أقر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بأنه لم يتوقع أن يستغرق التدخل العسكري بقيادة السعودية في بلاده كل هذا الوقت، وهو ما أثار أسئلة عدة حول دلالة هذا التصريح، الذي جاء بعد صمت دام لأكثر من ثلاث سنوات (عمر العمليات العسكرية في اليمن).
وبحسب مراقبين، فإن تصريحات هادي لشبكة "بي بي سي" البريطانية، كشفت عدم رضاه عن سير النشاط العسكري للتحالف، وتثاقله في حسم المعركة، وتحوله من داعما لشرعيته إلى مقوض لها.
عدم رضا
وتعليقا على هذا الموضوع، يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أحمد الزرقة، أن ما صرح به هادي بصفته "رئيسا للبلاد" يكشف بشكل واضح وصريح عن عدم امتلاك التحالف أي مخططات واضحة لعملية التدخل في اليمن.
وقال في حديث خاص لـ"عربي21"، إن تصريح هادي يعكس "تغييب الحكومة الشرعية عن إدارة العمليات"، فضلا عن "امتلاك أركان التحالف، وتحديدا السعودية والإمارات، أجندات مختلفة لا تنسجم مع الهدف الرئيس الذي تم استدعاء التحالف لأجلها، المتمثل في إعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب".
وأكد الزرقة أن هادي عبر عن عدم رضاه عن سير العمليات العسكرية، ونشاط التحالف الذي انحرف مسار عملياته العسكرية والسياسية، وانشغل بملفات أخرى، بل تعمد تهميش الحكومة الشرعية ورئيس البلاد.
وبحسب السياسي الزرقة، فإن تصريح الرئيس اليمني لا يخلو من الإشارة إلى أنه لا أفق منظور لإنهاء الانقلاب بالطريقة المستخدمة التي تعكس فشلا ذريعا، وتزيد من معاناة اليمنيين وأوجاعهم، ومكنت المليشيا أكثر من مفاصل البلاد.
خيبة أمل
من جانبه، لم يختلف الكاتب والمحلل السياسي، ياسين التميمي، عما طرحه الزرقة، وقال إن تصريحات الرئيس هادي تعكس "خيبة الأمل الكبيرة" التي تسود أوساط الشرعية ومستوياتها، حيث يظهر التحالف وكأنه ليس في عجلة من أمره بشأن حسم الحرب عبر تحقيق الأهداف المعلنة لها.
وتابع حديثه الخاص لـ"عربي21" قائلا: يدرك هادي أن حرب التحالف في اليمن بدأت تتجه نحو الشرعية نفسها في شكل "استهداف عسكري مباشر، كالذي رأيناه في عدن (جنوبا)" واستهداف سياسي يتمثل في "إعادة أحياء خطة كيري، التي تقترح تحييد سلطاته، وتقويتها لطرف يمثل جميع أطراف الصراع".
وأشار التميمي إلى أن ما كشفه هادي يجسد أنه وحكومته على دراية أكثر من غيرهما بأن التحالف شرع منذ وقت مبكر في تغيير أولوياته العسكرية والسياسية.
وذكر أن معركة السيادة في سقطرى -بين الحكومة الشرعية ودولة الإمارات- كشفت جانبا من الأهداف والغايات الحقيقية لهذا التثاقل في إيقاع الحرب، الذي يفسح المجال لمزيد من الصراع الداخلي الذي يستنزف مقدرات الدولة اليمنية، وينهك الأطراف المتصارعة.
وهي وصفة -وفقا للسياسي التميمي- تكرس المزيد من نفوذ التحالف وهيمنته على اليمن.
ولم يستبعد أن يكون ما قاله الرئيس إشارة إلى التحالف الذي تقوده الرياض، وعليه أن يقرأها جيدا؛ لأنها تشير بوضوح إلى الطرف الذي يتحمل الوزر الأكبر للمعاناة التي يعيشها اليمنيون جراء استمرار الحرب.
ويعد هذا التصريح الذي أدلى به الرئيس اليمني الأول من نوعه، منذ عودته إلى مدينة عدن منتصف حزيران/ يونيو الماضي، بعد غياب عن هذه المدينة التي أعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد، في أعقاب فراره من صنعاء (التي يسيطر عليها الحوثيون) في شباط/ فبراير 2015.
قوات موالية للإمارات تفرج عن 45 معتقلا من سجن سري باليمن
معركة الحديدة اليمنية تعيد مبادرة "كيري" إلى الواجهة
هذا ما تعنيه خسارة الحوثيين السيطرة على "الحديدة"