أطلت أزمة جديدة، على العاصمة
السودانية،
الخرطوم، بعد أزمة الوقود والهبوط المتكرر للجنيه السوداني، وارتفاع أسعار المستهلك، تمثلت في أزمة
الخبز التي استفحلت خلال الأيام الماضية.
وتشهد المخابز في عدد كبير من أنحاء البلاد ازدحاما من المواطنين، فيما أغلقت بعض المخابز أبوابها؛ بحجة عدم توفر الخبز؛ نتيجة شح القمح والطحين.
وتباينت أسباب أزمة الخبز، ففي الوقت الذي أرجعتها الحكومة السودانية إلى عدم توفر التيار الكهربائي لمطاحن الدقيق، يؤكد أصحاب المخابز أن الأزمة تعود إلى ارتفاع سعر الصرف أمام الجنيه السوداني، وعدم توفر الدقيق بما يعمل على تغطية الاستهلاك.
ضعف الاستيراد
وأكد صاحب مخبز بحي الشجرة جنوب الخرطوم، الطاهر عبدالله، على وجود صعوبات تواجه صناعة الخبز، تتمثل في عدم توفر الكميات الكافية من الدقيق؛ بسبب تراجع الاستيراد الناتج عن ارتفاع أسعار الصرف.
وأضاف أن الوكلاء لا يمنحون المخابز الكميات المعتادة من الدقيق، تسبب في انخفاض الكميات المنتجة من الخبز" .
من جانبه، قال أشرف إبراهيم، العامل في مخبز الفكي بالخرطوم، إن "عدم إيفاء السعر الحالي للخبز مع متطلبات سعر مدخلات إنتاجه دفع مخابز لتقليص الإنتاج" .
وأشار إلى أن التأثير الكبير لارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه السوداني على مدخلات صناعة الخبز، خلال الأيام الماضية، جعل البيع بالسعر الحالي غير مجز لأصحاب المخابز.
وسجل سعر الجنيه السوداني في تعاملات الثلاثاء هبوطا جديدا أمام الدولار، عند 46 جنيها للبيع، وسعر الشراء 45 جنيها في تداولات السوق السوداء، مقارنة بـ43 جنيها للبيع نهاية الأسبوع الماضي.
وتعاني الحكومة من توفير اعتمادات العملة الصعبة لاستيراد القمح، التي تصل إلى أكثر من ملياري دولار سنويا.
وقال العامل إبراهيم: "أيضا.. مطاحن الدقيق فشلت في توفير الكميات الكافية للمخابز، ما ساهم في تفاقم الأزمة الراهنة".
زيادة الأسعار
ونفذت عدد من المخابز في البلاد زيادة غير رسمية في أسعار الخبز، ببيع (3) أرغفة من الخبز بسعر 5 جنيهات، مقارنة بالسعر الحالي البالغ جنيه واحد لكل رغيف.
وترى مخابز عاملة في السوق المحلية أن زيادة الأسعار قد تخفف من أزمة شح الخبز في السوق المحلية؛ لأنه سيدفع مخابز لاستئناف عملها.
غير أن اتحاد المخابز (أهلي) أكد على عدم وجود أي زيادة في أسعار الدقيق ومدخلات صناعة الخبز.
وانتقد الأمين العام لاتحاد المخابز، بدر الدين الجلال، قيام بعض المخابز بتنفيذ زيادة في أسعار الخبز، معتبرا الأمر تصرفا غير مسؤول، ويهدف إلى إحداث بلبلة وسط المواطنين.
وأرجع أسباب شح الخبز خلال هذه الأيام إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المطاحن، ما يساهم في انخفاض إنتاجها اليومي، علاوة على وجود أزمة في توفير الجازولين للمطاحن.
ويتجاوز استهلاك السودان من القمح مليوني طن سنويا، في حين تنتج البلاد ما لا يتجاوز 12 إلى 17 بالمئة من الاستهلاك السنوي.
ويبلغ عدد المطاحن في الخرطوم 42 مطحنا لتوفير احتياجاتها من الدقيق، التي تقدر بنحو 45 ألف جوال يوميا.
والعام الماضي، قررت الحكومة السودانية إيقاف استيراد الدقيق من الخارج، في محاولة منها لترشيد بنود صرف النقد الأجنبي.
ويعاني السودان من أزمة اقتصادية خانقة، بعد انفصال جنوب السودان في تموز/ يوليو 2011، نتيجة فقدانه 75 بالمئة من موارده النفطية، أدت إلى انخفاض الإيرادات العامة، في ظل محدودية الصادرات غير النفطية.