة لقب (مقتدى آل سعود). بعد ذلك زار الإمارات العربية المتحدة، ما جعل المراقبين يتحدثون عن نية دول الخليج توسيع نفوذها في العراق، لمنع القيادة الإيرانية من تحويل البلد المتضرر جدا من النزاعات المتتالية إلى رأس حربة لسياساتها في المنطقة".
وعن عوامل القوة لدى الصدر، قالت الصحيفة إن الأخير "يدعو إلى محاربة الفساد بشدة، وهذا يجذب الجماهير العراقية، خاصة أن العراق في المرتبة الـ169 من مجموع 180 دولة في انتشار الفساد، وقد برهن على موقفه هذا بمنعه جميع النواب السابقين الممثلين لكتلته من المشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وهو بهذا أراد إثبات أن الأموال ليست كل شيء وأن السياسة ليست مجرد استلام راتب. إضافة إلى هذا اتفق الصدر مع الحزب الشيوعي العراقي على تشجيع مشاركة التكنوقراط العراقيين في حكومة المستقبل. ويؤكد الخبراء، أن القوة الوحيدة التي تزيد من النفوذ الإيراني في العراق هي العامري وأنصاره فقط".
وختمت الصحيفة بالقول إن رفض السفير الإيراني لدى بغداد، حضور لقاء كتلة "سائرون"، يعني أن "موقف طهران معادٍ للصدر، وهذا ما يجعله شخصية جذابة لواشنطن وبلدان الخليج، التي جعلت من الصراع مع إيران أحد الاتجاهات الرئيسية في سياستها الخارجية، خاصة أن معظم العراقيين يريدون وضع حد للنفوذ الإيراني في وطنهم".
اقرأ أيضا: سابقة.. الحكيم يرفض تدخل إيران بتشكيل حكومة العراق (شاهد)
هكذا ردت واشنطن على سؤال العمل مع الصدر.. ودور سليماني
أمريكا تفرض عقوبات جديدة ضد إيران وحزب الله اللبناني
إسرائيل: نزع نووي كوريا الشمالية يساعد على مواجهة إيران