أثارت
الزيارة التي قام بها وفد من مدينة
دير الزور، قبل أيام، لمدينة قم الإيرانية، تساؤلات حول أهداف الزيارة من حيث التوقيت والوجهة، وتحديدا لمكانة المدينة الإيرانية التي تعتبر أحد أهم المراكز الدينية الشيعية.
وربط مراقبون بين الزيارة التي أجراها الوفد المؤلف من مسؤولين حكوميين ووجهاء من الموالين للنظام، وبين المساعي الإيرانية لنشر التشيع في مناطق متفرقة من مدينة دير الزور وريفها.
وعلى الرغم من أن هذه الزيارة لم تكن الأولى من نوعها، إذ سبق واستقبلت إيران، العام الماضي، وفدا عشائريا محليا من المحافظة ذاتها، إلا أن ما يعطي لهذه الزيارة خصوصية من وجهة نظر العديد من المراقبين، تزامنها مع ما يتم تداوله إعلاميا عن صفقة لإخراج إيران من
سوريا.
وبشكل متواز، أشار مراقبون إلى تصاعد وتيرة بناء إيران للحسينيات والمقامات الدينية في دير الزور، معتبرين أن ما يجري استكمال للمخطط الإيراني الرامي إلى نشر المذهب الشيعي، الأمر الذي يؤسس لوجود بعيد المدى لطهران في هذه المحافظة الاستراتيجية (بوابة العراق على سوريا، إلى جانب تركز النفط والغاز فيها)، عبر وكلاء من الأوساط المحلية.
نائب رئيس "التحالف الوطني لقوى الثورة في الحسكة" محمود الماضي، علق على الزيارة وقال إن إيران تدرك حجم وقوة الإجماع الدولي والإقليمي على رفض وجودها في سورية، لذلك هي تنتهز فرصة تواجدها، وراحت تستكمل مشروعها القديم الذي يهدف إلى تشييع المنطقة مستغلة حالة الفقر والحصار نتيجة الحرب فأخذت تقدم المساعدات المادية والغذائية لأبناء المنطقة.
تقديم الولاء لإيران
وأضاف الماضي لـ"
عربي21"، أن إيران عمدت مؤخرا إلى فتح حسينيات واختلاق مزارات في منطقة الفرات بالإضافة إلى تقديم المنح الدراسية في إيران مجانا وذلك بغية تشييع المنطقة وتقديم ولاء إيران على الولاء الوطني، كما حدث في العراق ولبنان والبحرين وغيرها.
ورأى الماضي، أنه "في حال تم إرغامها على الخروج من سوريا، فستكون طهران حينها قد ضمنت القاعدة الشعبية لها في هذه المنطقة المهمة".
وبسؤاله عن احتمال نجاح إيران في مساعيها، قال: "حقيقة كل ذلك حدث، بسبب ظروف الحصار وأسلوب الترهيب والترغيب الذي اتّبعته إيران وميليشياتها مع شعبنا هناك، غير أن أبناء منطقة الفرات سينسفون المشروع الإيراني عندما تأتيهم الفرصة فورا".
وبعد أن وصف أعضاء الوفد بـ"المرتزقة"، قال إن "الوفد ضم شخصيات حزبية، وموظفين حكوميين إلى جانب بعض الشخصيات الدينية المحسوبة على النظام، وهؤلاء لا يمثلون دير الزور التي هجر القسم الأكبر من سكانها".
يشار إلى أن الوفد ضم شخصيات من بينها مدير أوقاف دير الزور مختار النقشبندي، ومدير الثقافة أحمد علي، وعدد من الشخصيات الأخرى المعروفة بالولاء المطلق للنظام السوري.
وفي هذا الصدد، أكدت شبكة "فرات بوست" أن الزيارة كانت بموافقة النظام السوري، وأشارت إلى علامات استفهام كبيرة حول بعض أعضاء الوفد، وعلى رأسهم مدير أوقاف دير الزور، مختار النقشبندي.
وبحسب الشبكة فإن "النقشبندي الذي ينحدر من أسرة لجأت إلى العراق زمن الرئيس الراحل صدام حسين هربا من النظام السوري، عاد إلى سوريا بعد الغزو الأمريكي للعراق".
وأضافت أن "المعروف عن عائلة النقشبندي حتى أعوام قريبة تمجيدها للرئيس الراحل صدام حسين"، متسائلة باستغراب: "بعد كل ذلك، ما الذي دفع بالنقشبندي إلى الارتماء في حضن النظام وإيران؟".
وبحسب مصادر محلية فإن إيران، تستغل الوضع الاقتصادي المزري، لنشر التشيع، حيث تقوم بتوزيع مخصصات مالية شهرية لكل عائلة تغير مذهبها، ومساعدات غذائية وعينية تقدم بشكل دوري.